وفي كل من ليبيا ومصر حيث هوجمت السفارة الأمريكية ايضا يوم الثلاثاء تعهدت السلطات بتقديم الجناة إلى العدالة.
وقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من موظفي السفارة في هجوم على القنصلية الأمريكية ومنزل كانوا قد لجأوا اليه في بنغازي على أيدي مسلحين إسلاميين. وحمل المهاجمون واشنطن المسؤولية عن فيلم مناهض للاسلام أنتج في الولايات المتحدة وبثت مقتطفات منه على الانترنت.
وعبر زعماء غربيون عن الصدمة إزاء مقتل الدبلوماسيين الذي وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند بأنه "جريمة شنعاء".
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله "لا شيء يمكن أن يبرر العنف."
وأشاد رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي بالحكومة الليبية لرفضها العلني للعنف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية "ندين بحسم كل الهجمات على البعثات الدبلوماسية الاجنبية وموظفيها بوصفها مظاهر للارهاب لا يمكن ان يكون لها مبرر."
وقال الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان امام مجلس الامن الدولي في بيان دوري بشأن ليبيا "ترفض الامم المتحدة أي إساءة للأديان لكن لا يوجد مبرر لعنف مثل ذلك الذي حدث في بنغازي."
وقال فيلتمان إن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي "مثال واحد لكنه ليس الوحيد الذي يظهر أن الأمن يأتي على رأس التحديات والآمال التي تواجه الشعب والسلطات في ليبيا."
وأضاف "هذه التحديات تتجلى في وجود السلاح خارج سيطرة الدولة وغياب الوضوح بشأن المسؤوليات الأمنية بين الوزارات والمؤسسات المعنية وداخلها واستمرار هيمنة الكتائب المسلحة".
وانضم نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور إلى قائمة المنددين بالهجوم وكتب على تويتر يقول "استنكر العمل الجبان والإجرامي الذي تعرضت له قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي وقتل السيد السفير ورفاقه."
وفي مصر حيث تسلق محتجون أسوار السفارة الأمريكية ومزقوا العلم الأمريكي أدانت حكومة الرئيس محمد مرسي العنف لكنها دعت واشنطن للتحرك ضد منتجي الفيلم.
وقال رئيس الورزاء هشام قنديل في بيان "إن ما حدث عند السفارة الأمريكية في القاهرة هو أمر مؤسف ومرفوض من جموع الشعب المصري ولا تبرير له خصوصا إذا وضعنا في اعتبارنا أن من قام بانتاج هذا الفيلم الهابط لا علاقة له بالدولة أو الموقف الرسمي للحكومة الأمريكية."
واضاف "ومن هذا المنطلق فإننا نطالب الحكومة الأمريكية باتخاذ موقف حازم من منتجي هذا الفيلم في إطار المواثيق الدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين."
وأصبح مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين أول رئيس يتولى السلطة في مصر بعد انتخابات حرة هذا العام عقب الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.
ويسعى مرسي لطمأنة الغرب على ان مصر ستظل حليفا ويسعى للحصول على اعفاء من ديون أمريكية.
ودعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر إلى "وقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الإساءة إلى المعتقدات الدينية والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد صلاة الجمعة القادمة أمام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر."
وفي مناطق أخرى من العالم الاسلامي تركزت ردود الفعل الرسمية أساسا على الفيلم المناهض للمسلمين.
وأدان عدة زعماء بينهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي تدافع عنه قوة قوامها 113 ألف جندي بقيادة حلف شمال الأطلسي وتضم نحو 75 ألف أمريكي الفيلم في تصريحات لم تتطرق إلى الهجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال بيان لمكتب كرزاي "التدنيس ليس جزءا من حرية التعبير وإنما عمل إجرامي أضر الآن وبشدة بمشاعر 1.5 مليار مسلم في أنحاء العالم."
وشهدت أفغانستان أكثر من مرة أعمال عنف دموية أثارتها أفعال اعتبرت مهينة للاسلام.
وأدان رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الفيلم أيضا دون أن يذكر الهجمات على البعثات الدبلوماسية.
ونقلت عنه وكالة مهر للأنباء قوله إن على الولايات المتحدة "مسؤولية أخلاقية مباشرة" لوقف الاهانات للشخصيات الاسلامية المقدسة.
وروج للفيلم القس تيري جونز الذي اكتسب سمعة سيئة عالميا لاحراقه المصحف رغم مناشدة وزير الدفاع الأمريكي آنذاك روبرت جيتس الذي حذر من أن هذا من شأنه أن يعرض حياة القوات الأمريكية للخطر.
وقال الفاتيكان إن العنف يظهر ضرورة احترام الأديان وتجنب إهانة المؤمنين بها.
وقال كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي في بيان "العواقب الخطيرة للاهانة والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المسلمين ظهرت مجددا في هذه الايام."
وقال لومباردي إن احترام المعتقدات والنصوص والشخصيات البارزة والرموز الدينية "شرط جوهري مسبق للتعايش السلمي بين الشعوب".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)
من بيتر جراف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق