غريب أمر أهل السياسة في مصر من اليمين و اليسار فكلما إستبشرنا خيراً ببدء موسم الفهم لديهم إذ بهم يخيبون الظنون جهلاً و طمعاً .. فلا أخفي عليكم أنني إستبشرت خيراً بمبادرة ما يسمي بحزب النور ( بغض النظر عن بغضيى للتحزب و يقيني بأنه لا يليق بأهل اليمين السياسيى الفرقة و التشيع و التحزب فهو أمر مخالف للشرع الإلهي ) .. و أعجبت بشجاعة قيادته الجديدة في مبادرتها لرأب الصدع بين جدران الحائط و الوطني و أخذت علي عاتقها ( للم الشامي عالمغربي) و محاولة إستحداث حوار بين الإخوة الأعداء .. بل و حرصت قيادات النور علي وجود أجندة جادة لأسس الحوار .. و مما زادني تيهاً و فرحا أن زعماء ما يسمي باليسار المصرى قد إستجابوا للمبادرة ( و أن كنت مصراً علي أن اليسار في مصر لا يزيد عن كونه ضرورة سينمائية تفرضها الظروف فقط أذ أنه غير قادر علي فرض نفسه علي أرض الواقع بشكل ملموس واقعي و خاصةً بعد إختفاء الحزب الوطني ) .. و شاركوا بجدية في حوار مجتمعي طموح .. بغض النظر عن إصرار البعض علي التنطع .. و محاولة فرض شروط لا ترقي للعمل السياسي بقدر تطابقها مع آليات الإبتزاز و الشحاته .. و تتابعت نوبات التفاؤل و الفرحة بعدما علمت إصرار الجميع علي إنشاء وثيقة بمبادىء أساسية ملزمة للجميع .. علي أن تخرج هذه الوثيقة من تحت عباءة مهابة يحترمها و يجلها الجميع موالاه و معارضة .. و أتفق الجميع إو فرض عليهم علي أن تكون هذه العباءة هي الأزهر الشريف لما له من مكانه داخل قلوب الجميع حكام و محكومين .. و بعد جهد جهيد و حوار إستمر ساعات و ساعات .. خرج علينا الجميع .. نعم جميع من شارك في الحوار بمؤتمر إعلامي علي حد زعمهم .. حرص فيه الجميع علي الظهور في الكادر التلفزيوني .. مؤتمر إعلامي المفترض منه إعلامنا بالإتفاق علي هدف و احد وو ثيقة واحدة .. فكان من الطبيعي أن نرى متحدث واحد بأسم الأزهر الراعي الرسمي لهذا الجمع السعيد .. أو علي الأكثر ثلاثة متحدثين أحدهما من الأزهر و إخر عن التيار الإسلامي و مشتقاته و الأخير عن اليسار و مسمياته .. فيخبرنا ممثل الأزهر بالخطوط العريضه لهذه الوثيقة المصونة .. ثم يقر الإثنان الآخران كل ممثلاً عن فصيله ما جاء بالوثيقة و إلتزامه بها .. إلا أنه و علي ما يبدوا أن الفرقاء إستخسروا فينا هذا التفاؤل و الإستبشار .. وبدلاً من أن نشهد ثلاثة متحدثين علي الأكثر خرج علينا هذا المؤتمر بثلاثة و ثلاثين متحدثاً .. نعم ثلاثة و ثلاثين متحدثاً ... حرص كلاً منهم علي إلتقاط الصور التذكارية أعلي المنصة الإعلامية بعدما أصابونا بالصداع من حديثهم الممجوج .. في صورة مبتذلة لرجال من المفترض أنهم يخططون لمستقبل أمة .. صورة من صور الشحاته و التسول السياسي لنُخبة أدمنت إنتظار عطايا السلطة و كرم السلطان .. صورة مموهة الملامح لشخصيات هامشية تبحث عن أضواء لا تستحقها .. صورة إفتراضية من صور الشحاته الفضائية التي ستكرر في المستقبل القريب لشخوص عشقوا مد اليد سعياً وراء إغتنام الإعانة و إقتسام الغنيمة .. منصة إعلامية شهدت خليطاً عجيب الشكل و المضمون إلا أنه و في كل الحالات لا يليق بمصر و أهلها .. خليطاً جمعهم الأماني و فرقهم القسمة و النصيب .. مختلفون في كل شيء و علي أى شيء إلا الشحاته .. نعم الشحاته بكل ما تحمل الكلمة من معاني التناحة و النطاعة و الرزالة .. يتزاحمون علي الظهور داخل الكادر التلفزيوني لا من أجل مصر بل من أجل مصالحهم الشخصية و نواياهم الإنتخابية .. وعلي الرغم من هذا كله .. قلت مافيش مشكلة المهم أن أعي كمواطن عادى أن هؤلاء الناس قد إجتمعوا لحقن الدماء و صالح البلاد و العباد .. و ماهي إلا ساعات قلائل حتي خابت ظنوني و ظنون الملايين حين بدء أهل النوخبة و لا مؤاخذة في التملص من وثيقة الأزهر و الفرار منها كالفرار من المجذوم .. وقتها زاد يقيني بأننا أمام نوخبة و لامؤاخذة لا تغني و لا تسمن من جوع .. نوخبة و لا مؤاخذة مكانها الصحيح أحد متاحف الشمع حتي يمكن الإستفادة منهم إذا أستمر إنقطاع الكهرباء في الصيف القادم .. عرفت فيما مضي إناسٌ عشقت الأماني و الأحلام وسعت لتحقيقها فعرفها الناس نجوماً تضيء ظلام الحياة .. و و أعرف الأن إناسٌ تعشق الشحاته ولا تستحي من مد يدها و سيراها الناس قريباً عراه
الياس الاول: عندما تعُشق الشحاته .. سلامة الياس: غريب أمر أهل السياسة في مصر من اليمين و اليسار فكلما إستبشرنا خيراً ببدء موسم الفهم لديهم إذ بهم يخيبون الظنون جهلاً و طمعاً .. فلا أخف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق