القوم أساؤوا لنا بفيلم تمثيلي فرددنا عليهم بالتعدي على السفارات وإنزال أعلامهم وإحراقها والتعدي على المستأمنين في بلاد المسلمين في سفاراتهم واستباحة دمائهم. في صورة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا ومن معه.
مع حصار السفارات في اكثر من دولة وما رافقها من حرق اعلام الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الغربية ، ومن ثم قتل السفير الاميركي في ليبيا على يد ( متظاهرين ) احتجاجا على فيلم مسيء الى الرسول الكريم في الولايات المتحدة الاميركية ، يرى سعد بن طفلة العجمي في مقال له في صحيفة الاتحاد الاماراتية ان " الصورة المثالية التي رسمها الربيع العربي للعالم على مدى العامين الماضيين ، والتي تتجسد في ملايين من شباب العرب وهي ترفع شعارات الحرية والكرامة ومحاربة الفساد، قد تبدلت اليوم ، الى صورة رعاع من (الهمج) لا تصلح لها الحرية ولا الديمقراطية ، اذ عادت شيئا فشيئا الصورة التي يتمناها أعداء الإسلام والعرب ، موتورون معادون لأميركا والغرب ويقتلون السفراء والدبلوماسيين بسبب فيلم" .
وعلى صعيد تداعيات الفيلم يرد راجح الخوري في جريدة النهار اللبنانية على ما قالته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حول حادثة مقتل سفير بلادها في ليبيا ( كيف يمكن ان يحدث هذا في بلد ساعدنا على تحريره وفي مدينة ساعدنا على انقاذها من التدمير) .
يقول الخوري " نعم ان هذا يحدث يا سيدتي ويمكن ان يحدث ما هو اكثر وابشع واسوأ، ولهذا فان السؤال الذي يجب ان يطرح في واشنطن كما في كل الدول الاسلامية، وخصوصاً في ليبيا ومصر وتونس واليمن التي تتلمس طريقها لإقامة سلطة مسؤولة بعد سقوط الديكتاتورية وظهور عناصر التطرف على الساحة التي تدار من خارج او من داخل، هو: كيف يمكن ان نمنع حدوث مثل هذا؟" .
ان البحث عن الوسائل التي تمنع حدوث هذا ، بحسب الخوري ،" يجب ألا يقتصر على ما يجري في العالم العربي المحتقن بكراهية سياسية ضد اميركا والغرب يغذيها الآن بروز الغلوّ العقيدي، وقد اطلق بوتين امس صرخة محقة( على الزعماء الجدد ألا ينسوا مسؤوليتهم حيال ما يحصل على اراضيهم) ، بل يجب ايضاً الانتباه قليلاً الى أبالسة الشرور والتخريب الناشطين تحت نظام الحريات الذي نحترم" .
وينتقد محمد خضر الشريف في صحيفة الوفد المصرية ردود الافعال المتطرفة تجاه الفيلم ، اذ يقول ان " الرد لم يكن بالمثل كما الله وهو أصدق القائلين(وإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)" .
ويستطرد " القوم أساؤوا لنا بفيلم تمثيلي فرددنا عليهم بالتعدي على السفارات وإنزال أعلامهم وإحراقها والتعدي على المستأمنين في بلاد المسلمين في سفاراتهم واستباحة دمائهم. في صورة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا ومن معه."
ويعتقد الشريف انه كان " الأحرى أن يكون الرد بالمثل بإنتاج فيلم عالمي يوضح من هو رسول الإسلام أخلاقه صفاته تعامله مع العدو قبل الصديق، أخلاقه في الحرب والسلم والصلح في البيت في المجتمع، رسائله التي أرسلها لملوك وزعماء العالم في وقته وهو يدعوهم فيها للإسلام بالتي هي أحسن دون إرهاب أو إعلان حرب عليهم قبل أن يقيم عليهم الحجة الساطعة والبرهان الواضح" .
ويدعو يوسف المحيميد في صحيفة الجزيرة السعودية الى التوقف عند ردود الأفعال العشوائية ، قائلا " لا أعتقد أن عاقلاً ومؤمناً حقاً يرى في قتل المعاهد أمراً مقبولاً، ولا التهجم على مصالح الدول ومواطنيها، ولا الغوغائية في التصرفات المتعجلة" .
ويذهب صالح إبراهيم الطريقي في مقاله في صحيفة عكاظ السعودية الى ان ما نحتاجه في هذه اللحظة الراهنة " ليس ثورة غضب يستغلها البعض لمصالحه قبل أن تهدأ، بل أن نفهم كيف يعمل قانونهم هناك، فنعمل على استصدار قانون يمنع الإساءة للأديان كلها، وبهذه الطريقة، يمكن لحكوماتهم أن تمنع هذه الأفلام، وإن لم تمنعها، يمكن لأي شخص رفع قضية ضد ذاك الشخص الذي خالف القانون" .
صورة جديدة لـ(ثوار الربيع): لا تصلح لهم الحرية والديمقراطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق