سعيت على مدار أكثر من شهر لإجراء حوار مع الإعلامى الكبير عماد أديب، ليس فقط لكونه قامة إعلامية لكن لأنه من أفضل الخبراء السياسيين المتواجدين على الساحة حاليًا ومن أقدرهم على تحليل الفترة العصيبة، التى تمر بها حاليا، وبعد اتصالات مكثفة مع إدارة قناة "سي بي سي" وتحديدًا مع الأستاذ محمد هانى ، رئيس المحطة، نجحت فى اقتناص موعد مع الأستاذ عماد وأوفى الإعلامى بوعده.. لكن لهذا الحوار الذى لم يكتمل قصة لا بد أن يعرفها القارئ.
عندما اتصلت ليلة الحوار بالأستاذ عماد أديب سألنى عن الموضوعات التى سأتطرق لها ؟ فأجابته في الشأن الإعلامى والسياسي. قال: معذرة لأننى لا أريد التحدث في أى شأن إعلامى فقد سبق وكنت مرشحًا وزيرًا للإعلام، كما أننى لا أريد التجريح في زملائي، لكن إذا أردت الحديث في السياسة فأنا "تحت أمرك" وممكن أن أجلس معك 10 ساعات، ولأن فرصة الجلوس مع عماد أديب قد لاتتكرر كثيرًا فوافقت على طلبه، واحتراما لرغبته قررت الابتعاد عن توجيه أى أسئلة تخص الشأن الإعلامى إلا فيما يتعلق ببرنامجه.
فى الموعد المحدد ذهبت وزميلى المصور (أيمن حافظ) إلى منزله واستقبلنا الأستاذ عماد بحفاوة وترحاب بالغين، واعتذرت له عن عدم الحضور يوم الجمعة (23 مارس الماضى) إلا أنه قال لى " لا أنا اللى آسف بس هذا هو الموعد المتاح لى"، في البداية كان اللقاء هادئًا وكان الإعلامى الكبير متجاوبًا معى أنا وزميلي أيمن حافظ ، لكن مع توجيه أسئلة معينة إليه، تتعلق بأن البعض يردد أن عودته للشاشة حاليًا جاءت بأوامر من المجلس العسكرى، وعن الحلقات التى سجلها مع عدد من أعضاء المجلس، كانت الإجابات بها شىء من التحفظ، رغم أن هذه الأسئلة تدور في أذهان الجميع ومن حق القارئ أن يعرف الإجابة عنها، ومن حق المصدر الإجابة عنها أو عدم الإجابة، لكن من حق الصحفى أن يوجه ما يشاء من الأسئلة، طالما لم يتم الاتفاق على عدم طرحها
.
وعندما وجهت للأستاذ عماد سؤالا قصدت من خلاله معرفة طبيعة العلاقة التى كانت تربطه بالرئيس السابق حسنى مبارك، خاصة أنه الإعلامى الوحيد الذى سُمح له بإجراء سلسلة من الحوارات مع مبارك قبل سنوات، لمعرفة الكواليس الأكثر قربًا التي كانت تدور في القصر الرئاسي.. انفعل الأستاذ عماد وظن أننى جئت للإساءة إليه، وهذا غير صحيح طبعا، أو لأقوم بعمل انفراد صحفي على حساب شخصه، وهى أمور لم تخطر على بالى أصلا، فعلاقتى بالمصادر تقوم على الاحترام المتبادل، وكل ما كنت أريده تصحيح مفاهيم خاطئة فى أذهان الناس والرد عليها بإجابات مقنعة، ومعرفة الكثير من المعلومات غير المتداولة عن النظام السابق.
ولأن ما حدث معى خارج عن نطاق المألوف من إعلامى كبير فى حجم عماد الدين أديب، رأيت من الضرورى أن أشرح تفاصيل ما جرى خلال الحوار، بهدف حق القارئ في معرفة لماذا لم يكتمل الحوا ، مع أن الأستاذ عماد أكد فى حواره، الذى لم يكتمل، أنه شخص يتقبل النقد وعلى استعداد للتعامل مع الهجوم وقال " هذه الأمور لاتفرق معى".
وفى السطور التالية نعرض تفاصيل حوار لم يكتمل بالصوت والصورة:
-فى الأيام الأولى للثورة، شاهدنا المحلل السياسى عماد أديب يظهر بشكل مكثف ويتعرض لمجريات الأحداث ثم اختفى فجأة، هل لنا أن نعرف أسباب الاختفاء؟
== ماحدث في مصر حدث جلل، ولم يتخيل أحد منا أن هذه الثورة ستأتى بهذا الشكل، فالكل توقع أن يكون هناك رد فعل عنيف فقط أو ما يعرف باسم "ثورة الجياع" وسبق أن ذكرت ذلك في إحدى حواراتى قبل الثورة بشهر، ورغم أنه في حقيقة الأمر حدث معدل نمو في الاقتصاد المصري وصل إلى نسبة 7.5%، لكن هذه التنمية لم تظهر آثارها الإيجابية على الطبقات الفقيرة، وهو ما يعكس وجود خلل اجتماعى. لذلك لم أتوقع أن تكون هناك ثورة شبابية سلمية يقوم بها أفراد يعيشون الواقع الافتراضي "الفيسبوك"
.
ولحسن حظى التقيت أكثر من مرة بشباب، وأحدهم قال لى "تنصحنا بإيه" فقلت له: أنا لا أستطيع نصيحتكم لأننى أتعلم منكم، لكن إذا جاز لى أن أنصحكم سأقول لكم شيئين.. الأول أن تنضموا لأحزاب سياسية وتكونوا قيادة تستطيعون من خلالها أن تدافعوا عن أفكار الثورة، وأن تدخلوا في مؤسسات شرعية ومن بعدها يمكن المشاركة في الانتخابات، من أجل تحقيق برامج الثورة، فنحن الآن وقفنا عند مرحلة "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" وهذه مبادئ عظيمة لا يختلف عليها أحد، لكن كيف نحولها إلى نتيجة ملموسة، فالثورة الفرنسية سبق ورفعت شعار "حرية، إخاء، مساواة" لكنها آخذت سنوات طويلة من المجازر بين مناظرى الثورة أنفسهم لكى يحولوا برامج الثورة إلى أهداف ملموسة بالفعل.
أما النصيحة الثانية فهى ألا يصطدموا بالمؤسسة العسكرية، ليس لكونها مؤسسة عسكرية، لكن لأنها المؤسسة الحاضنة للفترة الانتقالية، حيث إنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بشىء تنفيذى إلا إذا حدث حوار وتفاوض مع المجلس، لكن دون أن يحدث صدام، لأن ذلك سيؤدى إلى تعطيل الإنجاز. ومع الأسف أن النصيحتين لم يتحقق منهما شىء.. فحتى الآن الثورة لم تستطع أن تنتظم في أحزاب سياسية
.
-ماذا عن الفترة التى ابتعدت فيها؟
== كنت أبحث فيها عن إجابات لسؤال معين وهو لماذا حدث ماحدث، وماهى تبعياته؟ وهذا ما ذكرته في آخر حوارتى قبل أن أسافر خارج القاهرة في الفترة الماضية، كما أنى سبق وذكرت أننى أخشى من اختطاف الثورة من أبنائها الشرعيين، وخلال فترة سفري قرأت كثيرًا وناقشت أشخاصا مختلفين،. ثم عدت ومعى رؤية أكثر صوابًا وحددت المشكلة وهى أن النخبة في مصر لديها حالة احتكار الصواب "فالكل يرى نفسه على صواب" إضافة إلى انعدام فكرة الحوار وعدم وجود فكرة التفاوض بين جميع الأطراف.
-تقول إن الثورة لم تستطع حتى الآن الانتظام في الأحزاب السياسية رغم أعداد الأحزاب التى نشأت خلال فترة ما بعد الثورة؟
== هناك أحزاب كثيرة، لكن ما هو الناتج الفعلى منها؟ النتيجة هى وجود 5 أعضاء فقط من الأحزاب في البرلمان، وقد كان حلمى أن أغلب أعضاء البرلمان من شباب الثورة أو المؤيدين لها من النخبة التى تؤمن بالتغيير والتطوير لكن الذى ورث الثورة قوة تقديرية وهى "تيارات الإخوان المسلمين"، وكانت المفاجأة فيما بعد هى ظهور التيار السلفي، وجاءت هذه التيارات عن طريق صندوق انتخابي حر لا نستطيع أن نشكك في نزاهته لكن هذه القوى في النهاية لم تأت بشىء
.
-من الذى سرق الثورة، أو ما هى الأسباب التى جعلتها تسرق؟
== الذين سرقوا الثورة كثيرون، وأنا طول عمرى ضد الإجابات السهلة، فنادرًا ما يجد الواحد أشخاص يدعون عدم المعرفة أو أن أحدا يقول إنه يجتهد من أجل الفهم، لكن بالنسبة للأسباب التى جعلت الثورة تسرق هى مسئوليات مشتركة، في مقدمتها الثقافة السياسية لجميع الأطراف. فالمجلس العسكري ليس طرفًا في السياسية فيمكن أن يؤثر فيها لكنه ليس لديه تراكم خبرة، وايضًا الثوار الذين نزلوا إلى الشارع فجأة واكتشفوا أنهم يسيطرون على الموقف وأنهم غيروا النظام. في النهاية هناك أشياء يعلمون أنهم لايريدونها، لكن ليس لديهم برنامج محدد لها، بمعنى "مشعارف مطالبى"، وأعتقد أن الثوار حاليًا بدأوا يدخلون في مرحلة مراجعة ويضعون نقاط محددة لمشاكلهم. كما أن النخبة السياسية في مصر لعبت دورًا انتهازيًا، وانصرفت إلى معاركها الشخصية. بالإضافة إلى أن القوى المنظمة الوحيدة كانت جماعة الإخوان المسلمين لأنها موجودة في الشارع منذ 82 عاما. واشتغلت من اليوم الأول للثورة على فكرة أن الجماعة تتحول إلى حزب وتكثف نشاطها الاجتماعى في البلد، وأن تصبح هى مشروع الدولة البديلة رغم كل التظاهرات التى تحدث حولهم، فجميعهم كانوا يركزون على عملية التعبئة وجلب الأصوات لصالحهم
.
-لكن جميع الآراء في الشارع تؤكد أن جماعة الإخوان لديها كثير من الانتهازية؟
== أنا لاأحب كلمة انتهازية لأن لعبة السياسة فيها "إنتهازية" وبها توازنات كثيرة، وهناك فرق بين الذين يعملون الثورة، والذين في أيديهم مقاليد الحكم. وبصفة عامة الأخوان تحركوا بشكل منطقي لأنهم كانوا يعلمون مطالبهم من البداية فبعد أسبوع من انتهاء الثورة أصبحت الجماعة شرعية، كما سعت لتكوين حزب ومقر وجريدة ومحطة تلفزيون، ثم إعادة تنشيط كل الخلايا النائمة لتخرج على السطح وتعمل بكثافة. هذا علاوة على إستعدادهم للإنتخابات جيدًا عن طريق حل مشاكل الناس بداية من أنبوبة البوتجاز وشنظة رمضان وملابس العيد واللجان الشعبية والدروس الخصوصية يعنى "بيزنس سياسة"، وهى أمور جعلت الناس تخرج من منازلها لتقف في الطوابير الانتخابية وتنتخبهم، لذلك فالأخوان حصلوا على أكثرية وليست أغلبية لأنهم حصلوا على 47%، وإذا انضم إليهم التيار السلفي سيصبحون 72%، وبالتالى أصبح الصوت الإسلامى يشكل أغلبية، والصوت الإخوانى يشكل أكثرية بما فيها من رئيس البرلمان ورؤساء اللجان النوعية المهمة من عنده وهو الذى سيشكل الحكومة المقبلة سواء كانت "إسلامية نقية أو ائتلافية" كما أنهم يلعبون الآن بفكرة أنهم القوة الضاغطة التى ستؤثر في اختيار الرئيس المقبل
.
-ما هو رددك لما يقال على بعض مواقع التواصل الاجتماعى أن عودتك في الوقت الحالى جاءت بطلب من المجلس العسكرى؟
== "طب أنا أقدر أثبت إزاى عكس الكلام ده..علاقتى بالقوات المسلحة لم تتعد فكرة أننى كنت مجندا لديها في يوم من الأيام وغير ذلك الحمد لله "محدش بيدينى آوامر"، وليس لدى رد على مثل هذه الأمور، فنحن في الإعلام ليس لدينا منشورات سرية، فعملى يترجم على الشاشة أو على الورق ومن خلاله يستطيع أى شخص أن يحدد اتجاهى إذا كنت أعمل لدى ضميرى أو لأى طرف آخر، والذى يرانى أننى أسوأ إنسان فى الدنيا هذا حقه.. فأنا أحد الذين "لايزعلون"، فقد أجريت جراحة في مثل هذه الأمور من زمان لأننى عملت لدى صحف عربية في أوروبا وكانت تمتلئ بالشتائم فأنا مدرب على تحمل هذه الأمور، ولا أعتبرها إهانة لكن أنا مع نفسي أرى أن الذى أعمله يتوافق مع ضميرى". وبالنسبة لغيابي فى الفترة الماضية، أنا كنت في رحلة علاج مع والدتى خارج البلاد وحتى لو كنت موجودا كنت سألتزم الصمت
.
-لماذا لم تذاع سلسلة الحوارات التى سجلتها مؤخرًا مع أعضاء فى المجلس العسكري حتى الآن.. وهل كان الفريق سامى عنان من بين هؤلاء؟
== أولًا أنا لم أسجل مع الفريق سامى عنان، وبالنسبة لعدم إذاعة الحوارات هناك اتفاق بينى وبين الشخصيات التى سجلت معها على إذاعتها عندما يأتى موعدها.
- ما هو مضمون هذه الحلقات؟
== تأريخ للفترة الانتقالية التى مرت بها البلاد، منذ فترة ماقبل الثورة ومابعدها والقضايا المهمة التى مررنا بها.
-هل كانت المبادرة بتسجيل هذه الحوارت من شخصك أم من قبل أعضاء المجلس العسكري؟
== المبادرة جاءت من شخصي، فكما سبق وطرقت الباب على المعارضة وشباب الثوار والإخوان المسلمين وأجريت معهم حوارات، طرقت الباب على أعضاء المجلس العسكرى لأننا في بلد بها جميع الأطياف السياسية ولابد من التحاور معها جميعًا.
-ألم يكن لديك تخوف من تسجيل هذه الحلقات..على اعتبار أن البعض ممكن أن يعتبرها مجاملة للمجلس العسكري؟
== ليس لدى تخوف من شىء، والسؤال الذى أتمنى توجيهه إلى هو ماذا قلت لهم وليس من هم الذين سجلت معهم؟، وأنا عندى مبدأ ولاقيت بسببه مشاكل كثيرة، فأى شخص قابل للحوار لابد أن أقوم بواجبى معه، فقد سبق وحاورت نيتانياهو وحسن نصر الله، ومعمر القذافي والمعارضة الليبيبة وزعماء الشيعة وأسر شهداء القدس والمستوطنين هناك وغيرهم "فأنا جورنالجى شغلتى الحوار"
.
-طيب.. ماهى الأسئلة التى قمت بتوجيهها لأعضاء المجلس العسكرى ؟
== لما يطلع الحوار قَيِّمه.. لكن أنا هاجى اأبرع لحضرتك وأقول لك ماذا حدث في الحوار، فهذا ليس ملكى بل ملكًا لأصحابه ولمحطة "سي بي سي" وعندما يعرض الحوار من الممكن أن تسألنى وتقول لى تقييمك/ وعما إذا كنت جاملت أحدا أو أخطأت في معلومة ما.
-هل الشخصيات التى سجلت معها من أعضاء المجلس العسكرى قد ظهروا بالفعل أم اننا سنراهم لأول مرة.. معذرة هل يمكن أن نذكر أسماء بعض الشخصيات؟
== هناك أشخاص معروفة وظهرت سابقًا، وآخرون سيظهرون لأول مرة، لكن لا أستطيع أن أفصح عن اسم أى شخصية.
-لماذا تخرج أغلب حلقات برنامجك "بهدوء" مسجلة؟
== سبق وبدأت ببرنامج "على الهوا" لمدة 11 عامًا يبث على الهواء، لذلك كنت أريد أن أغير اتجاهى عند عودتى مرة آخرى، وفكرة برنامج "بهدوووء" مناقشة قضية مع الناس بهدوء بهدف معرفة الحقيقة وليس المشاجرة أو التجريح في الآخرين وهذا لايتطلب أن يكون البرنامج على الهواء، إضافة إلى أن الإذاعة على "الهواء" مكلفة للغاية، وهناك بعض الحلقات تستدعى الخروج على الهواء مباشرة كما سبق وخرجت في الأربع حلقات الأولى من البرنامج
.
-عماد أديب اسم تتهاتف عليه الفضائيات.. لماذا اخترت قناة "سي بي سي" تحديدًا للعودة من خلالها؟
== لثلاثة أسباب، لأنها القناة التى ارتضت بشروطى بعدم التدخل في المادة التى أناقشها، كما أن بها ملاك وإدارة محترفة، رأيت راحتى معهم إضافة إلى أننى مع مجموعة من الزملاء الأعزاء الذين أطمأن لوجودى معهم.
-سبق وذكرت في إحدى تصريحاتك أن الرئيس القادم سيختاره المال السياسي.. كيف ترى المنافسة بين مرشحي الرئاسة وهناك ثلاثة من المرشحين ينتمون للتيار الاسلامى؟
== ا لمشكلة ليست في الإسلاميين لكن في المشهد العام كله، فهذه الانتخابات تدار في ظرف سياسي مرتبك وفق قواعد منظمة مختلة، وأهم عنصر في الانتخابات الرئاسية التنافسية ليس فقط سلامة الصندوق الانتخابي، لكن الأهم من ذلك هو سلامه العملية الانتخابية، والتى تتأثر بعدة أمور أولها الحق المتساوى لكل المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط بأن يدلوا بآرائهم ويستطيعوا أن يعرضوا برامجهم بشكل عادل ومحايد، حتى تترك الفرصة للجماهير في الاختيار خاصة وأن هذه أول تجربة تحدث بعد الثورة، كما أنه حتى تكون العملية الانتخابية سليمة فلابد من عدم غلبة قوة مرشح على الآخر نتيجة "المال السياسي"، ويدخل في ذلك قوة المال في الدعاية والترويج ولهذا فالدول المتقدمة تضع لوائح منظمة للانتخابات بالنسبة لتلاقي التبرعات ومصادر الكشف عن الأموال
.
إضافة إلى تحديد حد أقصي لكل المرشحين..ومن قراءاتى لما حدث في الانتخابات البرلمانية ثم إجراء التوكيلات والمحاضر التى حررها البعض في أقسام الشرطة ضد بعض المرشحين "يعنى أنتى علشان تعملى 30 ألف توكيل ممكن أن الرقم يصل في المرحلة الأولى من 1.5 إلى 6 مليون رغم أن الحد الأقصي للمعركة 10 ملايين فقط" لذلك نحن أمام شراء ذمم وليس اختيارات شعب، والهدف في النهاية أن تحدث انتخابات نزيهة تؤدى أن يقول الناخب المصري كلمته ويختار رئيسه بمحض إرادته، وهذا المبدأ أؤكد لكى أنه لن يتحقق.
-تعتقد أن وجود المادة 28 في قانون الإنتخابات الرئاسية والخاصة بعدم الطعن في قرارات اللجنة العليا للانتخابات سيكون عائقًا أكبر في اختيار الشعب مرشحه الأفضل للرئاسة؟
== بالتأكيد لأنها مادة ديكتاتورية، فلا يوجد شىء فالدنيا يمكن مناقشته والاعتراض عليه أو الطعن فيه "ده حتى الكتب السماوية فيها مناقشات وجدال فما بالك بممارسات لجنة"، لكن الناس انصرفت تتناقش في هذه المادة، ولم تقف أمام المادة التى لها علاقة بمصادر التمويل، وهنا أنا أتعجب من حالة الصمت الرهيب من الجميع، فكيف أكون مرشحًا للرئاسة وأمامى 3 أشياء تجعلنى لا أدخل معركة الرئاسة وهى أننى إذا دخلت الانتخابات لا أعلم أننى إذا أصبحت رئيسًا سأتبع أى نظام برلمانى أم رئاسي أم مختلط "يعنى أنا نازل رئيس وخلال" إضافة إلى أن المرشح لايعلم مشاركته للانتخابات وفق لأى دستور، كما أن اللجنة التى تكونت كانت بطريقة ديكتاتورية ليس لها أى علاقة بصياغة الدستور، لأن لجان صياغة الدستور ليس لها علاقة بالأغلبية أو الأكثرية لأنها حالة مؤقتة ممكن أن تكون موجودة اليوم ومتغيرة غدًا بمعنى أن البرلمان الحالى ممكن أن يكون غير موجود بعد 6 شهور أما الدستور فيرسخ لفكرة الأبدية ولا يتغير
.
-مَن مِن المرشحين الحاليين تعتقد أنه يمكن أن يصلح ليقود هذه المرحلة؟
== لايعنينى هذا الأمر، لأن "السؤال اللى المصريين بيسألوه دائمًا من؟ بينما السؤال لابد أن يكون كيف؟"، فالنظام نفسه فاشل ومتعفن وكان رأيي أن الناس بدلًا من أن تحتج على رئيس تعترض على الطريقة التى جاء بها.
-أفهم من ذلك أنك قررت مقاطعة الانتخابات الرئاسية؟
== أنا أدعو المصريين لثلاثة أشياء، أولها الاحتجاج بأن يعترضوا على الهيئة التأسيسية للدستور، وأيضًا كيف أن يأتى الرئيس بدون دستور، وأن يحتجوا على النظام الانتخابي الذى يحمل نقطتين بهما عوار وهما المادة 28، وقضية المال السياسي
.
-البعض يعتقد أن هناك صفقة سياسية ما بين المجلس العسكري والإخوان .. ماذا ترى؟
== ليس هناك شىء واضح يؤكد ذلك، فلم نر في سماء الأحداث هلال هذا التوافق يسطع علينا بل على العكس، نرى حالة من التخبط والارتباك، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم "بملاعبة" كل القوى. وعفوًا أن أقول "بأنها تلقي لها عظمة الترشيح" فكل القوى تركع على ركبتيها من أجل الحصول على الرضا الإخوانى، وحتى الآن لا أحد يعلم من هو مرشح الأخوان للرئاسة، إضافة إلى أن جماعة الإخوان تريد إسقاط حكومة الجنزورى المباركة من المجلس العسكرى إضافة إلى أن كل وسائل الإعلام المملوكة للإخوان تهاجم سياسة المجلس العسكري والحكومة، وأيضًا هناك تصريحات جاءت على لسان قيادات إخوانية في البرلمان تطالب بمحاسبة المجلس العسكري بعد انتهاء مدته.. لذلك لا يوجد شكل لهذه الصفقة.
-كيف تقرأ الدستور القادم لمصر؟
== إذا جئت بطباخ هندى، عندما يدخل المطبخ سيطبخ لك أكل هندى". وطالما أن لديك لجنة بهذا الشكل فماذا تعتقدى أن تكون النتيجة؟ . بالمناسبة كل ما أقوله لا يحتاج إلى أى نوع من العبقرية، لكن من الواضح أن هناك حالة من الاستغباء أو الاستغناء عن الحقيقة، بمعنى أنه لايوجد أحد يريد احترام عقولنا أو أنه يرفض الحقيقة الموجودة ويحاول أن يخلق واقعًا افتراضيًا بعيدًا عن المنطق.
-ماهو تقييمك للبرلمان الحالى بعد مرور شهرين على وجوده؟
== صوت عال وآداء منخفض.
-أعود بك إلى الماضي، وأسألك عن حقبة الرئيس السابق خاصة وأنه قيل أنك كنت تعمل مستشارًا سياسيًا له..
هنا قاطعنى الأستاذ عماد أديب وقال: من أين جئت بهذه المعلومة فأجبته: أن هذا الكلام شائع في أذهان كثيرين، فعاد وقال: كلام منين .. فلكي يحدث ذلك لابد أن يكون هناك قرار جمهورى صدر بذلك أو أننى سلكت سلوكًا يؤكد ذلك، ولكى تكملى هذا السؤال لابد أن يكون نابع من نقطة واقعية.
-قلت كويس جدًا إن حضرتك وضحت لنا هذه المعلومة لأن هذا كان كلامًا يقال طوال الوقت، فعاد وقال لى: كلام جيبتهولى منين، 90% من الكلام من على الإنترنت "فيسبوك وتويتر" خناقات ناس مع بعضها" .. فالخبر ياسيدتى كما درسناه في ألمانيا وبريطانيا يقوم على أركان بمعنى ماهو المصدر السليم الذى أستقتى منه المعلومة لأن هذا الخبر إذا صح فإن هذا سيجعلنى موقعًا لازدراء أقرانى
- هنا تدخل زميلي أيمن حافظ وقال له: أكيد حضرتك محتاج ترد على مثل هذا الكلام؟
== فقال له الأستاذ عماد أرد ليه، يعنى أنا دلوقتى لما آجى أقولك أنك أخدت 10 مليار أخدتهم من غسيل أموال وهنا سندخل في حالة اللامعقول، فاذا كنت أنا مستشار لرئيس الجمهورية كنت هروح عام 2005 أنتج فيلم "عمارة يعقوبيان" الذى ينتقد النظام ومجلس الشعب يقدم استجوابًا لإيقاف الفيلم، وبعدها في 2007 و2008 و2009 أطالب بالخروج الآمن للرئيس، وأقول أنه إذا تولى جمال مبارك الحكم ستصبح هناك كارثة ثم حوارى مع الإعلامية دينا عبد الرحمن والذى قلت من خلاله أن الذى نصح الرئيس بتزوير الإاتخابات في 2010 هو نفسه من يريد إسقاط النظام وأن البلد ذاهبة نحو كارثة.. وأضاف: آه أعرف الرئيس نعم كنت أعرفه.. بكلمه طبعًا كنت بكلمه زى ما بكلم أى حد.. يعنى أنت متخيل أن فيه صحفي بيشتغل في السياسة ليسعى للحديث مع الرئيس.
-هنا عاد زميلي أيمن وسأله قائلًا: هذا الكلام يقال لأن حضرتك كنت من أكثر الإعلاميين الذين حاوروا الرئيس، فأجاب الأستاذ عماد: مش أكثر واحد والله، ياجماعة صلوا على النبي، الرئيس ياجماعة كان بيكلم رؤساء تحرير الصحف كلهم كل يوم، وأنا أقل واحد كان بيكلمه ولكن ليس من المهم هو كان بيكلمهم إزاى أو بيسمع منهم إيه، فالرئيس بالنسبة لى مصدر رفيع المستوى وانا كصحفي مهم لى أن أتواصل معاه مثل أى رئيس سيأتى إلى مصر، وأنا علاقتى بدأت بالرئيس منذ أن كنت أعمل كمحرر لشئون الرئاسة في جريدة الأهرام في عهد الرئيس السادات وكان وقتها مبارك نائبًا له، وبالتالى فقد كنت معه في بعض السفريات والأحداث لذلك فأنا أعرفه، وأكثر ناس سربت هذا الكلام هما أكثر ناس كانوا بيكلموه علشان يسخنوه على كل حد كان عنده رؤية شريفة.
-هنا أحببت فقط أن أوضح للأستاذ عماد أن معلومة أنه كان يعمل مستشارا للرئيس لم آت بها من على الإنترنت حسبما أعتقد ، لكن من بعض الصحفيين العاملين في مؤسسته بالعالم اليوم الذين تجمعنى علاقة بالبعض منهم فرد على .وقال لى: طب ياسيتى أنا مالى، إنت دلوقتى بدخلينى في قضية معقدة. أولًا أننى مستشار وقريب من الرئيس وبعدين زملائي اللى أنا رئيسهم هما الذين قالوا ذلك..يعنى انت عاوزة توصلي لإيه، وهيفيدك بإيه..أنا ممكن أريحك وأقولك أننى أسوأ إنسان في الوجود، وأنا ليه أقعد مع حضرتك في كرسي المحاكمة.
- مرة أخرى تدخل زميلي أيمن حافظ وقال له: لا نقصد من هذا الحديث مهاجمة حضرتك.
== عاد وقال أديب: أفهم ماهى الفائدة التى تعود على المواطن المصري من الإجابة على هذا السؤال غير أنه سيسىء إلى، يعنى أنت هتروح بيتك مبسوط أنك عملت حديث دمه خفيف وقطعت الراجل فيه، وهترفعه على اليوتيوب، طب أنا كسبان إيه من فكرة أنى أطلع أقول إن زملائي هما اللى بيقولوا عليِّ أننى كنت أعمل مستشارا للرئيس.
- أحسست بضيق أستاذ عماد أديب فقلت له: والله يا أستاذ عماد لم أقصد الهجوم عليك أو أنى أفتعل سبق صحفي على حساب شخصك فقاطعنى وقال لى: "طيب حضرتك إذا استمرِّتى في هذا النهج ممكن حضرتك تشربي شاى وقهوة ومكملش"..يعنى أنت سعيت إنك تقعدى معايا ليه؟ فأجبته للتحدث في الشئون السياسية فرد على: اللى أنتى بتعمليه ليس له علاقة بالسياسة.
- عندما عدت لسؤاله عن تقييمه لفترة حكم الرئيس مبارك قاطعنى وقال لى: معنديش إجابة وأى سؤال هتسأليهونى هقولك معرفش خلاص..أنا آسف..فقلت له: هوحضرتك توترت ليه..فرد علي: أنا غير ساع لأن أكمل الحوار وحضرتك معاك الحاجات الجميلة دى تقدرى تحطيها على النت، ثم طلب من زميلي أيمن إغلاق الكاميرا.. وانتهى الحوار.
في حوار لم يكتمل.. عماد أديب: أجريت لقاءات مع أعضاء بـ"العسكرى" ستذاع في موعدها - بوابة الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق