رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن ما حدث مؤخرًا في ليبيا ليس إلا نتيجة لدعم الولايات المتحدة غير المحسوب للمعارضة المسلحة هناك، وحذر من مستقبل مشابه في سوريا.
وكتب فيسك في مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، اليوم الإثنين: "لقد دعمت الولايات المتحدة المعارضة ضد العقيد الراحل معمر القذافي وساعدت السعودية وقطر في ضخ الأموال والسلاح إلى المليشيات، وها هي الآن تحصد العاصفة، فقد انقلب أصدقاء الولايات المتحدة في ليبيا عليها وقتلوا السفير كريستوفر ستيفنز ورفاقه في بنغازي وبدأوا حركة احتجاج يقودها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة اجتاحت العالم الإسلامي".
وأضاف: "لقد أطعمت الولايات المتحدة عقرب القاعدة، الذي لدغ أمريكا الآن، وها هي واشنطن تدعم الآن المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتساعد السعودية وقطر في ضخ الأموال والسلاح إلى الميليشيات ( ومن بينهم السلفيون والقاعدة) وسيلدغها، بالتأكيد، نفس العقرب إذا ما تمت الاطاحة بالأسد".
ورصد فيسك "القصة الجديدة التي اخترعها الإعلام الأمريكي عن كيفية ساعدت الولايات المتحدة الربيع العربي في إنقاذ مدينة بنغازي عندما كان رجال القذافي الوحشيون على وشك تدمير أهلها، واليوم يطعنها العرب الخائنون في الظهر في نفس المدينة التي أنقذتها".
وأضاف: "لكن القصة الحقيقية مختلفة، فقد دأبت واشنطن على دعم وتسليح الديكتاتوريات العربية لعقود فقد كان صدام حسين في العراق يوما من الزعماء المفضلين لدينا، وقد أحببنا الرئيس المصري (السابق) حسني مبارك، وعشقنا الرئيس التونسي (السابق) زين العابدين بن علي، ولا نزال متعلقون بدول الخليج ذات السلطات غير المحدودة في الحكم التي تمول الآن الثورات التي نختار دعمها- وظللنا لعقدين على الأقل نبتسم في وجه حافظ الأسد، ومن بعده ابنه بشار وإن كان لفترة وجيزة".
وحذر من أن الحرب في سوريا تسير على خطى حرب لبنان 1975- 1990، حيث كان التعاطف مع الفلسطينيين يعنى معاداة المسيحيين والإعراب عن مخاوف المسيحيين يعني موالاة الإسرائيليين وقال: "في سوريا، يقتل قناصة النظام الأطفال. وعلى الجانب الآخر من الخط الأمامي، نجد قناص الجيش الحر رومانسيا فهو يتزوج ممرضة على الخط الأمامي ولا يضايقهما سوى عدم تمكن العائلة من حضور مراسم زفافهما. ومجرد تلميح أي صحفي باحتمال ارتكاب المعارضة أعمال وحشية قد يدفع إلى أن يتم سؤاله - كما حدث بالنسبة لي - كم يتقاضى من المخابرات السورية"!.
واستنكر فيسك ترديد واشنطن لمقولة إنها لا تستطيع حجب الفيديو المسيء للمسلمين باعتبار هذا يضر بحرية التعبير، وقال: "هذه هي ذاتها حرية التعبير التي حرم الطغاة المدعومون من أمريكا شعوبهم العربية منها لعقود".
فيسك يصب انتقاداته على واشنطن: أمريكا أطعمت عقرب القاعدة بليبيا فلدغها.. وسيتكرر ذلك فى سوريا - بوابة الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق