الأحد، 31 مارس 2013

السلطانية: موبخاً الريس مرسي .. محمد حبيب يتساءل : ما هذا الذى يجرى؟ المصرى اليوم


22:03 السبت 30 مارس 2013


أرجو أن يتخلص الدكتور مرسى من طاقم مساعديه ومستشاريه، وأن يستعين بمن هم أكثر قدرة وإمكانية وكفاءة.. الأمر ليس مجالاً لتجارب.. ما كان مناسباً لعمل ولمرحلة، قد لا يكون مناسباً لعمل ولمرحلة أخرى.. كما أرجو مخلصاً أن يتحرر الرجل من سيطرة الجماعة عليه.. وعلى قيادات الجماعة بدورهم أن يرفعوا أيديهم عنه، وألا يدسوا أنوفهم فى شؤون الرئاسة وأعمال الرئيس.. لابد أن يكون هناك إدراك أن الدكتور مرسى أصبح رئيساً لأكبر دولة عربية، لها تاريخها ودورها وحجمها وثقلها، ليس على المستوى الإقليمى فحسب، وإنما على المستوى العالمى أيضاً.. لا أدرى كيف يفكر هؤلاء.. فالرجل يخرج من حفرة لكى يقع فى أخرى أكبر منها.. مستحيل أن يكون ذلك أداء مؤسسة رئاسة.. فما إن يتخذ الرجل قراراً أو موقفاً حتى يتبين للجميع مدى خطئه..أو على الأقل عدم دراسته بشكل كاف.. وبغض النظر عما فى ذلك كله من تضييع للوقت والجهد والمال، هناك إسقاط للهيبة وإضعاف للثقة فى رئيس الدولة.. ما هذا الذى يجرى؟!
لا أريد أن أذكّر بكل ما حدث، بدءاً من قرار الدعوة لانعقاد مجلس الشعب «المنحل»، مروراً بمشكلة المستشار عبدالمجيد محمود وتعيينه سفيراً لمصر لدى دولة الفاتيكان، وإصدار الإعلان الدستورى المعيب فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٢، والمصائب والمآسى التى نجمت عنه، والدستور الركيك الذى قاطع الاستفتاء عليه ٣٥ مليون مواطن، بنسبة ٦٨٪ ممن لهم حق التصويت، وقانون انتخابات مجلس النواب وحكايته مع المحكمة الدستورية العليا، ثم قرار الرئيس مرسى دعوة الناخبين لانتخابات أعضاء مجلس النواب، واكتشاف أن التوقيت ليس مناسباً لتزامنه مع أعياد إخواننا الأقباط، وانتهاءً بحكم محكمة استئناف القاهرة بإبطال قرار رئيس الجمهورية بشأن عزل المستشار عبدالمجيد محمود وإلغاء تعيين المستشار طلعت عبدالله نائباً عاماً!!
كل ما سبق يؤكد أننا أمام أداء متدنٍّ لا يرقى لمستوى إدارة دولة صغيرة، فكيف بدولة فى حجم ووزن مصر؟!.. هذا التردد والارتباك والإرباك يجب أن ينتهى وأن يتوقف فوراً، وأن تكون لدى الدكتور مرسى الجسارة اللازمة لاتخاذ خطوات حازمة نحو تغيير هذه الأوضاع، فكل ما يحدث له انعكاساته وآثاره السلبية على الوطن، داخلياً وخارجياً، فضلا عن أنه يخصم من رصيده وشعبيته.. لقد أصبحت صورته ومواقفه موضع تهكم لا يليق، وإن لم يسارع بهذا التغيير فسوف تكون العواقب وخيمة.
دكتور مرسى.. يجب أن يشعر الشعب بمصداقيتك، وشفافيتك، وعدلك، وإنصافك، وأنك تكيل بمكيال واحد، لا مكيالين.. صارح شعبك يا رجل.. تذكر أنك على رأس دولة مصر.. ومن كان فى مكانك لا يتفوه بما تقول.. لقد تسببت فى إحداث شرخ وانقسام حاد فى المجتمع.. أصبح هناك احتراب أهلى.. هناك عنف وعنف مضاد، ولا ندرى متى يتوقف.. أحكام القضاء تم إهدارها.. سيادة القانون وهيبته لم يعد لهما مكان على أرض مصر.. أرجو أن تشعر بمعاناة الناس، ومدى حاجتهم وقسوة الحياة عليهم.. العدالة الاجتماعية لم تتخذ فيها خطوة واحدة.. هل هذا معقول؟!
دكتور مرسى.. العلاقة بينك وبين المعارضة تحتاج إلى ضبط وإحكام.. تحتاج إلى آليات واضحة ومحددة.. من غير المقبول أن تكال الاتهامات للمعارضة وتوصف فى وقت بأنها تمثل غطاءً سياسياً للعنف، وتُدعى فى وقت آخر لإجراء حوار.. المعارضة لها مطالب يجب أن تدرس برحابة صدر وتقدير واحترام، فهكذا تكون الديمقراطية.. يجب أن يكون هناك فرز حقيقى بين من هو متظاهر ومن هو «بلطجى».. بين من هو غاضب من أجل العدل وحق الشهداء فى القصاص والوفاء باستحقاقات الثورة، وبين إنسان محبط ويائس وفاقد للأمل فى حياة حرة عزيزة كريمة، ولا يجد قوت يومه.. هيكلة وزارة الداخلية وتنقيتها مما شابها تأخرت كثيراً، وتلك هى مهمتك، فبدون استقرار سياسى وتعافٍ أمنى لن يكون هناك تقدم على أى صعيد، داخلياً كان أو خارجياً.
دكتور مرسى.. إياك وغرور القوة.. فقد وقع فيه كثيرون قبلك، وكان وبالاً عليهم وعلى شعوبهم.. لا تنصت لمن يحفزك ويستثيرك على الانتقام والضرب بيد من حديد وما أشبه، فى غيبة القانون.. لسنا فى حاجة إلى عداوات وثارات جديدة.. والمشرحة ليست فى حاجة إلى قتلى جدد.
السلطانية: موبخاً الريس مرسي .. محمد حبيب يتساءل : ما هذا الذ...: ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق