الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

أريد جيشي فلا تغتالوه .. سماح بنت النيل

مشاعر و أحاسيس ليست مبشرة بخير تملكتني بشدة و أنا أتابع الأحداث التي وقعت خلال

الأيام القليلة الماضية أمام مجلس الوزراء و شارع القصر العيني فهاهي نفس المشاهد تتكرر مجدداً

من أعمال عنف و تخريب و إتلاف و حرق لمباني و منشآت عامة مملوكة لنا جميعاً

كمبني المجمع العلمي الآثري الذي يضم أندر الكتب و أغلي المقتنيات الفريدة

و جزء من ذاكرة الثقافة الإبداعية فضلاً عن كونه أحد أهم عناصر التراث الإنساني علي وجه الأرض

ونشاهد أمام أعيننا تاريخ مصر يحترق.. وحضارتنا تنتهك .. وسمعتنا تتلوث ….

علي يد مجموعة من البلطجية و المخربين المأجورين و المنساقين وراء شياطينهم و عقولهم

المريضة و أغراضهم الشخصية

فيقدمون علي هذه الأفعال المشينة ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً

مع محاولة إيهامنا أنهم مناضلين أبرار يسعون لتحرير الوطن من الفاسدين .. أبداً لم يكن نضالاً ….

ولا يمت بأي صلة لمعني الوطنية

و لا تنتمي هذه الأفعال إلي التعبير السلمي عن الرأي و يعاقب عليها القانون في أي بلد في العالم

فهي أعمال همجية لا يجوز تسميتها بثورة (إذا إفترضنا وجودها من الأصل) المفروض أن قوتها في سلميتها

و أحترامها لقواعد الأخلاق و السلوك المتحضر

أما عندما نتحدث عن مطالبكم فهل تمثل مطالب الشعب بأكمله ؟

لا أعتقد ذلك …

فكم نسبتكم أيها المعتصمون بالنسبة لشعب مصر البالغ عدده 85 مليون حتي تتحدثوا بأسمه ؟

و بغض النظر عن تنفيذ المطالب من عدمه ….فما يحدث الآن من أعمال عنف وتخريب و إستمرار لنغمة التهديد

لقادة المجلس العسكري ما هو إلا مخطط كبير لأستدراج العسكري في صدام مع الشعب

ومن ناحية أخري فإن ما حدث مع فتاة التحرير التي تعرت أثناء الأشتباكات مع الجيش

وتم تصويرها من أربع زوايا مختلفة

ثم تسليط الأضواء عليها إعلامياً من أجل إثارة الرأى العام و التطاول علي الجيش و رجاله

من خلال فخ معد مسبقاً لأستفزاز الجنود لأقصي درجة ممكنة للوقوع في الخطأ

و إظهارهم بصورة سيئة أمام العالم كله ….

. و لست أثير هذه النقطة لتبرير ما فعله بعض الجنود تجاه الفتاة …أبداً

فما حدث خطاً كبير يتنافي مع ديننا و أخلاقنا كمجتمع متدين (مسلم – مسيحي ) و لا نقبله مهما كان جُرم هذه الفتاة

و إنما أحاول توضيح مدي المؤامرات و المخططات التي تدبر للوقيعة بالجيش المصري الذي هو صمام الآمان

لدينا والذي بدونه تصبح مصر فريسة سهلة أمام وحوش الغرب اللعين

و خفافيش الظلام ممن باعوا ضمائرهم من أجل الشهرة و السلطان

و أوكد أن حرص المجلس العسكرى في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخراً

علي أن يتأسف لما حدث من تجاوزات بعض الجنود دون تقديم أي مبررات لهم

لخير دليل علي نزاهة المجلس العسكري

و قد أكد اللواء عادل عمارة أحد قادة العسكري علي إحالة الجنود المخطئين للتحقيق معهم

و لذا إدعوا كل القوي السياسية الحقيقية بعدم التشكيك في مصداقية و دور المجلس العسكري

فيما يصدره من قرارات هدفها حماية الصالح العام و تحقيق المطالب

و ضرورة إتاحة الفرصة له دون معوقات لإدارة شئون البلاد لحين إنتخاب رئيس للجمهورية

كلمة آخيرة أحب أن أوجهها لشباب التحرير و المعتصمين امام مجلس الوزراء

كفاكم تخريب و تدمير في البلد

إذا كان السبيل الوحيد للحرية تدمير بلدي وإراقة دماء أبناءنا و جنودنا الشرفاء فأنا لا أريد هذه الحرية

بل أفضل أن أظل مقيدة بقيود الآمان

أريد وطني ….فلا تدمروه ….

أريد تاريخي….. فلا تحرقوه ….

أريد جيشي …… فلا تغتالوه…

أريد مجلسنا العسكري …… فلا تهينوه …

مصر أمي و حبي و زادي …. ما في الدنيا زي بلادي
موقع إيلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق