الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

لغز تراجع القوى العلمانية العربية .. سامر الياس


مازالت القوى العلمانية العربية من يسارية وقومية وليبرالية حداثية ترزح تحت ثقل النتائج الانتخابية التي جاءت مخيبة لآمالها في انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" التونسي، والبرلمان المغربي، والمرحلتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري. ومع ملاحظة فارق الواقع السياسي والمجتمعي والحزبي، إلا أن ثمة مساحة مشتركة تبعث على التوقع بأن ظاهرة تراجع العلمانيين لن تكون مقتصرة على الأمثلة الثلاثة السابقة، وأنها مرشحة للتكرار –على نحو أو آخر- في بلدان عربية أخرى.

وتبرز في التقييمات الأولية مجموعة متشابكة من العناصر في تفسير الظاهرة، يعود أصلها إلى عقود ماضية، تخللها مخاض بحث المجتمعات العربية عن إعادة تعريف لهويتها وخياراتها بعد تحوِّل النخب الحاكمة إلى دكتاتوريات أفرغت الشعارات الوطنية والقومية من مضمونها وزيفتها، وشوَّهت قيمَّ العلمانية التي تبنتها، وركزت كل أدواتها القمعية على التيارات اليسارية والقومية والحداثية لعزلها عن حركة الشارع، وفبركت واجهات من الأحزاب الشكلية كـ "ديكور" هلامي يضفي شرعية زائفة للدكتاتورية، وهو ما مهَّد تربة صالحة لتنامي التيارات الدينية. ولذلك ليس صحيحاً النظر إلى ظاهرة "مدِّ الأحزاب" ذات الخلفية الدينية كظاهرة ولدت من رحم "ثورات الربيع العربي" كما يحلو للبعض وصفها.

ومن جهة ثانية؛ لا يمكن أيضاً النظر إليها كظاهرة عابرة ستزول بزوال ظروف موضوعية فرضتها، والاتكاء على مقولة "إن تجربة الإسلاميين في الحكم لم تكن مختلفة عن تجارب الأحزاب الأخرى الحاكمة ومثال ذلك السودان والعراق وقطاع غزة"، أو مقولة "إن الأحزاب الإسلامية استفادت من التصويت الاحتجاجي على البنية السياسية والحزبية السابقة، وإجراء الانتخابات في جو من الاحتقان الاجتماعي، والشعاراتية المفرطة". فالمقولة الأولى منقوصة لأن الأحزاب الدينية في السودان والعراق وكذلك حركة (حماس) حافظت على مستويات عالية من النفوذ الشعبي، وإن بفضل إحالات ديماغوجية لإشكالاتها في أغلب الأحيان، والمقولة الثانية اختزالية وسطحية، لأن الإسلاميين أثبتوا حضوراً أكثر من الآخرين على الأرض، وبرهنوا على انضباط قاعدتهم الانتخابية.

إذن من أين يجب أن تبدأ المراجعة النقدية لفهم معضلة الأداء الانتخابي الضعيف للقوى العلمانية؟

أولاً: من غير الجائز إغفال بديهية أن التحوُّل الديمقراطي والتغيير عملية تراكمية لوعي مجتمعي، والمجتمعات العربية حديثة العهد بها، وترسيخها لن يكتمل إلا عبر الممارسة والاكتواء بما يصاحب التجارب من أخطاء.

ولا بد من الإدارك أن معالجة التركة الثقيلة، من ديماغوجيا طالما مارستها الأنظمة الديكتاتورية، وأفسدت فيها الحياة السياسية وولدت الإحباط لدى العامة، بعملية جراحية ضرب من المحال ، فالعلاج يحتاج إلى وقت وآليات معقدة لتصويب ما لحق بالمجتمعات العربية من خلل عميق في وعيها التاريخي جراء عهود من قمع أنظمة الحكم الفاشلة سياسياً واقتصادياً.

ثانياً: منذ حقبة سبعينيات القرن الماضي عانى التيار القومي في البلدان العربية كافة من الانهيار الاقتصادي للشرائح البرجوازية الوسطى والصغيرة التي يعبر عن رؤاها السياسية، وتحمَّل جزءاً هاماً من تبعات فشل المشروع الوطني التنموي في البلدان التي حكمتها نخب باسمه تحت شعارات تنادي بالتحرر السياسي والاقتصادي، وتم تجييرها لصالح برجوازيات جديدة ذات طابع ريعي تعتاش على تزاوجها مع السلطة. ولعل أهم سبب مباشر في المركز المتراجع للأحزاب القومية في الانتخابات يعود إلى علاقتها مع الأنظمة السابقة، ومواقفها منها إبان الحراك الجماهيري، حيث حاولت الوصول مع الأنظمة إلى حلول وسط تعطيه الفرصة في الاستمرار لفترة انتقالية.

وفيما يخص الأحزاب اليسارية، فقد عانت أكثريتها في العقدين الماضيين من اضمحلال دورها لأنها لم تمتلك صفة اليسار الاجتماعي، الذي يبني برامجه على معاينته للأرضية الطبقية التي يفترض أن يمثلها، ولم تستطع التخلص من حالة الجمود الفكري والعقائدي، والأساليب النخبوية في عملها، وافتقار مؤسساتها إلى الديمقراطية الداخلية. فقد نشأت أحزاب ومنظمات التيار الماركسي العربي في سياق سعي الأممية الثالثة لتشكيل أحزاب شيوعية على الصعيد العالمي ومن ضمنها البلدان العربية، أو كفروع للأحزاب الشيوعية في الدول الأوروبية المستعمرة (المغرب العربي)، أو من أحزاب ومنظمات من جذور قومية تبنت الماركسية كرد على هزيمة يونيو/ حزيران 1967 (الساحتين الفلسطينية واللبنانية). ولعب انهيار البرجوازية الوسطى والصغيرة خاصة، دوراً سلبياً عليها، تأتى من كون أن العديد من قيادات هذه الأحزاب وكادرها ذو منشأ برجوازي متوسط أو صغير، وأدت أخطاؤها، في تحليل طبيعة السلطة وتحديد طبيعة التحالف معها، إلى صراعات داخلية وانشقاقات في صفوفها.

ثالثاً: تسبب انهيار الاتحاد السوفييتي إلى حالة من البلبلة الفكرية والإحباط السياسي في أوساط تيار اليسار العربي، مازالت آثارها ماثلة حتى الآن، بما كان يمثله الاتحاد السوفييتي من مرجعية فكرية وسياسية للعديد من أحزاب هذا التيار، وقاد ذلك معظم الأحزاب إلى عملية مراجعة متفاوتة في شمولها وجديتها، لكنها لم ترق على العموم إلى المستوى الأدنى المطلوب لتمكينها من لعب دور فاعل على المستويين الاجتماعي والسياسي.

رابعاً: لم تعط الأحزاب والقوى العلمانية الأهمية المطلوبة لمسألة الأقليات في البلدان العربية وإيجاد حلٍّ ديمقراطي لها، يقوم على الاعتراف بحقوقها القومية على قدم المساواة، والكف عن النظر إلى الأقليات كما لو أن مطالبها المشروعة تمس بسيادة البلد ووحدته الترابية، فإذا استثنينا الحالة السودانية والعراقية نوعاً ما، إن مطالب الأقليات لا تشوبها طموحات انفصالية، وما آلت إليه الأمور في السودان من انفصال الجنوب لم يكن قدراً، بل نتيجة السياسات الفاشلة للحكومات السودانية المتعاقبة منذ الاستقلال.

خامساً: تراجع الاهتمام بقضايا المرأة والشباب، واقتصر الاهتمام بهاتين الشريحتين على منظمات هلامية تتبع قرارات الأحزاب السياسية ويُعين المسؤولون عنها بقرار حزبي ما غيب وجود حياة ديموقراطية داخلية فيها وجعلها محدودة العضوية، وغير قادرة على التوسع في صفوف الشباب والنساء في المجتمعات العربية، كما أن تمثيلها في الهيئات القيادية للحركات والأحزاب الأم ظل محدودا ما أدى إلى حرمان الأحزاب اليسارية من دماء جديدة كان يمكن أن تبعث الحياة في عروقها.

سادساً: افتقرت كيانات التيار العلماني العربي تاريخياً إلى حوار حقيقي فيما بينها عبر قنوات دائمة، وغُيب عن إدراكها أنها جميعها أمام معضلات يعجز أي مكون على حلها منفرداً، وهذا ما بدا واضحا في عجز هذه القوى في صوغ برنامج موحد للفترة العاصفة التي تعيشها المجتمعات العربية، وعدم دخولها في قوائم موحدة للانتخابات أو التنسيق في أضعف تقدير، ولذلك هي معنية بتوحيد جهودها، والاتفاق على خطوط برامج عريضة تشكل مدخلاً لإقامة تحالفات مرنة وفاعلة وتطويرها بما يخدم القضايا الجوهرية المشتركة ليضمن لها الاستمرار في مرحلة الحرية التي انتزعها بعض الشعوب والتي سوف تتكل بالنجاح في بلدان الحراك الأخرى.

وأخيراً؛ فإن على التيار العلماني العربي بكل مكوناته المباشرة في مراجعة لأسباب عجزه إقناع جمهور الناخبين بخطابه السياسي والأيديولوجي، رغم المجال الواسع من الحرية الذي انتزعه الحراك الشعبي.

سامر الياس "روسيا اليوم"

محللون: الليبراليون أثبتوا فقرهم السياسي

الانتخابات الشرعية أثبتت قوة التيارات الاسلامية

رغم خوف المجتمعات التي اجتاحتها حمى الربيع العربي من وصول التيارات الاسلامية الى الحكم، إلا أن هذا الخوف تلاشى أمام صناديق الاقتراع، حيث استطاعت هذه التيارات انتزاع شرعيتها وصلاحيتها لقيادة المرحلة المقبلة ما خيّب آمال الليبراليين الذين قادوا الثورة نحو التغيير.

واشنطن: حالة من الخوف والفزع انتابت المجتمعات العربية التي اجتاحتها حمى الربيع العربي من وصول جماعات الإسلام السياسي فيها إلى دفة الحكم بعد أن جعلت منها الأنظمة السابقة الفزاعة التي تخيف بها الشعوب، بسبب توجهها الفكري والعقائدي الذي قد لا يتوافق مع انفتاحية العصر وهو ما قد لا يروق للبعض وخاصة الأقليات الدينية الأخرى التي ترى أن وصول هذه التيارات ظلم واستبداد لها.

و على الرغم من ذلك ما لبث أن تلاشى ذلك الخوف أمام صناديق الإقتراع. فقد استطاعت هذه التيارات انتزاع شرعيتها وصلاحيتها لقيادة المرحلة الحالية من خلال انتخابات حرة نزيهة. جاءت مخيبة لآمال الليبيراليين الذين أشعلوا فتيل الربيع العربي وقادوا الثورة نحو التغيير. و بهذه النتائج، أثبت تيار الإسلام السياسي اختراقه المجتمعات العربية وقربه من الناس في الوقت الذي ابتعدت فيه النخبة الليبيرالية عن جموع الناس وهو ما حسم الموقف لصالح الأولى.

من واشنطن: اعلنت مؤخرا نتائج الإنتخابات البرلمانية في كل من تونس والمغرب وبعدهما مصر والتي جاءت نتائجها لصالح تيار الإسلام السياسي الذي استطاع انتزاع أكبر عدد من المقاعد، ما يعني مشاركته الرئيسة في اختياره الرئيس القادم والمنهج الذي سوف تسير عليه البلاد.

وفي ظل ذلك، يرى البعض أن تفوق تلك التيارات يطرح تساؤلات مفادها كيفية نجاحها في ظل التخوف العام من منهاجها وفكرها المبني على السمع والطاعة، وهو ما يتعارض ومبدأ الديمقراطية والحرية الذي قد ينتهجه البعض؟ وكيف أخفق الليبراليون الذين لديهم مرجعيات سياسية وانفتاحية وقبول للحريات العامة.

الليبراليون أخفقوا في التطرق إلى علاقة الدين بالدولة

يرى دكتور القانون والعلاقات الدولية جلال ردواي أن ذلك يعود إلى ثلاث مسائل رئيسة كانت السبب في إخفاق الليبراليين في التطرق إلى مسألة الدين وكيفية فصلها عن السياسة. وهي علاقة ثلاثية الأبعاد (الدين والسلطة والدولة) . فلم يسهموا في بناء منهجية واضحة لعلاقة الدين بالسلطة والمجتمع بالدولة، بل جاؤوا مردّدين لما تعلّموه في الخارج عن الديمقراطية محاولين تطبيقه في العالم العربي وهذا أمر مستحيل. فالمجتمع لم يتحرر من أفكاره التي تتعارض بما ينادي به بعض الليبراليين. وبقي كل شيء على حاله، وظلوا هم من دون مرجعية سياسية واضحة تتوافق والمجتمعات العربية كما أن البناء الذي يتحكم بهذه المجتمعات منخرط داخل شروط التخلف التي هي ما قبل الدولة، ما يعني وجود فراغ سياسي قائلا: "الليبرالي والإسلامي لا يختلفان كثيرا. فكلاهما نتاج المجتمع نفسه وتحكمهما شروط التخلف نفسها، فلم يأت الليبرالي بمسائل جديدة تهم المواطن كتطوير الإقتصاد في ظل العولمة والتحديات المواجهة له وكيفية انفتاح المجتمع على المجتمعات الأخرى والقضايا المتعلقة بالعلاقات السياسية والإستراتيجية في ظل العولمة. بل ناقشوا المسائل الهامشية الأخرى كالنقاب والحجاب والمايوه وغيره من المسائل التي لا تحرز تقدما وتطورا في المجتمع."



التعالي على عامة الشعب ساهم في سقوط الليبراليين

يرى المحلل السياسي الدكتور محمد كمال الصاوي أن افتقاد بعض الليبراليين إلى المصداقية والنخوة وتعاليهم على الطبقة العامة من الشعب، افقدهم هيبتهم أمام الجماهير، وخاصة ازدواجية المعايير في ما يتعلق بالحريات الشخصية وتبني بعضهم مشروع حقوق مثليي الجنس و هو ما ترفضه المجتمعات العربية جملة وتفصيلا، بغض النظر عن أن هذه المجتمعات متديّنة بطبعها والدين وتعاليمه ركيزة أساسية في حياتهم. وهم عندما ينادون بقبول أشياء مخالفة للدين والشرع، بالطبع ستكون النتيجة هي الفشل.

ويعتقد الصاوي أن نجاح الإسلاميين وحصولهم على معظم المقاعد في البرلمان قد تحقق باتباع كافة الوسائل والأساليب التي لم تبدأ من اليوم بل منذ فترة طويلة.

فالإسلاميون تنظيم قوي ذات خبرة سياسية تزيد عن ٨٠ عاما وممول من عدة مصادر.

وهي جماعة قوية في الشارع العربي ولها تاريخ طويل، وهم الأقرب إلى الناس ويعملون في مجال خدمة الجماهير. كما أنهم استطاعوا وبذكاء الإستفادة من الظروف المحيطة بهم من خلال تصنيف التيارات السياسية على أساس الدين. فتيار الإسلام السياسي مبني على (الإسلام) والتيار الليبرالي على (الكفر). وقد تلاعبوا بالناخبين من خلال ذلك التصنيف فمن يريد أن يكون مع الله والدين فما عليه إلا أن يصوت لصالح الإسلاميين ومن هو على غير شاكلتهم فليصوت لليبرالي.

في حين يرى أن الحصول على أكبر عدد من المقاعد ليس هو المكسب الحقيقي بل المهم هو القدرة على إثبات الوجود من خلال استمرار التواصل مع الناس وتحقيق تقدم في اقتصاديات تلك الدول، والقدرة على الإنفتاح على المجتمعات الأخرى وتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية التي قامت من اجلها الثورات.

الإسلاميون وصلوا إلى السلطة بمزاج شعبي عام

ومن جهته، يرى الدكتور كمال حبيب القيادي السابق في تنظيم الجهاد والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن وصول الإسلاميين إلى السلطة تم بمزاج شعبي عام موجود الآن في العالم العربي بدأ من تونس إلى المغرب ثم إلى مصر، وبذلك يكونون قد نالوا شرعية جديدة من خلال صناديق الإقتراع، مختلفة عن الشرعية التاريخية التي حصدوها من الدور الإسلامي. ووصولهم إلى السلطة هو قيد التجربة، فإما النجاح أو الإخفاق.

فيما يؤكد أن قدرة الإسلاميين على الوصول إلى السلطة ليست هي النجاح الحقيقي بقدر ما هو التعبير عن آمال الناس وطموحاتهم، وهي التحدي الحقيقي لهم فانتخابهم ونجاحهم يعد فرصة بحد ذاتها. والتحدي أكبر من الفرصة، كون هذه المجتمعات حكمت على مدى عقود، من قبل أنظمة مستبدة خلفت إرثاً كبيراً من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والبطالة المتفشية، وتحتاج إلى وعي سياسي وقدرة على تقديم الحلول السريعة المساعدة للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة في الوقت الراهن.

الإسلاميون لم يقدموا خطاباً يطمئن الناس بعد نجاحهم بل تحدث البعض منهم في أمور قد تكون ثانوية. ويستطرد قائلا:" هنالك تيارات اسلامية تقليدية لم تطوّر اجتهاداتها بما يتناسب مع العصر. ولكن يجب معرفة أن إدارة المجتمعات تختلف عن إدارة الجماعات، وهذا يتطلب تقديم حلول للمشاكل وتطوير الخطابات. وعليه، فإن الجماهير تسأل وتحاسب وتراقب ما يحدث. فهي من أتى بتلك النخبة.

فيما يعتبر أن اخفاق الليبراليين العرب يعود إلى تقصيرهم في تطوير نظريتهم الليبراليّة، حيث وقفوا عاجزين بين تطوير الليبرالية واحترام التقاليد العربية. وبقوا في مواجهة دائمة مع الشريعة الإسلامية والدين... قائلا : "الليبراليون العرب أخذوا الطبعة الليبرالية من منطلق غربي ولم يطوّروها بما يتناسب مع الدين . فوضعوا الديني في مقابلة مع المدني، وهو ما لا يمكن تجاوزه".

كما أن النخب المثقفة تعالت على الجماهير والناس واعتبرتهم أقل درجة ونظرت إلى نفسها على أنها الأرقى والأفضل وهذه النخب لم تنزل إلى الشارع لخدمة الناس، ما أبعد الجماهير عنها. مذكرا انه لا يجب أن ننسى أن محاربة الأنظمة الإستبدادية الدكتاتورية السابقة واعتبارها شراً، يجب منعه فهو ما أدى إلى تعاطف الناس معهم خاصة أنهم انبثقوا من فكر ديني عقائدي محافظ لا يخرج عن العادات والتقاليد. وبعض الليبراليين العرب تحالفوا في أوقات سابقة مع السلطة للتخلص من الإسلاميين لأنهم كانوا يشكلون خطرا عليهم. لذلك افتقروا إلى المصداقية لدى الناخب العربي.

ويؤكد حبيب أن التحديات التي ستواجه الاسلاميين ربما تكون كبيرة وتختلف من بلد لآخر تبعا لطبيعة البلد السياسية وانفتاحها على المجتمعات الآخرى. ويستطرد قائلا :” في التجربة التونسية الوضع مختلف كون تونس بلدا أكثر ليبرالية وانفتاحا على المجتمعات الغربية الأخرى وقد استطاع حزب النهضة إقامة تحالفات مع شخصيات علمانية.

وفي المغرب الوضع أكثر بريقا فحزب الحرية والعدالة المنتخب لديه وعي سياسي وتواصل مع فرنسا ولديه اجتهادات ويعرف كيفية إدارة المجتمع في ظل العولمة وتقديم حلول وبرامج اقتصادية جديدة تخدم الصالح العام. أما في مصر فالوضع أكثر تعقيدا ويعتمد على خبرة تلك الجماعات في إدارة المجتمعات، وهناك تمايز بين الحركات الموجودة، فكل حركة لها مسارها وفكرها واجتهاداتها الخاصة".
موقع ايلاف

حمار المهدى 3 و التغيير . . مصطفي صادق المهدى

أنا.........صديقي العزيز
مفتقدك جداً
الحمار.....هل ستصدقني إذا
أخبرتك أنني كنت أفكر فيك
وأتمني أن نلتقي ؟
أنا......أصدقك فأنت لاتعرف الكذب و لكن هل لي أن أعرف
لماذا ؟
الحمار......لأنني بحاجة إلي أن أتحدث معك
أنا.......ماذابك يا صديقي ؟!!
هذه هي المرة الاولي التي
أراك فيهاهكذا فأخبرني ماذابك
الحمار........أنافي كارثة حقيقية بسببكم
أنا.....بسببنا نحن كيف هذا ؟
الحمار....لقد كنا ننعم بحياة هادئة نحيا كقطيع متعاون
لكل منا دور محدد يؤديه
ليس بيننا حاقد أو طامع
إلي أن حدثت الكارثة
أنا.....لاإله إلاالله هدئ من روعك
وأخبرني بما أنت فيه فقد انتابني القلق عليك ؟
الحمار.....سوف اخبرك و لكن
أرجوا أن تستوعب ماسوف أقوله جيدآ ولا اريد أن أري
في عينيك نظرة سخريه أو استهزاء
أنا......حاشي لله أنا أكون هكذا
فنحن أصدقاء يحترم كل منا الآخر
و منذ لقاءناا لأول وضعنا اسساً و قواعد لصداقتنا
و لم يحيدأحدنا عنها فتحدث ياصديقي
و قل ماتريد و لا غبار عليك
الحمار.....ماحدث و عكر صفو قطيعنا هو ماتفعلوه أنتم
أنا.........و ما دخلنا نحن ؟!!
الحمار.......فوجئنا بفصيل من الحمير الوحشيه دخلت بين قطيعنا و أشاعت الفوضي وأرادت أن تحكمنا بالقوه
و تهدم كل أعراف قطيعنا التي نشأنا عليها ونحيا بها من قديم
الأزل يريدون فرض قوانينهم علينا غير عابئين بأراءنا
و ما إذا كانت قوانينهم تتماشي مع طبيعتنا أم لا
أنا.......ياصديقي التغيير من متطلبات العصر و مستحداث الامور
و مستجداتها تتطلب ذلك
الحمار....نحن لسنا ضد التغيير ومواكبة العصر فنحن نعلم جيداً
أن لكل عصرمستجداته و نرغب فعلاً في التغيير ولكن مع وجود الآليات
التي تنظم هذا التغيير و مراعاة طبيعة مجتمعنا كحمير
لكنهم يريدون فرض قوانينهم علينا بديكتاتوريه
أليست الديكتاتورية هي من صناعتكم بني البشر ؟!!
نحن نرفض التغيير بالقوه
وكل مانطلبه هو ديمقراطية القرار حتي لاتعم الفوضي بيننا
و نفقدكل مابنيناه علي مر العصور فأنت تعلم أن البناء
يتطلب أعواماً أما الهدم فلايتطلب إلادقائق معدوده
أنا.......ههههههههههههه
سامحني ياصديقي في سؤالي هذا
هل توجد ديمقراطيه وديكتاتوريه في مجتمع الحمير ؟
الحمار.....للأسف لم تكن تلك المصطلحات موجوده في مجتمعناالحميري
و لكن أصابتنا عدواكم وطالنا ما أنتم فيه
و بسبب ماتفعلونه تجرأ علينا فصيل الحمارالوحشي
و فرض نفسه علينا بالقوه
و يريدون أن يحكموننا فهم أقوي و أشرس كما تعلم والحياة البرية
التي جاءوا منها حياة قاسيه
غليظة لاتعرف الرحمة فقانون الغاب هو مايحكمهم ويرغبون في تطبيقه علينا
رغم أننا لا نحيا في غابه
أنا......وهل حاولتم اختيارممثلين عنكم يناقشونهم و يحاورونهم
بالعقل و المنطق
الحمار......للأسف فعلنا و اخترنا من بيننا من كنا نحسبهم أفضلنا
و حملناهم مطالبنا أمانة في أعناقهم
أنا.....و ماذا حدث ؟ و إلي ماذا توصلتم ؟
الحمار......أتعرف ماتوصلوا إليه
للأسف استطاع فصيل الحميرالوحشية استقطاب حميرنا
ووعدوهم بمكاسب شخصيه لكل منهم شريطة
ألا يعارضوهم فيما يفعلون
باختصارياصديقي باعوا القضية
وباعونا كماتقولون أنتم في عرف البشر
أنا......لاحول ولاقوة إلابالله
حتي أنتم أصابتكم عدوى البشر
لقد كنت أحسدكم بعد كل لقاء بيننا
علي ترابطكم و حسن إدارتكم للامور
الحمار......للأسف ياصديقي
أنتم تدمرون أنفسكم بأيديكم
و تدمرونا معكم
أنا....لاتكن متحاملاً علينا هكذا
فلا شأن لنا بما أنتم فيه
الحمار....لا ياصديقي
اخالفك الرأي
فنحن و أنتم جميعاً
كلناحمير .

موقف الغاوون: عن البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وجابر عصفور وشربل داغر إلى صدام حسين

العدد 43 - تشرين الأول 2011

في سياق مهمّتها المستمرّة في فضح الفساد الثقافي العربي، تنشر «الغاوون» نص البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وشربل داغر وجابر عصفور وحسونة المصباحي وآخرون إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء مشاركتهم في مهرجان المربد السادس سنة 1985.

والغريب أن الكتاب الذي أخذنا منه هذه البرقية المُخزية («الخاكية» للعراقي عباس خضر) كان قد صدر سنة 2005، وأن أحداً ممن كتب عنه في الصحافة اللبنانية (أو سرق مادته دون الإشارة إليه) لم يتناول هذه البرقية التي نتحدّث عنها، لا من قريب ولا من بعيد، بل تمّ تجاهلها تماماً وكأنها لم تكن. وذلك - كما لا يخفى على أحد - لأن لهم بين موقّعيها أصدقاء يُدارون بعضهم و«يخافون» بعضهم الآخر.

في الشهر الفائت وصلنا الكتاب المذكور هديةً من أحد الأصدقاء العراقيين، وقد هالتنا كمّية العار التي صنعتها النخبة الثقافية العربية بقابليتها الكبيرة لقبول أي رشوة أو عطية من أي طاغية مهما كانت كمية الدم التي على يدَيه.

بالطبع، نحن لنا أيضاً أصدقاء بين هؤلاء، لكننا لن نتستّر على أيّ منهم، ورائدنا في ما نقوم به هو أن على كل مثقف أن يتحمَّل وزر أعماله. خصوصاً في هذه المرحلة التي صارت فيها صناعة البطولة إحدى الصناعات الخفيفة والسريعة. خذوا مثلاً مسؤول الثقافة في جريدة «الأخبار» (التي بات لها اليوم مهمة وحيدة هي التضليل على الدم السوري الذي يسيل منذ سبعة أشهر) الأستاذ بيار أبي صعب. فهو يُقدِّم نفسه اليوم بطلاً في ثقافة المقاومة، ويُزايد على الآخرين فيها، بعدما عمل طوال 15 عاماً كمسؤول في الصحافة الوهابية والتي نشر فيها مدائح عن آل سعود يندى لها الجبين (وقريباً سننشر مقتطفات مطوّلة من تلك المدائح والتي تقدِّم دليلاً فاقعاً على انتهازية المثقف العربي واستخفافه بذاكرة قرائه).

وفي الآتي نص البرقية:

«لقد رأينا يا سيادة الرئيس كيف تقذفون بالحق على الباطل بكلمة «لا» فإذا هو زاهق. وكيف تُشمِّرون عن سواعدكم بكلمة «نعم» لإضاءة موطن المستقبل العربي... وليس لنا نحن الأدباء والشعراء العرب المشاركين في مهرجان المربد السادس إلا أن نتوضّأ بماء النصر الذي قدْتم العراق إليه، فحملتم به عبئاً عنا وقدَّمتموه لنا هدية، هي هدية التاريخ للأجيال القادمة ضوءاً وأمثولة وفداء...».

التوقيع: محمود درويش، سليم بركات، شربل داغر، جابر عصفور، غالي شكري، محمد إبراهيم أبو سنة، سلمى الخضراء الجيوسي، إبراهيم نصرالله، حسونة المصباحي، محمد الغزي...



«الغاوون»، العدد 43، 10 تشرين الأول 2011

موقف الغاوون: المثقف العربي وتبديل الممدوحين

لم يكن المثقف العربي عارياً ومكشوفاً كما هو اليوم. ولم تزد مدائحه للثورات هذا العُري إلا عُرياً، حيث أثبتت هذه المدائح السطحية ذيليّته واتّباعه لمجرى الحدث عوض أن يكون أحد صانعيه. سيُقال إن في هذا الكلام ظلماً والكثير من التحامل على مثقف لم تترك له الدكتاتورية أيّ هامش كي يمارس دوره عبره. طيّب. فلنشرع إذاً في معاينة دوره في البلدان التي سقطت فيها الدكتاتوريات أو شارفت على السقوط. ماذا سنجد؟ المدائح لهذا الشعب العظيم، الاعتزاز بالانتماء إلى هذا الشعب العظيم، الانحناء إجلالاً لهذا الشعب العظيم... إلى آخر هذه المدحيات التافهة التي كان يكيلها هذا المثقف نفسه بالأمس للدكتاتور نفسه.

فإذاً، المشكلة باقية في فهم المثقف لدوره كبوق، كفرَّاش، كماسح أحذية... وليس مهماً إذا ما كانت تلك الأحذية التي يمسحها من ماركة فاخرة يُحبِّذها الدكتاتور أو من ماركة أم إصبع التي ينتعلها شباب الثورات الفقراء.

لقد عاث المثقف العربي القديم فساداً في معنى المثقف ودوره، حتى بات المرء يخلط بين المثقف والموظف، بين صاحب الكلمة وصاحب الختم، بين الإصبع التي تُشير وتتهم والإصبع التي تُوضع في الشَّرْج.

واليوم، بعد عقود من الغرام بالدكتاتور، فجأة اكتشف هذا المثقف حب الثورة، ومن أول نظرة. وراح يُزايد في هذا الحب حتى على الأصوات التي امتلكت شجاعة مقارعة الدكتاتور قبل الثورة بسنوات. بل وبات هذا المثقف الانتهازي يرفض أي انتقاد عقلاني هدفه التنبيه إلى خطورة الانحراف الذي ينفَّذه الإسلاميون الغربان بسيرورة الثورة.

يتعامل أمثال هذا المثقف مع كل حدث على أنه سلطة، على أنه دكتاتور آخر لا بدّ من مسايرته ونفاقه. يتعامل بمنطق تقديم الولاء للحاكم الجديد، أي حاكم جديد. يتعامل بعقلية المنشار الذي يأكل في الذهاب في الإياب. لذلك لا عجب أن الذين كانوا مسؤولي منابر ومؤسسات في عهد الدكتاتور ظلّوا مسؤولي منابر ومؤسسات في عهد الثورة بعدما غيّروا جلودهم.

اليوم، يبدو المثقفون العرب إزاء الثورة تماماً كما كانوا بالأمس إزاء الدكتاتورية: حلقات دبكة ورقص ونفاق... ومدائح لملايين الأفراد بعدما كانت لفرد واحد.

لكن الأمل كبير بجيل المثقفين الشباب الذين لم يتلوَّث جزء كبير منهم بمدح الدكتاتور ولم يتورّط في مؤسساته. الأمل كبير في أن يكونوا صوتهم الصافي والشجاع، في أن يكونوا دورَهم المشرِّف والنقدي والطليعي الذي لا يخشى لومة لائم في موقفه... وليذهب مدَّاحو الشعب العظيم إلى الجحيم.
مجلة الغاوون الثقافية
العدد 45 - كانون الأول 2011

تخلصوا من عاركم أولاً يا هيلاري... سماح بنت النيل


هاهي المدعوة هيلارى تطل علينا بمكر الثعالب بتصريح جديد أكثر خبثاً بعد تطور أحداث مجلس الوزراء
لتخدعنا و توهمنا أنها تتعاطف
مع نساء مصر
.وتلقي بالنقد اللاذع لمجلسنا العسكرى و تتهم جيشنا بالعار و الفضيحة
فرأيت أنه من واجبي كأحدى بنات النيل أن أرد علي هذه الإفتراءات الموجهة لجيشنا العظيم
أحد أقوى الجيوش النظامية علي مستوى العالم إن لم يكن أقواها
بدايةً أحب ان أذكرك أيتها المدعوة هيلارى ببعض المعلومات التي أتيقن أنك تعرفينها جيداً
أن مصر ظلت و ستبقي
محط أنظار و إعجاب الملايين نظراً لتاريخها المشرف و حضارتها العريقة
مما يجعلها مطمع للجميع
و هاهي مصرنا الحبيبة تتعرض مجدداً للإعتداء و لكن هذه المرة علي يد أبناؤها
ممن خدعوا بأساليب المكر و الدهاء من قبل مؤسساتكم المشبوهة
التي تسعي لإصطياد الشباب المصرى و العربي و تجنيدهم ليصبحوا عملاءً لكم
عن طريق تمويلهم و إيهامهم بأنكم تعملون علي تحرير البلاد العربية من القمع و الفساد
و تزعمون البحث عن الحريات و تحقيق الديموقراطية
فمصر كانت مستهدفة قبل أحداث يناير لإسقاط نظام مبارك ومن بعده أصبح
المجلس العسكرى هدفاً يجب إسقاطه
و يتجلي ذلك في كم المؤمرات و الدسائس التي تحدث الأن علي أرض مصر
للوقيعة بين الجيش و الشعب
من خلال تجسيد أخطاء بعض الجنود و إبرازها علي أنها إنتهاكات وو حشية للجيش المصرى
فيظهر للجميع أن المجلس العسكرى فشل في الإدارة السياسية للبلاد
مما يعطي الفرصة للحاقدين والطامعين من أمثالك أن يجدوا السبيل للتدخل في شؤننا
و الضغط علي المجلس العسكرى لفرض هيمنتكم و الوصول لغاياتكم
و لكن عشم أبليسة في الجنة
و إذا كنتم رصدتم صورة سيئة وقعت علي أرض مصر من قبيل الخطأ غير المقصود
فذلك لا يعني جُرم الجيش بأكمله فجيشنا أطهر و أنقي من أن يدنس تاريخه العظيم بدماء أبناؤه وعرض بناته
و لا يحق لكي أو لغيرك أن يتهم جيشنا بالعار و لست أكثر منا حرصاً علي الدفاع عن حق المرأة المصرية
ألم تقرأى رسالة المجلس العسكرى لسيدات مصر
و التي أبدى فيها أسفه الشديد لسيدات مصر العظيمات لما حدث من تجاوزات
خلال الأحداث الأخيرة وأكد إحترامه وتقديره لهن و حقهن في التظاهر و المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية
وأكد علي إتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المسئولين عن هذه التجاوزات
ألا تستحي أينها الوزيرة و أنت تتهمين جيشنا بالعار أن العالم كله يرصد لكم ألاف الصور الفاضحة و المسيئة لحق المرأة و أخرها أحداث وول إستريت
هل نسيتي أن الجيش الأمريكي ضرب الرقم القياسي في العار و الفضيحة من حيث التجاوزات
و الإنتهاكات لحقوق الإنسان و الإعتداء علي حريتة و حالات الإغتصاب الجماعي بين جنود و مجندات الجيش الأمريكي؟
و هل نسيتي جرائمه الوحشية علي مر تاريخه الأسود في فيتنام وكوريا و أفغانستان و العراق و سجن أبو غريب؟
أذا كنت نسيتي فإن الضمير الإنساني لن ينسي جرائمكم في حق الإنسانية علي مر التاريخ
و قبل أن تلقوا بالعار علي من هم أطهر منكم
.......... تخلصوا من عاركم أولاً
موقع مصراوى

قميص عثمان فى التحرير..د. ياسر محمد فكرى : مدرس بطب الأزهر



ما أشبه الليلة بالبارحة . . وما زال التاريخ يعيد نفسه . . فنظرة سريعة على فتنة من أعظم الفتن التى واجهت الدولة الإسلامية فى صدر الإسلام . . وهى فتنة مقتل سيدنا عثمان . . وما تبعها من فتن ودماء غزيرة. . نلاحظ شبها كبيرا لما يحدث في مصر الآن . . وخاصة في ميدان التحرير. .
فالغوغاء قتلوا سيدنا عثمان رضي الله عنه . . بحجج باطلة . . ودعاوى زائفة . . يخلطون فيها جزءا من حق بكثير من باطل . . ثم اختار المسلمون سيدنا على رضى الله عنه . . بشورى وتوافق . . لم يذكر أن أحدا اعترض على خلافة سيدنا على . . ولكن . . بعض المسلمون أعلنوا ثورة . . ماذا كانوا يريدون . . وما هي مطالبهم . .
كانوا يطالبون بدم سيدنا عثمان . . والقصاص من القتلة . . القتلة الذين هم بالمئات والآلاف . . ومتفرقين في الأمصار . . وبهذا المطلب النبيل رفضوا الإذعان للدولة . . بل وأعلنوا الحرب عليها . .وسيدنا على الخليفة الشرعي يطلب منهم الإذعان للدولة أولا . . واستتباب الأمر فيها . . ثم القصاص من قتلة سيدنا عثمان . . والثوار أصروا . . فماذا كانت النتيجة . .
تحت شعار المطالبة بدم سيدنا عثمان . . الذي هو دم مسلم واحد مع مكانته العظيمة . . وهو الذي رفض أن يدافع عنه أهل المدينة . . وضحى بنفسه فداء لدماء المسلمين . . أزهقت مئات وربما ألاف الدماء من المسلمين في حروب طاحنة . . بل دماء طاهرة لسيدنا على وأولاده وكرام الصحابة أريقت تحت راية هذه الدعوة . . دعوة القصاص لسيدنا عثمان . .
ثم ماذا ؟
على أثر هذه الدعوة وتداعياتها . . تحولت دولة الإسلام من الخلافة الراشدة . . التي يختار ويبايع المسلمون فيها من يحكمهم . . إلى ملكية عضوض . . ووراثية استبدادية أموية . .يرث الحكم فيها الابن عن أبيه والحفيد عن الابن . . أى بلغة العصر . . إجهاض العملية الديموقراطية . .
نقلة زمنية سريعة قدرها 14 قرن . . ومكانية من جزيرة العرب إلى ميدان التحرير . . نلاحظ الشبه الكبير . . بل الشبه الخطير . .
عندما يطالب أحد الثوار في ميدان التحرير أن يهدئوا قليلا حتى نستكمل التحول الديموقراطى . . ولا يعطوا الفرصة أو يوفروا البيئة التي تساعد أعداء هذا التحول والمتشبثين بالسلطة الخائفين من يوم الحساب من إفشال أو تأخير هذا التحول . . يصرخ الثوار . . وأين حق الشهداء . . وأين حق النساء التي تكشفت . .
ثم ماذا ؟
مزيد من الدماء تزهق . . وعورات أخرى تستباح . . وبدلا من القصاص لشهيد . . تزداد أعداد الشهداء أضعاف مضاعفة . . ثم يطالبون بدماء الشهداء الجدد . . بالإضافة لمن سبقهم . . وهكذا فى متوالية عددية لا تنتهي . . ودائرة مفرغة لا تعرف بدايتها من نهايتها . . والنتيجة لا دما حفظ . . ولا قصاصا نفذ . . والدولة كلها تصبح في خطر عظيم . . والتحول الديموقراطى المنشود فى مهب الريح . . وكأن الدببة أصرت أن تفرض قانونها وإستراتيجيتها . . بل وغباءها وحماقتها . . عندما حملت صخرة عظيمة وهوت بها فوق وجه صاحبها لتهش ذبابة تقف على وجهه . . وتصرخ مثل أصحابنا . . ألا ترون الذبابة . . ألا ترون الذبابة . .
بقى أمران . .
الأمر الأول: من كان يزجى نار الفتنة أيام سيدنا على ؟
لا شك أنهم القتلة الحقيقيون الذين قتلوا سيدنا عثمان . .لا يريدون أن تستقر الدولة . . حتى لا ينقشع الغبار . . ويأتي يوم الحساب . . والقصاص العادل من المجرمين . . وهؤلاء تقاطعت مصالحهم مع الراغبين في القفز على السلطة في فترة الدولة فيها رخوة . . وآخرين من المسلمين المخلصين حسنى النية . . ولكنهم أساءوا الفهم . . وبعثروا سلم الأولويات . . وفقه المنافع والمفاسد . . وتوازنات المصالح العامة والخاصة . .
ومن يزجى نار الفتنة الآن؟
لا شك أيضا أنهم نفس الفئات . . وإن اختلفت الأسماء . . واختلف الزمان والمكان . . هم القتلة الحقيقيون الذين قتلوا الثوار والمصريين عامة أيا كانوا . . وتقاطعت أيضا مصالحهم فى إزجاء نار الفتنة مع فئة قليلة العدد وقليلة الأخلاق والوطنية . . يساندهم إعلام فاسد ومأجور . . كانت تتحدث نيابة عن الشعب . . ونصبوا أنفسهم مدعين بالحق الشعبى عن الشعب . .ومنوا أنفسهم بالإنقضاض على السلطة من فوق وليس بشرعية الشعب . . اغتصابا واستكبارا . . ولكن مع فرز الانتخابات . . خرجوا منها خاليي الوفاض . . فبان زيفهم . . وانكشفت سوءاتهم . . فراحوا ينفخون في النار . . حتى يغطى الدخان المشهد . . ويتيه الجميع في ظلام من فوقه ظلام . . ولا ننكر أيضا أنه من بين هؤلاء فئة من حسنى النية . . الذين يظنون أنهم مرابطون بالثغور . . بينما هم يطفئون النور . . ورحم الله من علم الناس قبل عشرات السنين . . وراح شهيدا ثمنا لكلماته . . أن الفهم قبل الإخلاص . . لأن عدم الفهم مع الإخلاص . . يجعل الشخص يخلص لأمر سيء . . وهذه مصيبة عظيمة . . . فيموت على أعتاب أبواب المصالح العامة . . يمنع أصحابها من الدخول وخدمة الناس . . وهو يظن أنه شهيد . . ويفسد بينما يريد أن يصلح . . ويبلطج وهو يظن أنه يثور . .(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) . .
الأمر الثاني : الذين رفعوا راية القصاص لدم عثمان بعد أن آلت إليهم السلطة . . ماذا صنعوا ؟ هل اقتصوا لدم عثمان؟ . . لا والله . . بل اقتصوا من الشعب . . وحولوا دولته الشورية إلى دولة ملكية . . وربما كان هذا عقابا مناسبا لهم لأنهم لم يوقفوا الظالمين عن ظلمهم . . ونحن إن لم نأخذ على يد هؤلاء العابثين بمستقبل بلد ودولة وأمة . . سنهلك جميعا . . حاشا لله وكلا . .
وأخيرا . .لا يخفى على القارئ في هذه المقابلة. . أنى لم أضع شرعية ولاية سيدنا على في مقابلة مع ولاية المجلس العسكري . . ولكن تقابلها شرعية الانتخابات واختيار الشعب . . في التحول السلمي الذي ارتضيناه . .
بوابة الأهرام الأليكترونية

أصمتوا شهراً .. د.محمد ابراهيم الدسوقى


إن الفتنة القائمة تنذر بعواقب وخيمة إذا إستمر النفخ فى النار ---- فشياطين الإنس خرجوا من الجحور وكثير من الناس خٌدعوا بالشعارات --- فالأقلام مسنونة والألسنة مشحوذة فى القنوات الفضائية وعلى صفحات الصحف والجميع يُحلل ويُنظر ويُؤجج والجميع يسعى بقصد وبدون قصد إلى زيادة الفتن والإضطراب وزرع الفرقة .

هناك صحفيون لاشغل لهم ليل نهار غير زيادة الفرقة والتهييج والتحريض الصريح ومقدمي برامج الندب شو لايفتأون ليل نهار فى زيادة النار إشتعالاً مابين تخوين وتحريض --- فكل يوم يصبحون شاحذين أسلحتهم لإضافة مزيد من الوقود على النار المشتعلة --- البعض يتاجر بدم من أُستشهد والأخر يحول البلطجي إلى بطل بكل فجاجة وفجر ---- ليزيد عدد المشاهدين والقراء ---

هذا مايفعله الشيطان فينا ---

الكل ينتظر برنامج كذا ليسمع مفاجأة أو ليشاهد سبق إعلامي وتفاجئ بلقاءات مع رؤوس الفتن والنفاق يبثون سمومهم ويدعون الشباب لمزيد من الدماء تحت شعارات كاذبة وأهداف خبيثة – ولا يستحون وهم يرون مصر تترنح من الألم والفرقة والفوضى وأصبحت عندهم البلطجة بطولة وأصبح حرق تاريخ مصر دفاع عن النفس وأعمال السلب والنهب وانتهاك كل الأعراف والأصول بطولات -----

إننا أمام مشهد هزلي إعتلى سدة الإعلام فيه مجموعة من الناعقين كالغربان والذين تٌتخم أرصدتهم من هذا التهييج وإثارة الفتن – ولايعرفون أو لايريدون أن يلوذوا حتى بالصمت مدعين أنهم ينصرون الحق وإذا سألتهم من هم أهل الحق سيشيرون إلى البلطجية وأرباب السوابق والمتاجرين بعرض مصر وتاريخها وذلك فى تحد فج لإرادة الناس وعندما تسألهم أن الناس الآن تختار من يمثلها فلتدعوا العملية الانتخابية تتم في هدوء وليختار الناس من يريدون ليكونوا ممثليهم --- ويطالبوا بما يريدون من خلال طرق شرعية ومنظمة --- فيردون بتعالي وفجاجة أن ملايين المصريين جهلة ولايعرفون الخطأ من الصواب ومن السهل تضليلهم بالإنتخابات أو ماشابه ذلك – وهناك ملايين أخرى صامتة بل إنهم يدعون أفكا أن هذه الغالبية الصامتة قلبها مع مايدعون إليه من فتنة -----

إن مانراه على شاشات العديد من قنوات الندب يذكرنا بمشاهد جلسات الكيف فى السينما المصرية فمعدى ومقدمي البرامج يحضرون الجلسات المسائية وينصبون المندبة اليومية حيث يقوم خادم المكان بوضع الفحم المتقد و المادة المخدرة فى الشيشة ويقوم بلفها على الحضور ليقوم كل واحد بشد نفس عميق ثم يدلو بدلوه فى القضايا السياسية والإجتماعية ونسمع كلاماً ماأنزل الله به من سلطان أقرب إلى كلام المساطيل فى الحانات ---- وتنتهى الجلسة على وعد بلقاء غداً مع صنف جديد مع مخدر جديد – ويقولون بكل صفاقة إنتظرونا غداً فى سبق إعلامى جديد أو جلسة كيف أخرى .

إذا كانوا يريدون الخير لمصر فليجتمعوا جميعاً في ميدان التحرير وماحوله ويقيمون هناك ولو لأيام قليلة ليروا بأم أعينهم مايجرى على الأرض فليس هذا إعتصام سلمى وليست هذا مظاهرة للمطالبة بطلبات فئوية والدليل على ذلك--- أين قوادهم وأين ممثليهم وماهى مطالبهم وهل مطالبهم لاتتحقق إلا بحرق تاريخ مصر .

هؤلاء الذين يحرقون مصر ويتاجرون بأمنها وسلامتها ليسوا ثواراً حتى لو كان بينهم أناس من الشرفاء --- إن درء المفسدة يسبق جلب المنفعة --- فليذهبوا لبيوتهم وليطالبوا بما يريدون من خلال قنوات شرعية , ولنرى من سيتبقى فى التحرير وماحولها .

وإذا كانت القوى السياسية على الساحة لاتحتويهم – أو لاتعبر عن أفكارهم --- فلينشئوا أحزاباً جديدة وأصبح ذلك سهلاً --- فلقد تكونت أحزاب كثيرة من شباب الثورة وموجودة على الساحة وخاضوا الإنتخابات الأخيرة .

إذاً من هم الموجودين فى التحرير؟

إذا كانوا ثواراً فلما لاينضموا للثوار الذين كونوا أحزابا وليجتمعوا سوياً ويطالبوا بما يريدون من خلالها --- فليس من المنطقي أن نهدم مصر وهيبتهاوتراثها لكي نطالب بأى شئ.

أتمنى أن تصمت القنوات الفضائية لمدة شهر واحد وليذهبوا للجلوس في ميدان التحرير ليشاهدوا بأعينهم مايجرى هناك ونرتاح منهم ولو لمدة قصير نلتقط فيها أنفاسنا – ونضمد جراح مصر والتي ساهموا في إحداثها ----

إن الحكام في لعبة كرة القدم يصفرون للوقوف دقيقة حداد عندما يتوفى شخص له علاقة بممارسى كرة القدم ---- ونحن نطلب حداداً لمدة شهر يتوقف فيه الإعلام عن الكلام والتحريض على الفتنة --- وليحولوا برامجهم المعتادة إلى حملة قومية لنشر الفضيلة والعمل ودعوة كل فرد من أفراد الأمة لعمل شئ مفيد --- ألا يستطيعون الصوم عن الإفك ولو لشهر واحد فقط –

أظنهم يستطيعون --- وإذا لم يلبوا هذا النداء فليس أمامنا غير أهلنا وشعبنا نطالبهم بإغلاق أجهزة التليفزيون أو تحويلها إلى قنوات تعليمية بعيدة عن هذه القنوات المعروفة للجميع .

جربوا --- فإذا لم يتوفر مشاهدون لتلك القنوات فستفلس في غضون شهور قليلة ----

ونحن ندعو أصحاب تلك القنوات أن يبادروا بذلك وليكن بيدهم لا بيد عمرو .

وعلى الله قصد السبيل

بقلم د.محمد ابراهيم الدسوقى .. بوابة الاهرام الاليكترونية

أريد جيشي فلا تغتالوه .. سماح بنت النيل

مشاعر و أحاسيس ليست مبشرة بخير تملكتني بشدة و أنا أتابع الأحداث التي وقعت خلال

الأيام القليلة الماضية أمام مجلس الوزراء و شارع القصر العيني فهاهي نفس المشاهد تتكرر مجدداً

من أعمال عنف و تخريب و إتلاف و حرق لمباني و منشآت عامة مملوكة لنا جميعاً

كمبني المجمع العلمي الآثري الذي يضم أندر الكتب و أغلي المقتنيات الفريدة

و جزء من ذاكرة الثقافة الإبداعية فضلاً عن كونه أحد أهم عناصر التراث الإنساني علي وجه الأرض

ونشاهد أمام أعيننا تاريخ مصر يحترق.. وحضارتنا تنتهك .. وسمعتنا تتلوث ….

علي يد مجموعة من البلطجية و المخربين المأجورين و المنساقين وراء شياطينهم و عقولهم

المريضة و أغراضهم الشخصية

فيقدمون علي هذه الأفعال المشينة ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً

مع محاولة إيهامنا أنهم مناضلين أبرار يسعون لتحرير الوطن من الفاسدين .. أبداً لم يكن نضالاً ….

ولا يمت بأي صلة لمعني الوطنية

و لا تنتمي هذه الأفعال إلي التعبير السلمي عن الرأي و يعاقب عليها القانون في أي بلد في العالم

فهي أعمال همجية لا يجوز تسميتها بثورة (إذا إفترضنا وجودها من الأصل) المفروض أن قوتها في سلميتها

و أحترامها لقواعد الأخلاق و السلوك المتحضر

أما عندما نتحدث عن مطالبكم فهل تمثل مطالب الشعب بأكمله ؟

لا أعتقد ذلك …

فكم نسبتكم أيها المعتصمون بالنسبة لشعب مصر البالغ عدده 85 مليون حتي تتحدثوا بأسمه ؟

و بغض النظر عن تنفيذ المطالب من عدمه ….فما يحدث الآن من أعمال عنف وتخريب و إستمرار لنغمة التهديد

لقادة المجلس العسكري ما هو إلا مخطط كبير لأستدراج العسكري في صدام مع الشعب

ومن ناحية أخري فإن ما حدث مع فتاة التحرير التي تعرت أثناء الأشتباكات مع الجيش

وتم تصويرها من أربع زوايا مختلفة

ثم تسليط الأضواء عليها إعلامياً من أجل إثارة الرأى العام و التطاول علي الجيش و رجاله

من خلال فخ معد مسبقاً لأستفزاز الجنود لأقصي درجة ممكنة للوقوع في الخطأ

و إظهارهم بصورة سيئة أمام العالم كله ….

. و لست أثير هذه النقطة لتبرير ما فعله بعض الجنود تجاه الفتاة …أبداً

فما حدث خطاً كبير يتنافي مع ديننا و أخلاقنا كمجتمع متدين (مسلم – مسيحي ) و لا نقبله مهما كان جُرم هذه الفتاة

و إنما أحاول توضيح مدي المؤامرات و المخططات التي تدبر للوقيعة بالجيش المصري الذي هو صمام الآمان

لدينا والذي بدونه تصبح مصر فريسة سهلة أمام وحوش الغرب اللعين

و خفافيش الظلام ممن باعوا ضمائرهم من أجل الشهرة و السلطان

و أوكد أن حرص المجلس العسكرى في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخراً

علي أن يتأسف لما حدث من تجاوزات بعض الجنود دون تقديم أي مبررات لهم

لخير دليل علي نزاهة المجلس العسكري

و قد أكد اللواء عادل عمارة أحد قادة العسكري علي إحالة الجنود المخطئين للتحقيق معهم

و لذا إدعوا كل القوي السياسية الحقيقية بعدم التشكيك في مصداقية و دور المجلس العسكري

فيما يصدره من قرارات هدفها حماية الصالح العام و تحقيق المطالب

و ضرورة إتاحة الفرصة له دون معوقات لإدارة شئون البلاد لحين إنتخاب رئيس للجمهورية

كلمة آخيرة أحب أن أوجهها لشباب التحرير و المعتصمين امام مجلس الوزراء

كفاكم تخريب و تدمير في البلد

إذا كان السبيل الوحيد للحرية تدمير بلدي وإراقة دماء أبناءنا و جنودنا الشرفاء فأنا لا أريد هذه الحرية

بل أفضل أن أظل مقيدة بقيود الآمان

أريد وطني ….فلا تدمروه ….

أريد تاريخي….. فلا تحرقوه ….

أريد جيشي …… فلا تغتالوه…

أريد مجلسنا العسكري …… فلا تهينوه …

مصر أمي و حبي و زادي …. ما في الدنيا زي بلادي
موقع إيلاف

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

هيلارى الكاذبة .. سلامة إلياس

إذا لم تستحي فأفعل ما شئت
كلمات بسيطة نوجهها الي تلك الكاذبة التي تدعي هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الصهيوأمريكية و أتباعها من المزامير
لست أحرص منا علي نساء مصر فالجميع يكن لهم كل الإحترام و التقدير بغض النظر عن إنتمائتهن السياسية
وكنا أول من طالب رجال جيشنا بالإعتذار و معاقبة كل من أساء لبنات مصر
بغض النظر عن كون الحكاية برمتها مدبرة من عدمه
فالمرأة في مصر حالة خاصة جداً نظراً لإختلاط المفهوم الديني المسلم و المسيحي
بطابع الرجل الشرقي الغيور علي نساء بلده
و الحمد لله أن رجال مجلسنا العسكرى سارعوا للإعتذار و تحويل كل من شارك في هذه الواقعة الي التحقيق و من ثم الي المحاكمة العسكرية لينال عقاباً مستحقاً
و لذلك نؤكد لسيادتك أننا لسنا بحاجة لأمثالك ليهيل التراب علي رأسه حزناً علي حال نساء مصر
و كنت أعتقد أنكي إكتفيت التوبيخ الذي نالته إدارتكم المشبوهة من خلال ممثلتكم في مصر آن باترسون
إلا أنه من الواضح أن توبيخ وزارة خارجية مصر المحروسة للست لم يكن بالحدة المطلوبة
و إن كنت أعلم أن التوبيخ قد نال من أحاسيس الست باترسون الرقيقة
الأمر الذى جعلكي تنتفضي متقلدة درع الدفاع عن المرأة في كل مكان
و تزعمي أن ذلك علي حد قولك دوركم في كل مكان للدفاع عن المرأة وحقوقها
كذبت كذباً فاْنتي كاذبة
أتعلمين لماذا ؟ فاقد الشيء لا يعطيه
و عندينا في مصر نقول كان ال.... نفع نفسه
ولن نذكرك بالأفاعيل التي نالت من المرأة الأمريكية في الأسابيع الماضية عند فض إحتجاجات وول إستريت
كلااااااااااااااااااااام فاضي
خصصت مجموعة من النساء الأمريكيات من أصول أمريكية لاتينية سبق لهن الالتحاق بالجيش الأمريكي في العراق كمجندات موقع لهن علي الإنترنت يسردن فيه كيف تعرضن للأغتصاب الجماعي وكيف قام جنود أمريكيون بتصويرهن أثناء تعرضهن للتعذيب السادي علي يد رفاقئهن في معسكرات الجيش الأمريكي في العراق.ما رأيك ؟
و ما رأيك ؟ في الطلب الذي سبق أن تقدم به وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد بإجراء تحقيق في عشرات من قضايا الاعتداء الجنسي من قبل جنود أمريكيين ضد جنود أمريكيين آخرين(رجاله لاموؤاخذه) شواااااذ.
وكذلك من جانب جنود أمريكيون ضد مجندات في معسكرات الجيش الأمريكي في العراق.
وجاء طلب رامسفيلد ردا علي شكاوي تقدمت بها بعض المجندات أشتكين فيها من تعرضهن للاعتداء عليهن وتصويرهن أثناء عمليات الاعتداء بهدف تبادل تلك المشاهد بين الجنود البريطانيين سواء علي شبكات الإنترنت أو عبر أجهزة الموبايل.
و ما قولك في تقرير سري للقوات الأمريكية في العراق يشير إلي تفشي ظاهرة الحمل غير الشرعي والتي تفشت بنحو ملحوظ بين صفوف المجندات الأمريكيات سواء المتزوجات أو غير المتزوجات
، كما أشار إلي أن المستشفيات الأمريكية التابعة للقوات الأمريكية شهدت إجراء مئات العمليات لإسقاط الأجنة لمجندات بالجيش الأمريكي
ما سبق مجرد جزء صغير من فيض عاركم
عرفتي الأن من هو جيش العار .. عرفت الأن أنكِ كاذبة

حكاية فيديو كواليس التنحي .. بقلم عبد اللطيف المناوى

شهدت الأيام الماضية جدلا وحوارا واسعين حول الفيديو الذى تم تسريبه إلى بعض المواقع الإلكترونية، وبالتالى إلى العديد من المحطات التليفزيونية المصرية والعربية، حمل هذا الفيديو عنوانين، أولهما «بكاء أبناء مبارك» والثانى «كواليس تنحى الرئيس مبارك»، الأول حمل تحريضاً مبطناً على كل من ظهر فى الفيديو المذاع، والثانى حمل حقيقة مجردة حول مضمونه، ولأننى جزء رئيسى من هذا الفيديو المذاع أو المسرب، ولأنه ثار جدل متعدد الاتجاهات حوله، فـإننى وجدت لزاما على أن أوضح بعضاً مما أحاط هذا اليوم من نقاط قد تكون مفيدة.

بعد هذه المقدمة التى أظنها مهمة أعود إلى حكاية الفيديو الذى لا أعلم حتى الآن كيف تسرب من التليفزيون أو من قام بتسريبه، وقد تظل إمكانية الإجابة عن هذا السؤال صعبة، ولا أرى فى هذه الجزئية ما يستدعى الاهتمام العام..

ولكن ما قصة هذا الفيديو؟ شاء لى موقعى واتصالاتى فى هذه الفترة أن أكون على دراية ببعض مما يحدث ساعة حدوثه أو بعدها بقليل، وهكذا فقد علمت مبكرا بمغادرة الرئيس السابق إلى شرم الشيخ فى اللحظة التى غادر فيها، كذلك علمت بقرار تسليم السلطة إلى القوات المسلحة بعدها بقليل، وتم إبلاغى عقب الانتهاء من تسجيل البيان بأن الشريط الذى تم تسجيله، ويحتوى على البيان، سوف يتم إرساله على الفور، وكان الرأى لدى القيادة أن يقوم بذلك اللواء إسماعيل عتمان، مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة لضمان تأمين وصوله وعدم حدوث ما يعوقه لأى سبب من الأسباب

وبالفعل عندما وصل اللواء عتمان كانت التعليمات لديه بالانتظار حتى إبلاغه بالتوقيت المناسب لإذاعته، وذلك بسبب ترتيبات خاصة تتعلق بمغادرة عائلة الرئيس السابق وما صاحب ذلك من ملابسات تسببت فى تأخير إذاعته حتى قبل السادسة بقليل، وظللنا فى مكتبى فى انتظار الوقت المحدد من قبل المجلس العسكرى، واستمر هذا الانتظار لفترة طويلة من الوقت، وطلبت من الزملاء فى التنفيذ فى ذلك الوقت أن يعدوا ما اعتقدت أنه مناسب للموقف، وكان الاختيار لأغنية «مصر»، وأبلغت عدداً محدوداً من الزملاء بالموقف منذ وصول الشريط وأعطيت تعليماتى بإعداد الاستوديو.

كنت أنا من اتخذ القرار بالإعداد لتصوير اللحظات الخاصة بإذاعة البيان منذ لحظة الخروج من المكتب حتى الانتهاء من إذاعته، وقد طلبت ذلك لاقتناعى بأن اللحظة مهمة وفارقة فى تاريخ مصر، وبالتالى من المهم توثيقها، وذلك يتفق مع قناعتى الدائمة بأهمية التوثيق لكل الأحداث كلما أمكن ذلك.

التسجيل الذى تم هو تسجيل لكل الدقائق التى بدأت منذ الخروج من مكتبى وقتها حتى العودة إليه مرة أخرى متضمنة إذاعة البيان الذى ألقاه السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت الذى استغرق ٣٧ ثانية، وأعطيت تعليماتى بإعادته عدة مرات، وما تسرب هو جزء مما تم تسجيله.

هناك من تحدث عن حالة ارتباك أثناء إذاعة البيان، وهو الأمر الذى لم ألحظه وقتها أو الآن، فقد تصرف جميع الزملاء على أكبر قدر من المسؤولية والحرفية والوطنية، وكانت الأجواء المحيطة متوافقة تماما مع مثل هذا الحدث الكبير، فلم يكن الحدث تسجيل برنامج أو سهرة على الهواء، بل كان تاريخاً يتغير.

أما الحديث عن تعبيرات الوجوه فأود هنا فقط الإشارة إلى أن هناك من قضى خمسة عشر يوما داخل المبنى تحت كل الظروف والضغوط، تحمل خلالها من الجهد البدنى والضغط النفسى أكثر مما يوصف، لذلك كان طبيعيا عندما تأتى لحظة مثل تلك اللحظة الفارقة بعد كل الضغوط الهائلة أن تنطلق المشاعر الإنسانية الطبيعية لتعبر عن نفسها، كل وفقا لموقفه، ابتداء من الإحساس بالراحة، حتى الإحساس بالحزن لسقوط النظام حتى لو كان هذا هو الحل للموقف المعقد وقتها، أو الإحساس بالقلق الشديد على مستقبل الوطن.

لقد كان ما التزمت به وزملائى الذين صمدوا معى هو العمل من أجل سلامة وأمن هذا الوطن. قلت لزملائى منذ اللحظة الأولى نحن هنا نعمل من أجل وطن وليس لأى هدف آخر، لهذا بقوا معى ودافعهم هو الاقتناع بتلك الحقيقة.

لم تتح لى الفرصة أن أشكر كل الزملاء الذين شاركونى إيمانى بأهمية دورنا فى تلك المرحلة، هؤلاء الزملاء الأصدقاء لم يبخلوا بجهد، قاموا بدورهم بأقصى مهنية ممكنة فى ظل الواقع الذى كنا فيه.

جريدة المصرى اليوم

معاً نصلي و نعمل من أجل أوطاننا .. سلامة الياس

لافتة أنيقة ألوانها براقة في تناسق مبدع لفتت نظرى أثناء سيرى في أحد شوارع ضاحيتنا (التي كانت جميلة المعادى) وما أن دققت النظر
حتي تسمرت قدماى و أحسست بروعة مصر و المصريين
فاللافتة الأنيقة تتوسط حائطاً يحيط بقطعة أرض تابعة لدار نشر شهيرة أن لم تكن أشهرها في مجالها (دار الكتاب المقدس) تحمل عنواناً رائعاً
معاً نقوم و نبني
و سطراً آخر أكثر روعة يحمل كلمات من نور تمس القلوب
معاً نصلي و نعمل من أجل مصر
يا ألهي مازالت مصر بخير ما دام بها مثل هذه القلوب العامرة بالخير و الصفاء و المحبة
وقتها تذكرت قوله سبحانه و تعالي :
وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ . صدق الله العظيم .. سورة العصر1-3
وقلت في قرارة نفسي أهلكتنا السياسة و أهلها و تركنا أنفسنا يجرفها التيار بعيداً عن الفطرة السوية
الإيمان و العمل .. الصلاة و العمل
ففطرة الله التي فطر الناس عليها هي الإيمان بأنه الإله الواحد الاحد الخالق الرزاق تبارك وتعالي
ثم العمل لإعمار الأرض و إنماءها و الإستفادة من الكنوز التي سخرها رب العباد لإحياء العباد و تمتعهم بأنعم الله
فقد خلق الله الناس شعوباً و قبائل ليتعارفوا ويفيد بعضهم البعض
و لم يخلقهم ليتناحروا و يتبادلوا السباب و اللعنات
الإيمان و العمل .. الصلاة و العمل
وجهان لعملة لا تفني و لا تبلي .. فتيلان متعانقان في حبل نجاة البشر و البشرية
الإيمان و العمل .. الصلاة و العمل
بسمة جميلة علي وجه البراءة ..يد حانية تمسح دموع الضعفاء و تهدى التائهين
الإيمان و العمل .. الصلاة و العمل
محبة و قبول .. تعايش و رضا .. تعاون و إيثار
فهيا
نصلي و نعمل من أجل أوطاننا

تسقط حقوق الإنسان ... د.لميس جابر

ما حدث في منطقة مجلس الوزراء ومجلس الشعب والذي أسفر عن مكسب حضاري رائع وهو حرق (المجمع العلمي) الذي هو أحد الكنوز المعرفية النادرة ليس علي مستوي العالم العربي ولكن علي مستوي العالم كله.. بعد هذا الانجاز الثوري حاولت الفتاة ذات العباءة المفتوحة (أم كباسين)

عمل نوع من الاستعراض و(الإستربتيز) حتي تنهمر الكاميرات فوق ملابسها الداخلية ليصبح جندي الجيش المسكين هو السفاح الذي يهتك الأعراض ويسحل النساء في الشوارع.. وحاول الاخوة الثوريون المحرضون أن يتم هذا الاستعراض ويتم تداوله وتوزيع آلاف الصور منه حتي نتلهي في أعراض حريم الشعب بدل حريق تراث الشعب وحتي تخرج علينا الست كلينتون وتهددنا بحقوق الإنسان.
ما حدث يا أعزائي في الأسبوع الماضي وتفاصيله الصغيرة جعلني أغير آرائي تماما وأعيد ترتيب توقعاتي من الأول.. كنت من قبل كئيبة ومتشائمة وأنا أحذر من السقوط والتداعي والانهيار ولكن الآن أنا لا أحذر بل أدعوكم معي لمشاهدة ومتابعة السقوط الهائل في مراحله النهائية المشوقة وعندما أعرف القناة الفضائية التي سوف تأخذ حق البث المباشر للسقوط حصريا سوف ألفت نظركم لنلحق بهذا الحدث الذي لم يتكرر مثله منذ دخول الجيوش العثمانية إلي مصر وهذا بفضل حقوق الإنسان.
وأتساءل ويارب يقرأ أحد أفراد المجلس العسكري الموقر الذي رغم كل شيء مازلت أبجله واحترمه وأدعو الجميع للوقوف معه ومؤازرته ضد هجمات التتار والمغول ولكن لابد لكي تستقيم الأمور أن يقف المجلس العسكري أولا بجوار نفسه وبجوار الوطن بقوة وحسم وردع ولكنه يخشي منظمات حقوق الإنسان إلي يومنا هذا.
يا مجلسنا العسكري في أي بلاد العالم النايم والقايم والمتحضر والمتخلف يسمح لبعض الصبية مدمنين (الكوللة) وأطفال الشوارع ومحرضيهم من جماعات ابريل ومايو ويونيو بالاعتصام ونصب الخيام والرقاد أمام مدخل مجلس الوزراء ومجلس الشعب؟
في أي بلد في العالم يتبادل الحكام وأطفال الالتراس التهم وإلقاء الحجارة ويقيمون السدود الأسمنتية والأسلاك الشائكة ونسمع عبارات مثل التفاوض والهدنة وخطف الأسري والحوائط البشرية وخارطة الطريق ولن يتبقي سوي أن نعرف مواعيد فض الاشتباك الأول والثاني؟
في أي بلد في العالم تتم مهاجمة وزارة الداخلية بالطوب والحجارة والمولوتوف والمنجانيق والسباب؟ وفي أي بلد في العالم يتبول الصبية علي وزارة الأمن لديهم ويعبر الحدث دون حسم وردع وعين حمراء حتي يلحق به حادث السفارة الإسرائيلية ويلحق بنا إعلامنا الواعي الوطني ليجعل من متسلق المواسير بطلا قوميا أسقط العلم ويصرح بعض المضللين بأن إسرائيل مابتنامش الليل من الرعب والخوف من القوة الشعبية المصرية الجبارة والتي سوف تزحف إلي الحدود وتبتلع «إسرائيل» علي حد قول أحد المثقفين؟
ومع هذا التدليل المتواصل من المجلس وصلنا إلي الأحداث الأخيرة وكان أن لعب بعض المعتصمين الكرة فسقطت داخل مجلس الشعب وكان أن تسلق اللاعب الأسوار لإحضار الكرة من داخل المجلس وانظر يا عالم يا إنساني وانظروا يا حقوق الإنسان لقد تم صعق هذا اللاعب البريء بالفولت العالي وتم سحله علي الأرض وضربه وإلقاء القبض عليه وغالبا سابوه يروح بعد شوية وتوالت الأحداث من اقتحام غرفة كاميرات المجلس الثابتة لأنها قامت بتصوير المعتصمين وهم يلفون سجائر الحشيش وتصاعدت الأمور وأشعلت الحرائق وألقي بالمولوتوف وتم اطلاق الرصاص وسط المتجمهرين فأصبح المجلس هو السفاح والقاتل ومشعل الحرائق وهاتك أعراض النساء وساحل الشباب علي الأرض.. و... وكل هذا ومازال المجلس يخشي منظمات حقوق الإنسان وإذا كان لا يعلم فهذه المنظمات هي السلاح الذري الجديد المصمم خصيصاً للناس اللي زينا يا سادة التاريخ لن يسامح الضعفاء.. ولتذهب حقوق الإنسان إلي الجحيم

بوابة الوفد الاليكترونية الوفد

الأحد، 25 ديسمبر 2011

رسالة إلى السيدة كوندوليزا رايس.. المحترمة . دكتورة لميس جابر

عزيزتى الفاضلة/ أكتب إليك هذه الرسالة وأحملها تهنئتى الصادقة وفرحتى الغامرة بنجاح مشروعك الشرق أوسطى الجديد..

وسواء كان مشروعك الشخصى أو مشروع كبار رجال الديمقراطية الأمريكانى، فأنا لم أسمع عنه سوى منك شخصياً يوم أن جئت إلى أرض المحروسة ـ سورى (التى كانت محروسة) ـ لتعلنى البشارة بالإصلاح السياسى وتأمرى وأمرك ماشى بأنه ضرورة ملحة وعاجلة لأن الشرق الجديد لابد أن يولد حالاً وأن رياح الفوضى الخلاقة قادمة قادمة لا محالة، وسوف يتبعها فوراً الدمار الخلاق وهو الحمد لله وصل بالسلامة إلى أرض الوطن، وأعترف لك بأننى سيدة موسوسة وشكاكة لذلك أصابنى الفزع يوم زيارتك الميمونة وأخذنى الهلع والخوف على وطنى الحبيب من دخوله إلى نفق الإصلاح الديمقراطى الأمريكى بعد أن رأيت النموذج المشرف الرائع فى «العراق»، والذى أشار إليه «بوش» قبل موقعة الحذاء بشهرين وقال بفخر وسعادة: «هذا النموذج الديمقراطى الرائع هو ما حققته حروبى الصليبية»، ثم استدرك وقال: «قصدى حروبى على الناس الإرهابية».

وأذكر أيامها أننى أخذت أدعو الله ألا يجعل من مصر «نموذجاً» ولكن كان ذلك بسبب جهلى التام، وقد ثبت أن مخاوفى لم تكن حقيقية وأن يد الأمريكان الحنونة لا يمكن أن تمتد لنا بهدايا مضروبة أو ملوثة أو مدمرة دماراً شاملاً.. وها هو الدليل وها نحن نعيش أحلى أيام الديمقراطية الأمريكانى حيث الهدوء والسكينة والأمن والأمان والعمل والإنتاج والانضباط والنمو والاستثمار والانتخابات الهادئة والوعى السياسى والدولة القوية التى لا يتصادم شعبها مع جيشها ولا مجرموها مع شرطتها ولا مسيحيوها مع مسلميها ولا شبابها مع مسنيها ولا التحريريون مع العباسيين مع المصطفى محموديين، نحن نعيش فى هدوء حيث يلهو الأطفال ببنادق الخرطوش ويلعب الشباب بالرشاش الآلى، وحيث ازدهرت تجارة الهاون والبازوكا والآر.بى.جى، وحيث تواجدت قنابل الغاز مع المواطنين قبل الأمن المركزى، وأصبحت هدايا أعياد الميلاد من أنواع الكلاشينكوف والمانجروف والـ«2 أنفيلد» القناصة والقنابل اليدوية وكرات اللهب، لذلك أردت أن أبلغك بأن مصر الآن زى الفل بفضل مجهودات زميلتك الشقراء «هيلارى» وبفضل رحلاتها المكوكية بين بلاد «الربيع» وبلادنا رايح جاى حتى تمام نضج النماذج الديمقراطية «نموذج نموذج».

وأريد أن أعترف لها بأننى قد فزعت أشد الفزع عندما جاءت إلينا وقالت (لقد صرفنا المليارات لتدعيم الديمقراطية فى مصر) ولشدة جهلى كنت على وشك أن أقول مادامت الديمقراطية باهظة الثمن هكذا ونحن شعب على قد حاله ما بلاش منها وأهوه على رأى المثل اللى ماعندوش مايلزموش.. لكن الحمد لله.. قالوا لى أيامها إن كل هذه المصاريف جدعنة وبلوشى من أجل سواد عيون الشعوب العربية جمعاء.. جمعاء.. وبالتحديد سواد عيون المصريين لأنهم حالة خاصة ودولة خاصة وجغرافيا خاصة وتاريخ خاص واللى يدفع فيها أكتر يكسب فوقيها باقى المنطقة وكان بالفعل عرض الموسم.

وأنا لا أشك مطلقاً فى أن كل ما تتكلفه أمريكا الآن وكل ما سوف تتكلفه فى المستقبل هو من أجل سعادة ورفاهية وحرية وديمقراطية مصر وشعب مصر.. لأن أمريكا منذ أن ذبحت الجنس الهندى الأحمر فى القارة الجديدة واستوردت الجنس الأفريقى الطليق البكر داخل شباك صيادى البشر وتجار الآدميين لإقامة الدولة الأمريكية.. فى هذا اليوم بالتحديد منذ أربعمائة عام تقريباً أخذ الأمريكان عهداً على أنفسهم أن يعملوا على سعادة ورفاهية سكان الكرة الأرضية، خاصة منطقتنا الرائعة الغنية قلب العالم وتراثه وبؤرة الحضارة والأخلاق والأديان.. ومنذ سنوات عديدة والمشروع يتم تلو المشروع من أول زرع إسرائيل واستقوائها وسيطرتها هى والأمن الغذائى من كنتاكى وماكدونالدز وبيبسى والأمن الإنسانى بواسطة منظمات حقوق الإنسان التى أغرقت أسواق المنطقة وهى منظمات رقيقة القلب حنونة على الإنسان، بدليل أن إسرائيل فى كل مذابحها التى حصدت شباب وأطفال فلسطين على مدى سبعين عاماً كانت فى حقيقة منطق حقوق الإنسان تدافع عن نفسها وكان دائماً رجالها رجال سلام من أول شامير وبن جوريون وحتى شارون ولأننا جهلاء بالإنسان وحقوقه فنحن لم نكن نعرف أن هذا إنسان وذاك إنسان أى أن الناس معادن نوع بالحقوق ونوع بالابتدائية..

ولهذا فقد غضبنا جميعاً عندما رأينا صوراً للجنود والجنديات الأمريكانى مع المساجين العراقيين العرايا المكومين فوق بعض أكواماً إنسانية، وطبعاً كنا جهلاء وعرفنا غلطنا لأن الحسناوات الأمريكانيات كن يأخذن الصور للذكرى لأن الذكرى ناقوس يدق فى عالم النسيان.. ولم نسمع بالطبع عن أى نفس من أنفاس حقوق الإنسان ولا الحيوان عندما تم قتل القذافى وأبنائه بالسحل والطعن والضرب وتقطيع الأطراف وغاز الأعصاب والبصق وهتك العرض والتمثيل بالجثث.. وطبعاً لن نسمع من حقوق الإنسان أى أخبار عن عدد قتلى الشعب الليبى من قصف طائرات الناتو ولن نعرف مدى الدمار ولا خسائر الشعب الليبى لأن الديمقراطية لا تكيل بالبادنجان ولأن النتيجة فى النهاية رغم الخسائر أن الشعب الليبى قد تحرر من الحكم الاستبدادى ووقع تحت راية حكم القاعدة الإسلامى مثله مثل تونس والمغرب، والباقى جاى فى السكة وطبعاً لم تنس الست «كلينتون» أن تحيى كل الحكومات الإسلامية المتطرفة والمعتدلة تحية أمريكانى وتقول إنها سعيدة جداً بها لأن هذه الحكومات تمثل المخزون الاستراتيجى للمرحلة المقبلة الحاسمة وهى وضع كل دول المنطقة فى الخلاط لتحصل فى النهاية على مشروب متجانس من الفواكه المشكلة أكبر قطعة فيه قد الفتفوتة وتكون إسرائيل هى زعيمة المنطقة وأكبر دولة من حيث المساحة والسلاح والقنابل النووية والديمقراطية وحقوق الإنسان الإسرائيلى.

سيدتى الفاضلة/ أنا أقدر قلقك البالغ بسبب تأخر مشروع التقسيم المصرى لكن أنصحك بالصبر فقد وضعت حلل الطبيخ الديمقراطى فوق وابور الجاز بعد أن تم تعميره بالجاز الليبى والعراقى وأدينا بندى الوابور نفس ورا نفس وهو يشتعل حبة حبة حتى تمام النضج، فليطمئن قلبك مصر تحت التظبيط والنار تأتى من كل اتجاه ولا تقلقى بشأن رجال السياسة والكلام والإعلام والمرشحين والناخبين والمثقفين فهم مشغولون باتهام بعضهم البعض وتصنيف الشعب إلى فلول ومنحل وفاسد ونظام قديم وجديد وصالح وطالح.. غير عابئين سوى بنفاق الشباب الصغير الراقد فى العراء يحلم أحلاماً مضللة بسبب ضلال النخبة التى تسعى للحصول على أى موقع وتتساءل فى سخرية عن سر الخراب وعن اللهو الخفى الذى يزلزل الأرض من تحت أقدام الشعب الذى بات بدوره متخبطاً عنيفاً فوضوياً لا يملك حقيقة واحدة ولا يرى بادرة أمل فى القريب.

أكتب لك رسالتى هذه ليلة أول يوم للمرحلة الأولى للانتخابات وإن شاء لنا الله وعبرناها ربما يسبب ذلك لسيادتكم بعض القلق ولكن لا تيأسى فمازالت هناك مراحل قادمة.. ومصر تحجل برجل واحدة بعد أن بترت قواعد حكمها وسقطت هيبة دولتها.. لم يتبق لنا سوى المجلس العسكرى والجيش المصرى الشريف فقط وربما يصدم أمنياتك القلبية بالديمقراطية والسعادة صموده وأصالته ولكن مازالت هتافات الشباب بسقوط المشير تداعب آمالك فى نجاح المشروع.. وربما تقلقك هتافات العباسية لوحدة الصف لكن آمالك بالشقاق والفوضى ستعيدك إلى الهدوء والسكينة.

سيدتى الفاضلة/ ربما لن يطول بى العمر حتى أرى مصر فى رونقها الجميل الراقى مرة أخرى.. وربما لن يرى الأبناء من ذلك المشهد شيئاً كثيراً ولكن بالتأكيد سيرى الأحفاد ما أراه فى خيالى لمصر وهو لو تعلمين عظيم.

وإذا أردت قراءة الطالع عودى إلى صفحات التاريخ التى ترصد من حياة مصر سبعة آلاف عام.

والسلام على مصر والمصريين.

جريدة المصرى اليوم

المثقف العربي وتبديل الممدوحين ... مجلة الغاوون

لم يكن المثقف العربي عارياً ومكشوفاً كما هو اليوم.
ولم تزد مدائحه للثورات هذا العُري إلا عُرياً، حيث أثبتت هذه المدائح السطحية ذيليّته واتّباعه لمجرى الحدث عوض أن يكون أحد صانعيه.
سيُقال إن في هذا الكلام ظلماً والكثير من التحامل على مثقف لم تترك له الدكتاتورية أيّ هامش كي يمارس دوره عبره.
طيّب. فلنشرع إذاً في معاينة دوره في البلدان التي سقطت فيها الدكتاتوريات أو شارفت على السقوط. ماذا سنجد؟
المدائح لهذا الشعب العظيم، الاعتزاز بالانتماء إلى هذا الشعب العظيم، الانحناء إجلالاً لهذا الشعب العظيم...
إلى آخر هذه المدحيات التافهة التي كان يكيلها هذا المثقف نفسه بالأمس للدكتاتور نفسه.
فإذاً، المشكلة باقية في فهم المثقف لدوره كبوق، كفرَّاش، كماسح أحذية...
وليس مهماً إذا ما كانت تلك الأحذية التي يمسحها من ماركة فاخرة يُحبِّذها الدكتاتور أو من ماركة أم إصبع التي ينتعلها شباب الثورات الفقراء.
لقد عاث المثقف العربي القديم فساداً في معنى المثقف ودوره، حتى بات المرء يخلط بين المثقف والموظف،
بين صاحب الكلمة وصاحب الختم، بين الإصبع التي تُشير وتتهم والإصبع التي تُوضع في الشَّرْج.
واليوم، بعد عقود من الغرام بالدكتاتور، فجأة اكتشف هذا المثقف حب الثورة، ومن أول نظرة.
وراح يُزايد في هذا الحب حتى على الأصوات التي امتلكت شجاعة مقارعة الدكتاتور قبل الثورة بسنوات.
بل وبات هذا المثقف الانتهازي يرفض أي انتقاد عقلاني هدفه التنبيه إلى خطورة الانحراف الذي ينفَّذه الإسلاميون الغربان بسيرورة الثورة.
يتعامل أمثال هذا المثقف مع كل حدث على أنه سلطة، على أنه دكتاتور آخر لا بدّ من مسايرته ونفاقه.
يتعامل بمنطق تقديم الولاء للحاكم الجديد، أي حاكم جديد.
يتعامل بعقلية المنشار الذي يأكل في الذهاب في الإياب.
لذلك لا عجب أن الذين كانوا مسؤولي منابر ومؤسسات في عهد الدكتاتور ظلّوا مسؤولي منابر ومؤسسات في عهد الثورة بعدما غيّروا جلودهم.
اليوم، يبدو المثقفون العرب إزاء الثورة تماماً كما كانوا بالأمس إزاء الدكتاتورية:
حلقات دبكة ورقص ونفاق... ومدائح لملايين الأفراد بعدما كانت لفرد واحد.
لكن الأمل كبير بجيل المثقفين الشباب الذين لم يتلوَّث جزء كبير منهم بمدح الدكتاتور ولم يتورّط في مؤسساته.
الأمل كبير في أن يكونوا صوتهم الصافي والشجاع،
في أن يكونوا دورَهم المشرِّف والنقدي والطليعي الذي لا يخشى لومة لائم في موقفه...
وليذهب مدَّاحو الشعب العظيم إلى الجحيم.
موقف الغاوون: إفتتاحية مجلة الغاوون الثقافية
العدد 45 - كانون الأول 2011
تعقيب بسيط :لم يستخدم كاتب المقال قلماً بل إستخدم مشرطاً حاداً لتشريح عقلية المثقف العربي المتنطع.. برتوكول الإنحناء .. سلامة الياس

إشربوا من البحر(رسالة الي مزامير الأمريكان) .. بقلم الكاتب مجدى الجلاد

أحمد الله عز وجل على نعم كثيرة.. منها أننى لا أكترث بأى هجوم، بينما أتوقف طويلاً أمام النقد الموضوعى.. ومنها أيضاً أننى لا أخشى سوى خالقى، فلا يملك مخلوق أن يلحق بى سوى ما كتبه الله علىَّ.. من يخاف الناس لا يدرك أن دعوة واحدة تقيه شر الدنيا إلا المكتوب «اللهم إنى فى حماك».. ومن النعم العظيمة كذلك أننى - مثلكم جميعاً - ولدت من رحم مصرية بلون الأرض.. وتعلمت أن أعتز بمصريتى إلى درجة التعامل مع الآخر باعتبار «بلدى قوة عظمى».. وهو كذلك فى الحضارة والفكر والإبداع.. وليس معنى أن عدة عقود متردية مرت علينا أن ننظر للغرب بدونية وانهزام.. التاريخ يكتب نصف قرن فى ثلاثة أسطر.. ومصر ستنهض، لأن أحداً منا لن يتركها مهما واجهتنا الأزمات والمشاكل!
لا يفهم الكاتب الأمريكى «روبرت سبرنجبورج»، ولا مراسل «الإندبندنت» البريطانية فى القاهرة «اليستر بيتشى» هذه الثقافة، ولا تلك العقيدة، ولا هذا النوع من الانتماء لوطن يُرضع أبناءه قيمة «الموت الاختيارى» دفاعاً عن الأرض والعرض.. لا يدرك الاثنان، وآخرون يعيشون بيننا وأعمتهم أضواء الغرب عن رؤية صفحة النيل الصافية، أن المواطن المصرى الحقيقى يصعب ابتزازه أو الضغط عليه أو «تهديده».. لذا كان طبيعياً أن يمارسا ضغوطاً على «المصرى اليوم» لنشر مقال لـ«سبرنجبورج» فى الملحق الإنجليزى التجريبى، يدعو فيه ضباط الجيش المصرى والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، للانقلاب العسكرى والاستيلاء على السلطة، ولاسيما بعد النتائج التى أفرزتها المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بدعوى أن المشير طنطاوى متحالف مع التيار الإسلامى فى مصر..!
ولأننى أفترض حسن النوايا دائماً.. افترضت فى العاملين بالملحق الإنجليزى قلة الخبرة أو عدم المعرفة الجيدة بالكاتب الأمريكى.. ولأننى أعرفه جيداً، توقفت أمام المقال قبل النشر.. قرأته مرة واثنتين وعشراً، ثم قررت بوضوح عدم نشره.. لم أعمل حساباً للكاتب، ولا لدولته العظمى ولا لممارساتها الوحشية والدموية فى العالم كله.. لم أخف من «صراخه» فى «الإندبندنت» البريطانية و«فورين بوليسى» الأمريكية، ولا من «أسطوانة حرية الرأى المشروخة»، التى يستخدمها الغرب لتحقيق أهدافه الخبيثة ضدنا، ويستخدمها عكسياً لحماية مصالحه وأمنه القومى.. فمشكلة الرجل ومَنْ وراءه أنهم «وقعوا» فى مواجهة مع شخص لا يمكن ابتزازه، ولا يؤمن بوهم «الغرب»، ولا يحمل انبهاراً بصحافته، وإنما يتعامل معهم بندية أحياناً، وفوقية غالباً..!
ولمن لا يعرف «روبرت سبرنجبورج»، كاتب المقال.. هو رئيس قسم شؤون الشرق الأوسط فى مركز «العلاقات المدنية العسكرية ccmr الأمريكى»، وهو مركز حكومى تابع لقوات البحرية الأمريكية، وهو أحد فروع وزارة البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية».. هل عرفتم من كتب المقال.. ومن يحرّض ضباط الجيش المصرى ورئيس الأركان على الانقلاب العسكرى..؟!
هو يرى أن هجومه مع بعض الأشخاص فى مصر ضدى سوف يثنينى عن اختيارى الوطنى.. وأنا أؤمن بأن خصلة شعر سوداء لطفل مصرى فى أعماق ونجوع الصعيد أغلى وأشرف منه ومن بلده ومن الغرب كله.. هو يعمل فى وزارة الدفاع الأمريكية.. وأنا أعمل عند المواطن المصرى البسيط.. هو مغرور بقوة السلاح الأمريكى.. وأنا ألتحف وأحتمى برضا رجل غلبان فى «إسطبل عنتر أو إمبابة».. هو ومن معه يحرضون ضدى فى «الإنترنت»، وأنا أحتمى بتراب بلدى الذى يريدون احتلاله على جناح «الفوضى والانقلابات العسكرية»، وعودة مصر إلى نقطة «الصفر».. هو توهّم أن اختلافنا أحياناً فى الرأى مع المجلس العسكرى والتيار الإسلامى، سوف يمنحه هو ومن وراءه مساحة لتنفيذ المخططات الدنيئة.. وأنا أقول له: «إن عقيدتنا وحضارتنا تعلمنا أن الاختلاف رحمة، وأن الجيش والإسلاميين والليبراليين والـ87 مليون مصرى مواطنون، ترضعهم أمهاتهم فى المهد عشقاً لوطن يريد الغرب اختطافه»!
يا أيها الـ«روبرت سبرنجبورج».. ويا أيها الذين وراءه.. ويا أيها الذين معه.. لقد ذهبتم إلى العنوان الخطأ.. نعم لم ولن أنشر المقال.. فكتاب الرأى فى «المصرى اليوم»، وأنا منهم، يقولون فى المجلس العسكرى ما قاله مالك فى الخمر، لكنهم مواطنون مصريون أحرار لا يعملون فى وزارة الدفاع الأمريكية.. ومن لا يعجبه فى أمريكا وخادمتها بريطانيا عليه أن يشرب من البحر.. أى بحر ماؤه عكر، لا تحده شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً أرض مصر الغالية!
melgalad@almasry-alyoum.com
جريدة المصرى اليوم

هل اصبح نضال النساء العربيات بممارسة الجنس العلني وخلع الملابس؟ بقلم : رويدا مروُه



رويدا مروّه
القدس العربي اللندنية

قد تظّن علياء المهدي الفتاة المصرية المسلمة والشابة أنّها أكثر تحرّرا من بقية النساء العربيات عموما والمسلمات خصوصا وقد تظّن الممثلة التونسية الشابة نادية بوستة انّها أكثر النساء العربيات والمسلمات جرأة في رفض قمع حرية الرأي والتعبير في الدول العربية عامة والدول الاسلامية خاصة.

ولكن غاب عن بال المهدي وبوستة أنّ هناك اصواتا نسائية عربية مسلمة ومسيحية ودرزية وبهائية ويهودية من العالم العربي ناضلن ويناضلن من أجل رفض كافة اشكال قمع حرّية الرأي والتعبير الذي تتعرّض له المرأة العربية ورفض كافة اشكال انتهاك حقوقها لكنذ هؤلاء المناضلات انتهجن اساليب أخرى في الشهرة والاعلان عن انفسهن بعيدا عن نظرية خالف تعرف هؤلاء عملن ويعملن ليل نهار ويدفعن من جيوبهن ووقتهن ومجهودهن الخاص ويضحيّن بوظائفهن احيانا لأجل القيام بمبادرة تدعم حقوق المرأة وتصون كرامتها وتحميها من كافة اشكال الاستغلال الذكوري والقانوني والديني والاجتماعي لها...

قد يغيب عن بال علياء ونادية ومن أيّدهنّ وروّج لنشر صورهن عارية على صفحات التواصل الاجتماعي وروّج الى ان الدعوة لممارسة الجنس علنا في الشوارع والساحات العامة وأمام مقرات الشرطة سيساهم بتوعية الرأي العام العربي واصحاب القرار السياسي بحقوق المرأة وسيساهم بالتالي في إنصاف المرأة العربية ولكن مهلا، فهل يمكن لعلياء ونادية ومن يشدّ على ايديهنّ ان يشرحوا لنا كيف انّ عريهنّ وشهرتهن التي أتت من وراء العريّ سيضغط على البرلمانات العربية لتغيير وتعديل القوانين القائمة التي تظلم المرأة؟... وهل يخبروننا كيف ستنعكس صور صدورهن العارية على إقرار قوانين تعنى بتجريم العنف الاسري والتحرّش الجنسي في أماكن العمل والدراسة والشارع؟... ومن ثمّ كيف ستنعكس صور اعضائهن الجنسية العارية لتكريس توّلي النساء العربيات مزيد من المقاعد البرلمانية والوزارية والرئاسية في زمن الثورات والحركات الشعبية والشبابية وسط إسقاط انظمة وتعديل دساتير انظمة أخرى؟... وهل يمكن لهؤلاء ومن يدعم افعالهنّ ان يشرحوا لنا كيف ان دخول ملايين الزوار من مستخدمي الانترنت يوميا للنظر الى صورهن العارية عبر حسابات الفايسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ستزيد حجم وعي الرجل العربي تجاه مفهوم شرف المرأة المغلوط في مجتمعنا العربي ومفهوم الحرية الغائب عن بال العرب؟ بالله عليكم اشرحوا لنا...
بالله عليكن يا علياء ونادية أخبروني كيف ستغيرن بصوركن العارية نظرة الرجل العربي الخاطئة الى كل فتاة عربية مسلمة غير متحجبة حيث يظنّها هو سهلة المنال فقط لأنّها تلبس سروالا ضيّقا أو فستانا قصيرا؟ بالله عليكن اخبروني كيف ستغيرن نظرة الرجل العربي الى الفتاة التي تمنح الرجل قلبها وثقتها قبل الزواج فيظن انها ستمنحه جسدها على طبق من الماس داعيا ايّاها لتناسي رادع الضمير والدين والاخلاق؟... بالله عليكن اخبروني كيف ستفهمون الرجل العربي ان الفتاة التي تسافر للعمل في الخارج تعرف كيف تصون نفسها اكثر من ابنة الحيّ التي تسكن بجانب بيته ويراها في كل دقيقة ولكنها قد تخون حبيبها او زوجها او خطيبها عبر موقع دردشة اجتماعي دون علمه وهي سجينة اربع جدران؟ بالله عليكن أخبروني كيف ستقنعن الرجل العربي ان بنت البيت هي تلك التي تخاف الله حين لا يراها احد وان خلف نقاب بعض النساء وشعارات الدين لدى اخريات قد يختبئ الفحش والمنكر؟ هل من جواب؟
أنتن ايضا ضحايا افكاركن الخاطئة عن الحرّية والتحرّر يا ابنة تونس ويا ابنت مصر فأنتن اردتنّ محاربة الصور النمطية عن المرأة العربية ورفض تعنيفها نفسيا ومعنويا وجسديا ولكنكن قمتن بتعنيفها اكثر من قبل فقد وضعتّن نضالها في خانة الحرية الجسدية فقط لا غيرّ لقد جعلتن من نضال النساء العربيات مجرّد سعي لممارسة الجنس ومجرّد هدف لخلع الملابس.
لن اقبل ولن تقبل الكثيرات من المناضلات في العالم العربي ان تحصروا نضالاتنا وتعب السنين في رفع قيمة المرأة في المجتمع العربي والاعلام العربي في وقاحة أجساد نسائية عارية لقد ناضلنا نحن النساء العربيات لاسقاط انظمة وللإتيان بوجوه برلمانية ووزارية جديدة ولتغيير سياسات اقتصادية فاشلة ولتوفير تعليم وطبابة افضل لمجتمعاتنا... فرجاء لا تحصروا مطلبنا بتحرّر الجسد ولا تحصروا اساليب نضالنا بادوات الجسد لانّها مرفوضة قطعا لدينا.
انا متاكدة ان علياء ونادية لا يقبلن ان يقال عنهن انهن يستغلن جسدهن لتحقيق تحصيل علمي ما او منصب وظيفي ما... فلماذا يكون دفاعهن عن حقوق المرأة والانسان من خلال تحقير جسدهن بنشر صوره عارية؟ ولماذا يردن لهذا الجسد ام يكون سلعة جديدة للتعبير عن اسمى مطالب الكون وهو حقوق المرأة والانسان.

الرسالة هنا ليست ترّجيا لعلياء او نادية واخواتهن للتوّقف عن الدعوات للعري وممارسة الجنس علنا كوسيلة للتعبير عن الرغبة بالتحرّر بل هي تصريح مباشر باسم نساء عربيات كثيرات لا يردن لأجسادهن ان تكون وسيلة للتعبير عن حقوقهن ولا يردن لحجابهن ونقابهن ان يتم استغلاله سياسيا او اعلاميا... فممارستنا لشعائرنا الدينية هي شيء يخصّ علاقتنا بالله ويخصّ معتقداتنا الدينية وليست سلعا تستغلها اي جهة لتحقيق اهداف من اي نوع كان.
كل هذا التعرّي الوقح والدعوات لممارسة الجنس العلني الحيواني يبرّره الدعاة اليه بكونه وسيلة اعلامية دعائية في زمن الربيع العربي للمطالبة بقدر أكبر من حرية الراي والتعبير والديمقراطية ومنح المرأة مزيدا من الحقوق... لن نناقش هنا ممارسة الجنس من وجهة النظر الدينية أو الاجتماعية لانّ الأمر يبقى حرّية شخصية لكل شخص وأمرا خاصا بين كل انسان ومعتقداته الدينية والأخلاقية ولكن أن يتمّ المطالبة بممارسته علنا فهذا مطلب حيواني يجب على من ينادي به ان يراجع كتبا مختصة في الصحة الجنسية والنفسية ليعرف ان هكذا فعل لا يمتّ للانسانية بصلّة لأن هذه العلاقة من الناحية البيولوجية والسيكولوجية هي علاقة حميمة وخاصة قبل أيّ شيء آخر وممارستها في العلن يقرّب أصحابها من ممارسة الأفعال الحيوانية البحتة... وما يثير الاشمئزاز في هذا الاطار هو أن يعتبر هؤلاء الشباب ان فعل هكذا أمر حيواني هو وسيلة للمطالبة بحرّية الرأي والتعبير فهل هذا ما يريدونه؟ هل لهذه الاسباب قامت الثورات والحركات الاحتجاجية في العالم العربي!

يعاني العالم العربي والاسلامي بشكل خاص من ظواهر عديدة لها علاقة بالكبت الجنسي وغياب التربية الجنسية الصحيحة للطلاب والشباب ولكن لا يمكن ان يكون البديل هو ممارشة الفحش والمنكر في العلن لنعبرّ عن رغبتنا بالتحرّر... وهل التحرّر يعني الانفلات من الضوابط والقيم والمعايير الأخلاقية والدينية والانسانية؟... وهل هذه هي الطريقة التي تعبرون فيها عن خوفكم وقلقكم من السياسات الاجتماعية القادمة للأحزاب الاسلامية القادمة بفعل صوت الناخب العربي في مختلف الدول العربية التي شهدت سقوط انظمة أو تعديلات دستورية وهل أنّ رؤيتنا لصور ناشطة مصرية عارية او ممثلة تونسية عارية ستنقذ المرأة العربية من ظلم القوانين العربية المجحفة بحق النساء وهل ان صدورهنّ العارية ستغيّر من الصور النمطية التي يحملها الرجل العربي عن المرأة العربية؟... وهل ان مبادرات العرّي وممارسة الجنس العلني ستغيّر واقع الفتيات العربيات اللواتي يتعرّضن للتحرش الحنسي بسبب غياب القيم الخلاقية في عقول الرجال العرب؟ ا و انها ستغيّر موقف المشرّعين للقوانين في البرلمانات العربية لتجريم العنف الأسري والتحرش الجنسي واغتصاب القاصرات وسواها من مظاهر تعنيف المرأة... وهل ان ملايين الرجال العرب الى المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي لرؤية صور العري لمن تدعين انفسهن بانهن ناشطات عربيات سيزيد حجم مشاركة المرأة في القرار السياسي في الانظمة العربية الجديدة؟...
وللمفارقة العجيبة في بلدان العرب انّ تسمّى ناشطة كل فتاة تكلّف نفسها عناء النزول مرة الى شوارع ميادين الاعتصام والثورات او من تكلّف نفسها عناء السفر بضع مرات لحضور مؤتمرات الغرف المغلقة وقاعات المنتديات بين بلد وآخر في حين لم نسمع لها يوما عن مبادرة ملموسة احدثت من خلالها تغيير ما أو وعي ما تجاه قضية معينة. في العالم العربي اصبح توزيع الألقاب هو الأكثر سهولة على اهل الصحافة واصبح الترويج لأصحاب الالقاب الممنوحة متعة لا يضاهيها اي متعة او هواية أخرى... فتلك وصفوها بالاعلامية لمجرّد انها كانت عارضة أزياء وقامت بتقديم برنامج ترفيهي يطرح لائحة بأهم عشر اغنيات في ساحة الغناء العربي لهذا الشهر واخرى وصفوها بكونها كاتبة لمجرّد انها نشرت كتاب خواطر فيه تجربة فشل قصة حب او قصتينّ في حياتها والثالثة يعتبرها كثيرون مدوّنة كونها تكتب كل اسبوع ثلاث اسطر على مدوّنتها الشخصية تعبرّ فيها من واقع اجتماعي او اقتصادي تعيشه في محيطها...والرابعة تنال لقب المرأة الأكثر تاثيرا في بلدها او امتها فقط لانّها تغنّي اغاني ضاربة والخامسة تنال لقب مناضلة نسائية لانها تعرّت دفاعا عن حقوق المرأة العربيةّ واللائحة طويلة جدا من تناقضات الألقاب في مجتمعنا العربي...

خلاصة الكلام أن ثورة حقيقية مطلوبة على الفساد النفسي والكبت الاعلامي في العالم العربي قبل اي ثورة اخرى على الأنظمة السياسية كي لا تصبح كل امرأة عارية هي نموذج المرأة العربية في ايصال رسالتها الى الرأي العام وكي لا تكون تصريحات العاريات على الفايسبوك هي الاصوات الوحيدة التي يسمعها الشباب العربي...
ناشطة وصحافية لبنانية، والمديرة التنفيذية للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات في بيروت، لبنان