الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

أصمتوا شهراً .. د.محمد ابراهيم الدسوقى


إن الفتنة القائمة تنذر بعواقب وخيمة إذا إستمر النفخ فى النار ---- فشياطين الإنس خرجوا من الجحور وكثير من الناس خٌدعوا بالشعارات --- فالأقلام مسنونة والألسنة مشحوذة فى القنوات الفضائية وعلى صفحات الصحف والجميع يُحلل ويُنظر ويُؤجج والجميع يسعى بقصد وبدون قصد إلى زيادة الفتن والإضطراب وزرع الفرقة .

هناك صحفيون لاشغل لهم ليل نهار غير زيادة الفرقة والتهييج والتحريض الصريح ومقدمي برامج الندب شو لايفتأون ليل نهار فى زيادة النار إشتعالاً مابين تخوين وتحريض --- فكل يوم يصبحون شاحذين أسلحتهم لإضافة مزيد من الوقود على النار المشتعلة --- البعض يتاجر بدم من أُستشهد والأخر يحول البلطجي إلى بطل بكل فجاجة وفجر ---- ليزيد عدد المشاهدين والقراء ---

هذا مايفعله الشيطان فينا ---

الكل ينتظر برنامج كذا ليسمع مفاجأة أو ليشاهد سبق إعلامي وتفاجئ بلقاءات مع رؤوس الفتن والنفاق يبثون سمومهم ويدعون الشباب لمزيد من الدماء تحت شعارات كاذبة وأهداف خبيثة – ولا يستحون وهم يرون مصر تترنح من الألم والفرقة والفوضى وأصبحت عندهم البلطجة بطولة وأصبح حرق تاريخ مصر دفاع عن النفس وأعمال السلب والنهب وانتهاك كل الأعراف والأصول بطولات -----

إننا أمام مشهد هزلي إعتلى سدة الإعلام فيه مجموعة من الناعقين كالغربان والذين تٌتخم أرصدتهم من هذا التهييج وإثارة الفتن – ولايعرفون أو لايريدون أن يلوذوا حتى بالصمت مدعين أنهم ينصرون الحق وإذا سألتهم من هم أهل الحق سيشيرون إلى البلطجية وأرباب السوابق والمتاجرين بعرض مصر وتاريخها وذلك فى تحد فج لإرادة الناس وعندما تسألهم أن الناس الآن تختار من يمثلها فلتدعوا العملية الانتخابية تتم في هدوء وليختار الناس من يريدون ليكونوا ممثليهم --- ويطالبوا بما يريدون من خلال طرق شرعية ومنظمة --- فيردون بتعالي وفجاجة أن ملايين المصريين جهلة ولايعرفون الخطأ من الصواب ومن السهل تضليلهم بالإنتخابات أو ماشابه ذلك – وهناك ملايين أخرى صامتة بل إنهم يدعون أفكا أن هذه الغالبية الصامتة قلبها مع مايدعون إليه من فتنة -----

إن مانراه على شاشات العديد من قنوات الندب يذكرنا بمشاهد جلسات الكيف فى السينما المصرية فمعدى ومقدمي البرامج يحضرون الجلسات المسائية وينصبون المندبة اليومية حيث يقوم خادم المكان بوضع الفحم المتقد و المادة المخدرة فى الشيشة ويقوم بلفها على الحضور ليقوم كل واحد بشد نفس عميق ثم يدلو بدلوه فى القضايا السياسية والإجتماعية ونسمع كلاماً ماأنزل الله به من سلطان أقرب إلى كلام المساطيل فى الحانات ---- وتنتهى الجلسة على وعد بلقاء غداً مع صنف جديد مع مخدر جديد – ويقولون بكل صفاقة إنتظرونا غداً فى سبق إعلامى جديد أو جلسة كيف أخرى .

إذا كانوا يريدون الخير لمصر فليجتمعوا جميعاً في ميدان التحرير وماحوله ويقيمون هناك ولو لأيام قليلة ليروا بأم أعينهم مايجرى على الأرض فليس هذا إعتصام سلمى وليست هذا مظاهرة للمطالبة بطلبات فئوية والدليل على ذلك--- أين قوادهم وأين ممثليهم وماهى مطالبهم وهل مطالبهم لاتتحقق إلا بحرق تاريخ مصر .

هؤلاء الذين يحرقون مصر ويتاجرون بأمنها وسلامتها ليسوا ثواراً حتى لو كان بينهم أناس من الشرفاء --- إن درء المفسدة يسبق جلب المنفعة --- فليذهبوا لبيوتهم وليطالبوا بما يريدون من خلال قنوات شرعية , ولنرى من سيتبقى فى التحرير وماحولها .

وإذا كانت القوى السياسية على الساحة لاتحتويهم – أو لاتعبر عن أفكارهم --- فلينشئوا أحزاباً جديدة وأصبح ذلك سهلاً --- فلقد تكونت أحزاب كثيرة من شباب الثورة وموجودة على الساحة وخاضوا الإنتخابات الأخيرة .

إذاً من هم الموجودين فى التحرير؟

إذا كانوا ثواراً فلما لاينضموا للثوار الذين كونوا أحزابا وليجتمعوا سوياً ويطالبوا بما يريدون من خلالها --- فليس من المنطقي أن نهدم مصر وهيبتهاوتراثها لكي نطالب بأى شئ.

أتمنى أن تصمت القنوات الفضائية لمدة شهر واحد وليذهبوا للجلوس في ميدان التحرير ليشاهدوا بأعينهم مايجرى هناك ونرتاح منهم ولو لمدة قصير نلتقط فيها أنفاسنا – ونضمد جراح مصر والتي ساهموا في إحداثها ----

إن الحكام في لعبة كرة القدم يصفرون للوقوف دقيقة حداد عندما يتوفى شخص له علاقة بممارسى كرة القدم ---- ونحن نطلب حداداً لمدة شهر يتوقف فيه الإعلام عن الكلام والتحريض على الفتنة --- وليحولوا برامجهم المعتادة إلى حملة قومية لنشر الفضيلة والعمل ودعوة كل فرد من أفراد الأمة لعمل شئ مفيد --- ألا يستطيعون الصوم عن الإفك ولو لشهر واحد فقط –

أظنهم يستطيعون --- وإذا لم يلبوا هذا النداء فليس أمامنا غير أهلنا وشعبنا نطالبهم بإغلاق أجهزة التليفزيون أو تحويلها إلى قنوات تعليمية بعيدة عن هذه القنوات المعروفة للجميع .

جربوا --- فإذا لم يتوفر مشاهدون لتلك القنوات فستفلس في غضون شهور قليلة ----

ونحن ندعو أصحاب تلك القنوات أن يبادروا بذلك وليكن بيدهم لا بيد عمرو .

وعلى الله قصد السبيل

بقلم د.محمد ابراهيم الدسوقى .. بوابة الاهرام الاليكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق