الأحد، 18 مارس 2012

الرشى والمخدرات والفياغرا تشعل انتخابات الرئاسة المصرية .. إيلاف


اشتعلت حرب التوكيلات بين مرشحي الإنتخابات الرئاسية في مصر، منذ فتح باب الترشح في 10 مارس/ آذار الجاري، وبدأ السباق بين أبرز المرشحين محموماً للحصول على 30 ألف توكيل من المصريين من 15 محافظة على الأقل من إجمالي 27 محافظة على مستوى الجمهورية، لاسيما في ظل عدم قدرة غالبية المتنافسين على الفوز بـ30 توكيلاً من نواب البرلمان.

قصر الرئاسة
صبري حسنين من القاهرة: تبادل المرشحون وأنصارهم ومسؤولو حملاتهم الإنتخابية الإتهامات بشأن توزيع هدايا ورشى للحصول على التوكيلات، إما في صورة أموال أو عقاقير فياغرا أو ملابس أو شوكولاتة فاخرة، بينما يسابق المرشحون الزمن للقيام بأكبر عدد من الجولات الإنتخابية في مختلف المحافظات.
واتهمت الحملة الإنتخابية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح  "عميد أحد المعاهد" في محافظة أسوان، بمساومة طلابه لعمل توكيلات لمرشح بعينه ـ لم تسمّه الحملة ـ مقابل نجاحهم في السنة الدراسية الحالية. وأشارت الحملة إلى أن مكتب الشهر العقاري في محافظة قنا حرر محضر تزوير لأنصار أحد مرشحي الرئاسة، لقيامهم بعمل ما يقارب الـ 50 توكيلاً لمواطنين غير متواجدين في المكتب، وقام بتوقيعها مواطن بعينه، لكن الحملة لم توضح اسم هذا المرشح أو أنصاره، الذين قاموا بهذا السلوك.
وأضافت الحملة أنه في محافظة بورسعيد، رفض موظفو الشهر العقاري في مكتب المناخ تسجيل التوكيلات بناء على تعليمات رسمية أتتهم صباحاً، كما قام بالمخالفة نفسها مكتب توثيق الجزية في شارع مراد في الجيزة، فيما يرفض موظفو مكاتب المحلة الكبرى ومينا القمح تسليم المواطنين أصول التوكيلات، ولفتت حملة أبو الفتوح إلى أن أنصار مرشحين للرئاسة ما زالوا يوزّعون مبالغ مالية مقابل تحرير التوكيلات لمرشحيهم في محافظتي دمياط وبني سويف.
ونشط أنصار المرشحين وأعضاء الحملات الإنتخابية في شتى المدن المصرية، ولاسيما أمام مكاتب التوثيق، وحاولوا إقناع المصريين بتوكيل مرشحيهم، ووقعت مشادات بين أنصار المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المحسوب على التيار الإسلامي، وبين أنصار المرشح الفريق أحمد شفيق المحسوب على العسكر والنظام السابق، وذلك أمام مكتب توثيق الجيزة، لاسيما في ظل محاولة الجانبين إقناع المصريين بضرورة توكيل المرشح الذي يعمل معه، وكانت "إيلاف" حاضرة أمام مكتب التوثيق في شارع مراد بالقرب من ميدان الجيزة.
وقال وليد سليم، عضو في الحملة الإنتخابية لأبو الفتوح، لـ"إيلاف"، إن أنصار شفيق يحاولون إٍستخدام أساليب غير قانونية من أجل إقناع المصريين بتوكيل مرشحهم لخوض الإنتخابات الرئاسية، من قبيل توزيع مبالغ مالية أو تقديم هدايا. وأضاف إن هناك حشدًا من قبل الموظفين العاملين في وزارة الطيران المدني للتوقيع لمصلحة شفيق، لاسيما أن شفيق كان وزيراً للطيران قبل توليه منصب رئيس مجلس الوزراء أثناء الثورة.
فيما رد محمود علي الدين، عضو في الحملة الإنتخابية لشفيق، بالنفي، وقال لـ"إيلاف": "إن أنصار أبو الفتوح هم من يعملون ضد شفيق، ويحاولون تشويه صورته، واتهامه بأنه من الفلول، وأن يديه ملوثتان بدماء المتظاهرين الذين قتلوا أثناء موقعة الجمل في 2 فبراير/ شباط 2011، أثناء إشتعال الثورة"، مشيراً إلى أن هذا الكلام مرفوض، واتهم أنصار أبو الفتوح باستخدام الدين في إقناع المصريين بتوكيل مرشحهم.
لم تقف الحرب عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى حد خداع المصريين من قبل أنصار المرشحين، فقد صوّرت إحدى العضوات في الحملة الإنتخابية للدكتور محمد سليم العوا نفسها أثناء توثيق توكيل له في الشهر العقاري، ونشرته على صفحتها في الفيسبوك، على أنها مصرية عادية، ودعت المصريين إلى ضرورة توكيل العوا، لكن سرعان ما افتضح أمرها، وبادر العوا بالدفاع عنها قائلاً إنها ليست مطالبة بالكشف عن هويتها أثناء توقيع التوكيل أو الدعوة إليه.
فيما اتهمت حملة الدكتور محمد سليم العوا بعض موظفي الشهر العقاري بالترويج للمرشّح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وقالت إن موظفي مكتب توثيق مدينة العاشر من رمضان وضعوا لافتات وصورًا داخل المكتب لأبو إسماعيل، ورفض الموظفون عمل أي توكيلات لأي من المرشحين الآخرين.
ولفتت إلى أن أعضاء الحملة رصدوا عددًا من التجاوزات والانتهاكات أثناء عملية جمع التوكيلات من المصريين، وبدا واضحاً حشد وتجميع أعداد من المصريين البسطاء في باصات جامعية أمام بعض مكاتب الشهر العقاري، وأكد عدد منهم تقاضي أموال من بعض المرشحين مقابل عمل توكيلات لهم.

وفي بورسعيد، حرر مسؤولو الحملات الإنتخابية للمرشحين، حمدين صباحي وعمرو موسي وحازم أبواسماعيل وعبدالمنعم أبوالفتوح، محضرًا في قسم شرطة الزهور ضد أنصار المرشح اللواء حسام خير الله، متهمين إياهم بدفع أموال مقابل توقيع توكيلات لمرشحهم. فيما اتهمت حملة عمرو موسى أنصار مرشح رئاسي بتوزيع أموال تتراوح ما بين 100 و500 جنيه، وفياغرا وشوكولاتة فاخرة مقابل تحرير التوكيلات.
غير أن أطرف المواقف في الترشح للرئاسة المصرية، هي ضبط مصري في حوزته مواد مخدرة "بانغو"، أثناء دخوله مقر اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية لسحب أوراق الترشح، وأحيل إلى النيابة العامة، وصدر قرار بحبسه.
وقال ممدوح رمزي المرشح لرئاسة الجمهورية عن حزب الإصلاح والتنمية لـ"إيلاف"، إن الحرب سوف تشتعل أكثر مع اقتراب توقيت الحسم، مشيراً إلى أن فتح الباب على مصراعيه أمام كل من هبّ ودبّ للترشح للرئاسة، أسقط هيبة المنصب وحطّ من شأنه، مشيراً إلى ضرورة وضع ضوابط لسحب أوراق الترشح، بما يحفظ هيبة منصب رئيس الجمهورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق