لعلها المرة الأولي التي أتابع فيها خطاباً كاملاً للسيد مرسي منذ جلوسه علي كرسي العرش الرئاسي في مصر .. و لعل ما أثار فضولي و جعلني أحرص علي متابعة حديث الرئيس هذه المرة هو عدم وجود مناسبة رسمية تحُتم عليه إلقاء مثل هذا الخطاب أمام صفوة قيادات الجيش المصرى .. فضلاً عن توقيت يتعرض فيه أبناء جماعته لتذوق كأس البطش الثورى الذى روجوا له و أقروه من قبل .. حقيقةً فوجئت بتغيُر عام و ملموس في شخصية السيد مرسي من الناحية الجسدية ( يبدو أنه يخضع لنظام غذائي أفقده عدة كيلو جرامات خلصته من الكرش ) .. وتغير آخر من حيث الهيئة و الهندام فمن الواضح أن السيد مرسي قد إستسلم أخيراً لمسئولي البروتوكول داخل مؤسسة الرئاسة .. فقد ظهر و لأول مرة بوجه سينمائي خضع لماكيير محترف نجح في إخفاء تجاعيد كثيرة كانت تضفي ظلالاً إنفعالية غير منضبطة .. كما ظهر أيضاً يرتدى بذلة و رابطة عنق علي أحدث خطوط الموضة نجحت في إظهاره ممشوق القوام إلي حددٍ ما .. فضلاً عن سترها للستره الواقية بشكل لا يخل بالشكل الخارجي لجسد السيد الرئيس .. و هو تغيُر محمود يعطي إنطباعاً إيجابياً بأن السيد مرسي قد بدء بالفعل في تعلم ما يتوجب عليه فعله كونه رئيساً لمصر ..إلا أنني أعتقد أن الرجل قد بدء متآخراً في ذلك .. فخطاب السيد مرسي لصفوة رجال الجيش المصرى هذه المرة لم يكن حماسياً حازماً مثلما إتسمت خطبه السابقة أمام رجال الجيش في مناسبات سابقة .. فقد شمل خطاب الرجل الكثير من عبارات الإستعطاف و التلطف ( و لن أقول الإستجداء حياءً و تأدبا ) في كثير من الأحيان و كثير من إيحاءات التأسف والإعتذار( و لن أقول الندم تلطفاً و خجلا ) في أحيانٍ أكثر .. في محاولة منه لإنتزاع شأفة الغضب التي قد تكون أصابت هؤلاء القادة من تصريحات بعض المتنطعين من أبناء جماعته لمزوا و همزوا خلالها الجيش و رجاله .. حرص الرجل خلالها مراراً و تكراراً علي التأكيد علي إحترامه للجيش المصرى و رجاله .. في محاولة صريحة للتنصل من أفعال هؤلاء المتنطعين و التأكيد علي تأذيه الشخصي من محاولات النيل من هيبة الجيش و رجاله سواء تصريحاً أو تلميحاً .. و إيهام دعاة عودة العسكر للحكم مرة أخرى علي أنه جندى من جنود هذا الجيش .. مما يجعله الأولي والأحق بالولاء و الحماية .. رسائل كثيرة حملها خطاب السيد الرئيس كان أهمها جملة تحقيق ما إتفقنا عليه في إيحاء أكثر جرأة إلي الذراع القوية لمؤسسة النظام بأنه لن يخرج عن السياق مهما كلفه الأمر من تضحيات قرباناً للمحبة و القبول .. و بالرغم من هذا كله أرى أن هذا الخطاب هو خطاب ما قبل الرحيل .. فشخصية مثل شخصية السيد مرسي كما قلنا من قبل لن تستطيع أن تستمر في هذا المناخ خاصةً بعدما يتأكد أن أبناء جماعته قد غرروا به ليستفيدوا سياسياً و مالياً من وجوده داخل القصر .. فضلاً عن عدم قدرته علي تقديم كافة قرابين الطاعة و الولاء خاصةً إذا كان أحد هذه القرابين شخصية من أقوى شخصيات جماعته ( عصام العريان و شركاه ) .. و لذا حرص الرجل في نهاية خطابه علي التلميح لوجود شياطين من المعارضة يلزمها ( واحد إبن جنيه ) عفاريت من الموالاه تستطيع الزود عن النظام و رجاله .. في محاولة منه للتنصل من مرحلة تقديم هذا القربان أو تأجيلها قدر الإمكان .. و أعتقد أن فشله في تحقيق هذه المعادلة الصعبة سيضعه في مواجهه مباشرة مع أبناء جماعته في الأيام المقبلة .. مواجهه ستكون خطوة سريعه نحو التعجيل بالرحيل .. بعدما ينفض الجميع من حوله خوفاً علي المصالح و الرقاب
ملاحظة هامة : حرص السيد مرسي علي إستعراض نجاحات حكومته الميمونة علي المستوى الإجتماعي و الإقتصادى محاولة فاشلة بكل المقاييس أظهرت مدى إنفصاله عن الواقع المرير الذى تمر به البلاد
الياس الاول: الريس مرسي و خطاب ما قبل الرحيل .. سلامة الياس: لعلها المرة الأولي التي أتابع فيها خطاباً كاملاً للسيد مرسي منذ جلوسه علي كرسي العرش الرئاسي في مصر .. و لعل ما أثار فضولي و جعلني أحرص...
ملاحظة هامة : حرص السيد مرسي علي إستعراض نجاحات حكومته الميمونة علي المستوى الإجتماعي و الإقتصادى محاولة فاشلة بكل المقاييس أظهرت مدى إنفصاله عن الواقع المرير الذى تمر به البلاد
الياس الاول: الريس مرسي و خطاب ما قبل الرحيل .. سلامة الياس: لعلها المرة الأولي التي أتابع فيها خطاباً كاملاً للسيد مرسي منذ جلوسه علي كرسي العرش الرئاسي في مصر .. و لعل ما أثار فضولي و جعلني أحرص...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق