السبت، 15 أغسطس 2015

خدعة الاخوان الانتخابية .. سلامة الياس




مما لا شك فيه ان الاخوان سيبذلون الغالي و النفيس لجني عدة مكاسب خلال  الانتخابات البرلمانية القادمة  .. و ذلك لعدة اسباب  اهمها المحافظة علي استمرارية اشتعال المناخ السياسي و المجتمعي و لو بنذر يسير  من اللهب .. يمهلها وقتا طويلا تستطيع من خلاله اعادة صياغة التوافق النفسي لدى مريديها و المتعاطفين معها للقبول بمصالحة مشروطة مع النظام .. دون تحلل او انحلال .. دون اراقة ماء وجهها امام القوى السياسية الاخرى الصديقة و المنافسة علي السواء .. و اعتقد ان انسب السيناريوهات المقبولة والمتاحة حاليا  هو  حيلة سياسية قديمة برع الاخوان في تنفيذها مررا  و نتائجها شبه مضمونة و مأمونة .. الا و هي توجيه مناصريها و المتعاطفين معها للتصويت لاعضاء الحزب الوطني السابقين وخاصة الاسماء اللامعة منهم و علي وجه الخصوص المرشحين منهم في دوائر السلفيين .. في محاولة ماكرة منهم لضرب عدة عصافير بحجر واحد .. اولا نجاح  رموز الوطني السابقين سيكون محل شك و ريبه و لن يصدق حي او جماد انهم نجحوا بدون مساعدة من النظام .. مما يسهل عملية رجم البرلمان و منظريه بالتزوير .. الامر الذى سيحدث دويا هائلا في الداخل و الخارج .. و سيشكك الكثيرين في نوايا النظام و منظرية .. كما ان نجاح هذه الرموز المرفوضة سياسيا علي الاقل و سقوط مرشحي السلف امامهم  سيكون بمثابة انهاء لشهر العسل المر بين السلفيين و النظام .. مما يوقد نيران الخلاف بين اهل السلف بعضهم البعض و يسمح لشخصيات اكثر تشددا بتولي قيادة هذا التيار الي حين .. مما يجعلها فرصة سعيدة جدا لٱمراء الاخوان لأعادة عرض انفسهم كبديل سياسي لا غني عنه مرة اخرى ..  و في حالة عدم قبول الحشود لهذا التوجيه سيتم تطبيق نفس السيناريو ..  ولكن علي مرشحي اليسار  لايهام ابناء التيار الاسلامي عامة ان النظام يسعي لمحو الاسلام من الصدور و السطور  و طمس الهوية الدينية للبلاد و العباد ..  وان البداية هي تمكين ابناء اليسار من الحياة السياسية و التشريعية تمهيدا لاعلان الدولة العلمانية في مصر .. وشخصيا لا اعتقد ان السيناريو الاخير قابل للتطبيق  خاصة و ان اليسار هلامي النشٱة و التطور في مصر و تمثيله البرلماني لن يتعدى الثلث مع الاستعانة بصديق قديم .. فضلا عن ان اعتلائه المنصة سيضيع علي الاخوان فرصة فرض نفسها كبديل سياسي لا غني عنه .. بل سيضع التيار كله تحت اسنان النظام لاك من لاك و لفظ من لفظ ..  و اعتقد ان النظام سيسمح بتطبيق السيناريو الاول لعدة اسباب  اهمها وجود برلمان بهذه الكيفية سيسمح له بتمرير القوانين و التشريعات التي يحتاجها في المرحلة القادمة .. كما ان اعادة  صياغة التوافق النفسي داخل الجماعة ستكون فرصة جيدة لمحاولات جادة للمصالحة  .. و لوقف هذا العرض المقرف و العشوائي من العمليات الاجرامية التى تتم سواء عن طريق ابناء هذه الجماعة او جهات اخرى تسعي لابقاء لهيب الثٱر مستعرا .. فضلا عن عدم السماح لهذا الفصيل بالتخندق و ممارسة العمل السري   .. كما انها ستكون فرصة اسعد ليتخلص النظام من اليسار الهامشي الذى لا يستحي من ابتزازه دوما بلا رادع .. فضلا عن ان هذا السيناريو سيتيح للنظام انتقاء عناصر محددة من اعلام التيار السلفي لتصدر المشهد بجانبه للحفاظ علي توازن المشهد التنظيمي و الضغط علي امراء الاخوان بالقبول بمصالحة موقوفة تسمح و لا تمنح
نهاية القول اذا رضيت بالسير مع من هو اقوى و اضخم منك فامشي بجانبه و تعلم و لا تمشي امامه فيدهسك و لا تمشي خلفه فينساك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق