بصراحة شديدة فإن مصر تعانى حالة تخبط غير مسبوقة فى الكثير من الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية ، واخرها ما يتعلق بالموقف من سد النهضة الأثيوبى الذى بدأ انشاؤه بالفعل ، وجاء الاجتماع الذى عقدته رئاسة الجمهورية مع رؤساء الأحزاب السياسية مخيبا للأمال ، وقد تابعنا ماحدث على الهواء فى مشهد غريب يفتقد الحنكة والدقة شأن كل المشاهد التى نتابعها منذ عام مضى .. وكان الأمر ومازال يقتضى البحث من جانب الخبراء والمسئولين فى قضية السد الاثيوبى لاتخاذ القرار باعتبارها قضية تمس الأمن القومى لمصر .
ولقد أجمع وزراء الرى السابقين على ذلك ومنهم الدكتور محمد نصر الدين علام الذى قال ، إن تقرير اللجنة الثلاثية لدراسة آثار سد النهضة لم يقدم شيئاً جديداً من شأنه المساهمة في حل الأزمة بين القائمة بين مصر وإثيوبيا،وإن البيانات التي عرضت عليه لدراسة آثار السد على مصر والسودان لم تكن كافية للتقييم، و"من الواضح أن إثيوبيا لم تزود اللجنة بالوثائق المطلوبة".
وشدد على أنه "إذا كانت إثيوبيا لا تمتلك هذه الوثائق فهذه مصيبة، وإن كانت تملكها ولم تعرضها على اللجنة فهذه جريمة"، مؤكًدا أنه أصيب بحالة من الدهشة من التقرير وما جاء فيه خاصة بعد عام ونصف من عمل اللجنة واجتماعاتها المتواصلة. واتهم إثيوبيا بإخفاء المستندات ، قائلاً "يبدو أن النية متعمدة لدى إثيوبيا فى عدم تقديم الوثائق والمعلومات الكافية للجنة الثلاثية بدليل أنها تسير في تنفيذ مخططها بشأن السد بدءًا من تحويلها مجرى النهر الذى قامت به بالفعل".
وانتقد الاجتماع الذي أجراه الرئيس مع الأحزاب والقوى السياسية واصًفا إياه بأنه "عديم الهدف"، فلقد كان من المفترض أن تجري الرئاسة اجتماعًا سريًا مع الوزراء المعنيين بالأمر والخبراء المتخصصين فيه وبعد ذلك تناقش الأحزاب والقوى السياسية فيما ينتج عن هذا الاجتماع بشكل غير معلن أيضاً أو الاكتفاء بمباحثات داخل مجلس الشورى ، ورفض وزير الري الأسبق ما تردد في اجتماع الرئاسة بشأن التدخل العسكري وانتقد من عرضوه قائلاً "هذا الأمر لا يصح أبدًاً مناقشته في العلن وعلى الهواء سواء كان فيما يتعلق بعمليات عسكرية للقوات المسلحة أو عمليات مخابراتية".
##وأخيرا نقول : لقد هدد الرئيسان السابقان أنور السادات وحسنى مبارك بتوحيه ضربة عسكرية ضد سد النهضة اذا أقامته اثيوبيا من جانب واحد ،وليس امامنا حل الان سوى البحث عن بديل هندسي ليست له أضرار على مصر والتفاوض مع إثيوبيا ودول حوض النيل حوله"، بدلاً من إجراء جلسات حوار هزيلة بهذا الشكل. . واذا لم يتم التوصل الى حل فليكن خيار القوة فمصلحة مصر فوق أى اعتبار أخر
قضية اليوم يكتبها : أحمد البرى .. حالة تخبط ! - بوابة الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق