قال الدكتور محمد حبيب، النائب الأول السابق للمرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، إن إقالة الجماعة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، «ضد أعرافها».
وأضاف في حديث لبرنامج «معكم» مع الكاتب الصحفي عادل حمودة: «أبو الفتوح لم يخالف الجماعة عقائديًّا أو منهجيًّا، لكنه خرج على قرار تنظيمي»، مشددًا أن الإقالة «بدلًا من أن تطمئن البعض على عدم طمع الجماعة في المناصب، بثت رسائل سلبية للرأي العام حول ما قد تفعله الإخوان بالمعارضين حال وصولها سُدَّة الحكم».
وأكد فيما يختص بتأييد بعض شباب الإخوان لـ«أبو الفتوح» دون إرادة قياداتهم، أن «الشباب بدأ يتململ من انفراد الجماعة بالقرارات».
وأشار إلى ضرورة «تكيف قيادة الجماعة مع أوضاع ما بعد الثورة، لكنها تصوَّرت أن ثقافة السمع والطاعة ستظل تحظى بنفس المكانة، ولم تنتبه إلى تغلغل آثار الثورة بين شبابها»، بحسب قوله.
وقال إن النظام السابق «كان حريصًا على رسم مساحة لا تتجاوزها جماعة الإخوان»، لذا كان يضيّق عليها بضربات موجعة لـ«عناصر مفصلية داخل الجماعة»، معترفًا بـ«حدوث لقاءات بين قيادات مكتب الإرشاد وقيادات جهاز أمن الدولة المنحل» وأن أحد هذه اللقاءات «كان مع اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس الجهاز السابق، للاتفاق على عدد ممثلي الجماعة في انتخابات مجلس الشعب لعام 2005».
ولفت إلى أن «بعض هذه اللقاءات كان لعرض مزايا على الجماعة» وما سماه «المكانة والوضع المميزين مقابل عدم اعتراضهم على التعديلات الدستورية» و«تزكيتهم لجمال مبارك»، مؤكدًا أن «الجماعة استفادت كثيرًا من هذه اللقاءات مع الجهاز»، بحسب قوله.
ونفى القيادي السابق أن يكون سبب استقالته هو عدم اختياره خلفًا للمرشد السابق، مهدي عاكف، مؤكدًا أنه «تقدم بالاستقالة مرتين أثناء شغله منصب النائب الأول».
وحول مواقفها السياسية، وصف «حبيب» الجماعة بأنها «خرجت من العتمة إلى ضوء مبهر أصابها بالارتباك والتخبط لفترة، أعتقد أنها طالت»، مضيفًا: «حاولت النصح والتوجيه، لكن لم تكن هناك آذان صاغية».
واعتبر «حبيب» ما حدث في موقف الجماعة من «جمعة الغضب الثانية»، والتي وصفوها بـ«جمعة الوقيعة» بجانب مواقفهم في عدد من الأحداث المتوالية، «يخصم كثيرًا من رصيد الجماعة لدى الرأي العام».
محمد حبيب: إقالة أبو الفتوح «ضد أعراف الإخوان».. ورصيد الجماعة «يتناقص»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق