الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

مقال صادم عن الإسلام .. كتبتهـا : فاطمـة العـٌريَض .. ايلاف

 مقال صادم عن الإسلام

لن أتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن كيفية رد الإساءة ولا نصرتة ولا عن أى من تلك القضايا التى قتلت بحثا منذ بداية الاسبوع حتى اليوم .

ولكنى سأتحدث عنا نحن ..عن نظرتنا لأنفسنا كعرب مسلمين ولم آل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم .

حين توفى الرسول إختار خلفاؤه بدلا من التنظير والبحث فى الأمور الدينيه أن يكونوا هم بأنفسهم مثالا تتبعه الرعية بسلوكهم وتصرفاتهم التى لم تكن تخفى على العامة ...رغم أنه لم يكن هناك أى مانع من أن يقوموا بدور رجال الدين .. بل على العكس كان سيتم الترحيب بدورهم هذا لما لهم من مكانة خاصه وأنهم أصفياء الرسول وصحابته ومن المبشرين بالجنة كذلك.

مرت السنوات بحكم رشيد وفتوحات عظيمة لم يهتم خلالها المسلمون أبدا" بغير إعلاء قيمة الدين الحق الذى نزل به محمد صلى الله عليه وسلم فلم يقتلوا ولم يمثلوا ولم يعتدوا ولم يفرقوا بل على العكس أمَنوا جميع الطوائف والديانات حتى الوثنية منها فى جميع الدول التى فتحوها ولم يقتلوا بشرا إلا فى حرب أو بجريرة  ـ جريمة إرتكبت ولم يهدموا  كنيسة أو معبدا" حتى وان كان مجوسيا" بل ان هارون الرشيد جعل لأهل النيروز ملعبا ومعبدا يحتفلون فيه فى الرصافة التى اقامها عاصمة له.

ظهرت بعد ذلك المذاهب الفقهية ولم تكن لأناس تلك هى مهنتهم التى يتكسبون منها بل كان لكل منهم صنعة بالإضافة إلى كونه طالب علم

إختلفت المذاهب الأربعة فيما بينها إلا أنها لم تٌكفر من سبق أو من سيلحق ...ولم يأخذ ولا مذهب واحد منهم بالتفسير والإستقراء عن طريق النقل فقط بل جميعها إتخذت النقل والعقل سبيلا للإجتهاد

فبينما أجاز أبو حنيفة مباشرة المرأه لعقد زواجها لم يوافقه مثلا إبن حنبل ولم يكفر من أجاز ذلك ولا دعى إلى هجر كتبة ...

وحين عاب الناس على الشافعى تغير فتاويه فى مصر عن أخرى كان قد بت فيها بالعراق ولكن بفتوى مختلفة، فأجاب : لقد تغير الزمان، وتغير المكان، وتغيرت أحوال الناس، كما تغير علم الشافعي، فازداد علماً وخبرة.

ولم يكفره أحد هو الأخر ولا أفتى هو بتكفير من سبقوة ولا عد مبتدعا فى الدين ولا متلونا .
 أما إبن حنبل فكان رجلا لينا وليس كما أشيع عنه من الشدة فى الفتوى بل إنه كان يأخذ بالضعيف من الأحاديث لو أن فيه خير للناس إلا أن اتبعاه تشددوا من بعده  تشدداً كثيراً مع الناس فهاجموا المحلات المشبوهة، وكسروا أدوات الغناء، واعتدوا على المغنين والمغنيات بالضرب والإهانة، وأوقفوا النساء والرجال في الطرقات إن كانوا يسيرون معاً وسألوهم عما يربط بينهم، فأساءوا إلى المذهب وصاحبه.

و حين أراد المنصور أن يفرض كتاب (الموطأ) على الأمصار، حتى تتوحد الآراء الفقهية، رفض أنس ابن مالك طلب الخليفة وردّ عليه قائلاً: "أصلح الله أمير المؤمنين، فإن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تفرقوا في البلاد، فأفتى كلٌّ في بلده بما رأى، وإن لأهل (مكة) قولاً، ولأهل (المدينة) قولاً، ولأهل العراق قولاً، قد تعدوا فيه طورهم، وهم لا يرضون علمنا، واختلاف الفقهاء رحمة من الله تعالى بهذه الأمة".

إختلفت المذاهب والتفاسير وإختلفت طرق الإفتاء كل حسب زمانة ورؤيتة وعقلة وعلمه وظروف معيشته وتنشئته كذلك... ولم تتناحر المذاهب الأربعة بل أن جميعها صالح  يمكن الأخذ منه وإتباعه كل حسب حاجته ...

إنشغل المسلمون الأوائل بالفتوحات وبتعمير الأرض ولم يكونوا فى حاجه إلى كثرة الفتاوى  ولا لفرض الإفتراضات الخيالية التى تعج بها قنواتنا اليوم .

وجآت فترة الإنحطاط للدولة الإسلامية ...فبدئت الرعيه فى الانشغال  بأمور اخرى وبدء السلطان فى الإنشغال بأمر سلطانه و كيفية استمراره  و إستتباب الحكم الآمن له ...........

ظهر مشايخ السلطان

عمد مشايخ السلطان إلى تحييد العقل رويدا رويدا وإماتة التفكير حتى ظن الكثيرين أن الاسلام دين نقل يرفض اعمال العقل فيه ...ولم يستطع أحد بعد فقهاء الاسلام الأوائل ان يقوم بتحديث الفتاوى أو بإعادة التفسير اللهم الا القليلين ممن تجرئوا على ذلك  منذ قرون مضت..
 شاعت فتاوى التحريم ولم يبق من مباهج الدنيا التى احلها الله الا اليسير, وكلما تشدد من يفتى وأكثر من التحريم كلما إلتف حوله العامه وأعلوا شأنه واتخم السلطان جيبة بالعطايا والمنح . مع ان المحرمات نزلت بالتفصيل فى كتاب الله ولا تحتاج لفتوى وان جميع ما دونها فهو الحلال المباح .

وأتخذ الدين منحى جديدا ...........أصبح الدين سياسيا  ...

 تداخلت الفتاوى والمطامع الدنيوية فأنتجت دينا جديدا سلطويا متعاليا يكرة الآخر ويكفرة ويلعنه ويقصيه ويبيح قتله  و  إستحلال ماله ويجيز الخروج على السلطان إن كان من غير عشيرة  أو مذهب أو توجه من يطمع بالحكم  ويعمل بأطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم إن كان منها .

وكلما تداخل الدين والسلطان كان من مصلحة الحاكم تقويض العقول ومحوها وغرس قيم ومبادىء غريبه لتصبح العبادات فقط هى غاية الدين وانها المدخل الوحيد للجنة فنحيا كالدراويش على الصدقات والعطايا واليسير ونهمل العمل و العلم  اللهم الا ما يقيم قوتنا ويمكننا من قراءه القران فقط  .

طبقنا وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون واغفلنا وقل إعملوا فسيرى الله عملكم .... 
 نسينا وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وطبقنا فأثخن فى الجراح ومعها وضرب بالرقاب..
 تحولنا لمسوخ إسلامية ابتعدنا عن جوهر العقيدة التى لا تحتاج لشيخ ليفندها لنا ... فالله سبحانه وتعالى أرحم بنا من عبادة فجعله قرآنا عربيا يسهل فهمه دون مترجم ولا مفسر إلا لمن أراد الاستزادة ...

وبطبيعة الحال فإن الحكم الأبدى للملوك والرؤساء والسلاطين لا يستتب الا بشعب محى عقلة وفكره ... شعب تظل تملاء رأسة بخرافات الشجاع الأقرع والنيران التى تنطلق من القبور لتعذب فلان ... أو أن فلانا غضب الله عليه لأنه سب الرسول فأصيب بالشلل و ما إلى ذلك من خيالات  تنخر فى العقول وتسطحها وتسفهها وتجعل قربك من الله خوفا منه لا محبة فيه
 الشعب الذى لا يهتم إلا بالدين فقط دون العلوم الدنيوية التى خلقها الله لنتعلمها لا لنترك غيرنا يعمل بها ونتفرغ نحن لعبادتة فقط  لهو شعب يسير كما تسير القطعان خلف راعيها أينما ولى وجهة يولون وجوههم ...

تحول المسلم من شخص يحثه دينه على العلم والابتكار إلى شىء تحركة عصا الحميه والقبلية

قال الشافعى " العلم أفضل من صلاة النافلة." وقال أيضا " من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم."

تأخرنا واصبحنا فى ذيل الحضارات بل وجعل منا شيوخنا الأجلاء مسخرة الأمم ومدعاة تجاهلها واستباحتها من كثره فتاوى النكاح والجهاد والقتل والوعد بالحور العين لمن يفجر نفسه فى سبيل الله على من لم يعتدى عليه شخصيا .

قتل الابرياء أصبح جهاد وتكفير الأخر اصبح إظهار للحق ونكاح الطفلة وهى فى التاسعة من عمرها سنة  ناهيك عن رضاع الكبير لنجلس فى بحبوحه دون الحاجه الى محرم !!

ولم نستح فدلف شيوخ البدع لمخدع رسولنا الكريم وكأنهم كانوا معه ليحكوا ما كان بينه وبين زوجاته.... فرغنا الدين من محتواه الأصلى لنصب بالعقول محتوى يخدم الدنيا وشهوتها وطمعها
 ضعفنا وهٌنا وبتنا لا نستطيع الرد على ما نتعرض له من إهانات يومية من حكامنا ودولنا والعالم الخارجى ...

يزداد الضغط علينا ونرى العالم من حولنا فى ركب التقدم  وتبدأ عقولنا تعمل ... فيزداد الخطر لابد من حل للبقاء علينا فى قهرنا حتى لانلتفت ولا نرى ولا نخرج من ظلامنا  ...

وتفتق ذهن شيوخنا الاجلاء  فاخرج فكرة جهنمية تلهينا عن البحث فى اسباب ضعفنا ..

ووصلوا للحجة السحرية التى تخطف الألباب

العالم الغربى يتربص بالمسلمين ....ما أجملها من حجة تشعرنا بالتميز الوهمى والمتخيل على الاخرين فنتصور التفوق وتتلبسنا العظمة والخيلاء ونتية فرحا بإنجازنا الاعظم .......  ولدنا مسلمين.
 وبما أننا متميزون وأعلى من الجميع قامة ومقاما بإسلامنا  فقد تخلينا عن رسالتنا وعن السعى فى الارض فهبطنا من عنان السماء إلى جحور الدود وتفرغنا لتصنيف البشر من منهم الكافر ومن منهم المؤمن  وهل تلك هى حقا المسيحيه واليهوديه التى انزلها الله أم أن هذه الديانات قد حرفت ؟ وطالما أننا أجزمنا أنها قد حرفت ...فنحن فقط من سندخل الجنه وان ما عدانا فى جهنم ..........

منتهى التميز والحمد لله  ...

الغرب المتعلم الكافر يعيش فى جنة الدنيا ونصبر انفسنا بأننا خسرنا الدنيا وسنكسب الاخره وحدنا بلا منافس

نتناسى خيبتنا ونعيش الإنكار بأننا فقط ورثه جنة النعيم وبأن الغرب فعلا متربصون ...

أى عالم ذلك الذى يتربص بكائنات ضعيفة ذليله تمد يدها إما لتأكل أو لطلب إعانه أو حمايه بم يتربصون بالله عليكم ؟ بكائن لا علم ولا قوه ولا حتى قدره على ان يصنع السجادة التى يصلى عليها فيستوردها ... حتى ديننا استوردناه

إستوردنا فقة الوهابيين الذى ما ظهر الا بفضل الاستعمار تحالف بغيض بين راغب فى الملك ـ وطامح فى نشر مذهبه محلا قتل المسلمين بزعم كفرهم وانهم اهل بدع ـ  استوردنا منهم ما هدم عقيدتنا ومحبتنا  وتقبلنا لبعضنا .... استوردنا منهم كل ما هو متشدد وقمىء ولا يرضى به الله
 شوهنا انفسنا وديننا ...

ما هذا الذى انزلة الله ابدا ولا أرادة لنا ....

محمد رحمة للعالمين ... وانتم تجعلون من ديننا جهنم لنا ولغيرنا

افيقوا قبل ان ياتى يوم لا عودة فيه للوراء حيث تنقطع الاعمال وتجزى كل نفس بما كسبت ولن يفيدنا وقتها اننا اتبعنا فلان فلكل منا وقتها ان ضللنا عذابه ولكل منا جزاؤه سواء كان تابعا او متبوعا .

الصراع أذلى منذ ايام المتنبى والذى قال وكأنه يتحدث عن يومنا هذا أغاية الدين ان تحفوا شواربكم يا أمه ضحكت من جهلها الأمم

وأنا لو أستطعت لقلتها ... يعاب على ديننا والعيب فينا وما لديننا عيب سوانا
 اللهم لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .

اللهم امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق