انقضى
عام من عمرنا، وما زالت تبعاته تلاحقنا، فالأعمال مهما كان نوعها، لا تنفك
عن صاحبها، لأنها من نتاجه وخرجت للحياة وفق إرادته، ولهذا دائماً ما
نقول، بأن على الإنسان أن يختار نوعية العمل، لأن النهاية الحتمية تقول،
بأن الجزاء من جنس العمل. عام مضى، ونحن على بوابة العام الجديد، لا
نعلم ما تخبئه لنا الأيام في طياتها، لكن ما يجب علينا نحن أن لا ننتظر ما
سيفعله بنا الزمن، بل يجب علينا أن نصنع الحدث، وأن نقدم الخير لكل
البشرية، علينا أن نتقدم للأمام بخطوات ثابتة، وأن نغادر المواقع الخلفية
والمتخلفة، كي نلحق بركب العالم المتقدم، فالوقت لن يرحمنا لو وقفنا في
مكاننا دون أن تكون لنا بصمة للتطور وصناعة المجد. لا نريد أن ننعى
أنفسنا، ولا نريد أن ننصب مأتم للعزاء على ما آلت إليه أوضاعنا، بل علينا
أن نصنع لا نبكي، وأن نتقدم لا أن ننظر للخلف دائماً، كما علينا أن ننقد
تجربتنا، لا أن نصدِّقها ونؤمن بها بالمطلق، هذا طبعاً إذا شددنا العزم من
أجل أن نكون أمة لها كيانها ووجودها الحر، وهذا بكل تأكيد إذا ما أردنا أن
يكون لنا وزن بين سائر الأمم. عام عربي مضى بكل عصفه وجنونه وجموحه
وطيشه، عام من الحزن والقليل من الحب والأمل، لأننا لم نكُ نملك الإرادة
الحقيقية كما هو في كل عام، لصناعة واقعنا فضلاً عن مستقبلنا. عام
بحريني مضى، ولا شيء تغير، حتى وإن تحركت خطوات مبعثرة من هنا وهناك
للأمام، لأن من يسيرون للخلف كُثر، فالطائفيون والمهاوشون والمجانين
تكاثروا بفعل حركة التخلف التي تحيط بواقع بعض المجتمعات والحكومات
العربية، وبما أننا جزء من هذه المنظومة، فإن احتمالية عدم وقوع التأثير
أكبر من حتمية أن نكون فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتنا وواقعنا. عام مضى على
البحرينيين، وكل منهم يرقب وضعه ونفسه ويرنو لمستقبله ومستقبل عياله، وكذلك
نقول، لا نعلم أيها الأحبة ما تخبئه لنا الأيام القادمة من العام الجديد،
وكذلك نكرر، أن من واجبنا أن نصنع التاريخ، لا أن يصنعنا. هنالك ثلاثة
أصناف من المجتمعات البشرية، مجتمعات صنعت التاريخ، ومجتمعات صنعها
التاريخ، وأخرى خارج التاريخ، ولأننا لم ننقد حركة الواقع لدينا، ولم نبتكر
من وسائل التطور الحديث لخلق فضاءات نحو الأمام، بقينا وكعادتنا العربية
(خارج التاريخ)!. نسأل الله أن يكون 2013 أفضل من العام الذي مضى، وأن
يجمع شملنا على الحب والخير والصلاح، كما نتمنى من مجتمعنا البحريني، أن
يخرج مما هو فيه من تشرنق ومن ضبابية الرؤية إلى فضاءات أرحب وأجمل وأرقى،
كرقي البحر والنخيل والوطن، وكل عام وأنتم بألف خير.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق