تعلمنا منذ نعومة أظافرنا ما هي أهمية الكلمة و كيف هو حسن التخاطب مع الغير و الأسلوب و الصياغات التي توضع فيها الرؤى و الأفكار , , و كيف هي الكلمة قد تؤدي إلى إقناع الآخر بما قد يكون ليس صوابا أحيانا , , و كيف هي تؤدي إلى رفض الحق و لو كان أبلجا , , و أخص هنا الكلمة الإعلامية المرئية تحديدا, بما لا يخل بأهمية الكلمة عموما.
و الكلمات الإعلامية في مجتمعنا مرت بمراحل تتطور , , إبان ثورة يناير و بعدها , , فلقد كانت الكلمة في الإعلام قبل الثورة حافزا قويا و مؤثرا أثر بشكل كبير في قيام ثورة يناير , , لأن الإعلام في حقبة ما قبل الثورة قد كشف الكثير من أوجه الفساد "بما كان مسموحا به له" و عرف الناس مجريات كثيرة محيطة بهم و أثار قضايا رأي عام سمّعت الشعب كله كقضية العبارة و احتراق القطار و غيرها كثير.
و بذلك فقد تربع الإعلام على عرش مصداقية الكلمة لدى المواطن المصري بعد ثورة يناير بشكل تام , خاصة الخاص منه , بعد سقوط الإعلام الرسمي في الثمانية عشر يوما التي سقط فيها النظام البائد , , و راح الناس يتلهفون على كلمات الإعلام يصدقونها تصديقا.
و دور الإعلام في حقيقته لابد و أن يكون محايدا , يطرح القضايا و يلقي عليها الضوء و يكشف الفساد و يقدمه للناس ليس ليوجه الناس إلى اتجاه ضد الآخر أو معه ,إنما هو ليطرح على الناس كل الحقائق و الحقيقة دون تزييف أو إخفاء.
لكن الذي حدث و خصوصا في الإعلام الخاص , هو استغلال هذا القبول لدى الناس , و البدء في توجيه الرأي العام مع أو ضد دون أدنى مسئولية تجاه مصر و أبنائها , , و التي تلقف أبناؤها هذا التوجيه , , و راحوا يُستقطبون يمنة و يسرة , , بما نتج عنه فرقا و شيعا , , لا يتصور بعضهم الالتقاء بالآخر كما إلا كما يتصور لقاءه مع الشيطان الرجيم و أصبح الفريق الآخر بالنسبة له هو الخصيم المبين.
هذه الحالة المتردية , , التي تسبب فيها إعلام الإثارة و التوجيه و استغلال قبول الناس للإعلام قد مهدت الطريق بشكل كبير لكل أعداء تلك الثورة في أن يخترقوها في مفاصل مهمة و قاسية إن لم تكن قاتلة , , فبدلا من أن يلتقي الناس على الأهداف الكبيرة و ضرورة تحقيقها , , اتجهوا لتبادل الاتهامات و التلاسن الحاد و التضاد المتعدي و المستهزئ بالآخر كثيرا, , مما أثر بإيجابية على من هم ضد ثورة يناير و سمح لهم بسهولة أن يثيروا فتناً تتبعها فتنا , , مرورا بالبالون ثم ماسبيرو ثم محمد محمود و الوزراء ثم هاهي الآن موقعة بورسعيد و محمد محمود الجديدة , ,
إن هذا المشهد المؤلم على ساحة العمل السياسي الوطني اليوم في مصر , بين أبناء ثورة يناير من شعب مصر العظيم , لهو نتاج سيء لما قام به الإعلام و بالأخص الخاص منه, على مدى سنة كاملة بعد الثورة المباركة , , و نتيجة حتمية للتوجيه الذي مارسه هذا الإعلام ليل نهار في مكلمات الثرثرة الفضائية ليتلقفه الناس بطيب خاطر و لينقسموا على أنفسهم و ليسهل على عدوهم اختراقهم و استثارتهم ضد بعضهم البعض , حيث ضعف البناء المجتمعي الذي يستطيع أن يصد المؤامرات التي توالت على الناس أصحاب الثورة تترى, و بالتالي أضعف مقدرة المجتمع على القيام بالمسئولية الجماعية المجتمعية التي يجب أن تتعاون في المأزق الأمني الذي نعيش.
و لا نغفل هنا أهمية أن يتيقظ شعبنا المصري العظيم إلى تلك التقسيمات التي أصبح فيها مغرقا بسبب هذا الإعلام , , و أن عليه أن يعي بان ليس له مخرج من تلك الأزمات المتعددة إلا بتوحد الكلمة و نسيان المصالح الأيدلوجية الضيقة الخاصة بكل طيف سياسي, للوصول إلى تحقيق الأهداف الكبرى للثورة و ليست التفاصيل التي يدفعونه إليها دفعا.
و اذكر كلمة المبدع عبد الرحمن الشرقاوي في رائعته الحسين ثائراً, على لسان الحسين حين قال: "الكلمة فرقانٌ , , بين نبيٍ و بغي" , ,
و هي أبلغ رسالة يمكن أن نقدمها إلى الإعلام اليوم لعله يوما أن يرعَوي.
و الكلمةُ فرقانٌ , بين نَبيٍ و بَغي , , يا إعلام .. مهندس أشرف كرم .. بوابة الأهرام
و الكلمات الإعلامية في مجتمعنا مرت بمراحل تتطور , , إبان ثورة يناير و بعدها , , فلقد كانت الكلمة في الإعلام قبل الثورة حافزا قويا و مؤثرا أثر بشكل كبير في قيام ثورة يناير , , لأن الإعلام في حقبة ما قبل الثورة قد كشف الكثير من أوجه الفساد "بما كان مسموحا به له" و عرف الناس مجريات كثيرة محيطة بهم و أثار قضايا رأي عام سمّعت الشعب كله كقضية العبارة و احتراق القطار و غيرها كثير.
و بذلك فقد تربع الإعلام على عرش مصداقية الكلمة لدى المواطن المصري بعد ثورة يناير بشكل تام , خاصة الخاص منه , بعد سقوط الإعلام الرسمي في الثمانية عشر يوما التي سقط فيها النظام البائد , , و راح الناس يتلهفون على كلمات الإعلام يصدقونها تصديقا.
و دور الإعلام في حقيقته لابد و أن يكون محايدا , يطرح القضايا و يلقي عليها الضوء و يكشف الفساد و يقدمه للناس ليس ليوجه الناس إلى اتجاه ضد الآخر أو معه ,إنما هو ليطرح على الناس كل الحقائق و الحقيقة دون تزييف أو إخفاء.
لكن الذي حدث و خصوصا في الإعلام الخاص , هو استغلال هذا القبول لدى الناس , و البدء في توجيه الرأي العام مع أو ضد دون أدنى مسئولية تجاه مصر و أبنائها , , و التي تلقف أبناؤها هذا التوجيه , , و راحوا يُستقطبون يمنة و يسرة , , بما نتج عنه فرقا و شيعا , , لا يتصور بعضهم الالتقاء بالآخر كما إلا كما يتصور لقاءه مع الشيطان الرجيم و أصبح الفريق الآخر بالنسبة له هو الخصيم المبين.
هذه الحالة المتردية , , التي تسبب فيها إعلام الإثارة و التوجيه و استغلال قبول الناس للإعلام قد مهدت الطريق بشكل كبير لكل أعداء تلك الثورة في أن يخترقوها في مفاصل مهمة و قاسية إن لم تكن قاتلة , , فبدلا من أن يلتقي الناس على الأهداف الكبيرة و ضرورة تحقيقها , , اتجهوا لتبادل الاتهامات و التلاسن الحاد و التضاد المتعدي و المستهزئ بالآخر كثيرا, , مما أثر بإيجابية على من هم ضد ثورة يناير و سمح لهم بسهولة أن يثيروا فتناً تتبعها فتنا , , مرورا بالبالون ثم ماسبيرو ثم محمد محمود و الوزراء ثم هاهي الآن موقعة بورسعيد و محمد محمود الجديدة , ,
إن هذا المشهد المؤلم على ساحة العمل السياسي الوطني اليوم في مصر , بين أبناء ثورة يناير من شعب مصر العظيم , لهو نتاج سيء لما قام به الإعلام و بالأخص الخاص منه, على مدى سنة كاملة بعد الثورة المباركة , , و نتيجة حتمية للتوجيه الذي مارسه هذا الإعلام ليل نهار في مكلمات الثرثرة الفضائية ليتلقفه الناس بطيب خاطر و لينقسموا على أنفسهم و ليسهل على عدوهم اختراقهم و استثارتهم ضد بعضهم البعض , حيث ضعف البناء المجتمعي الذي يستطيع أن يصد المؤامرات التي توالت على الناس أصحاب الثورة تترى, و بالتالي أضعف مقدرة المجتمع على القيام بالمسئولية الجماعية المجتمعية التي يجب أن تتعاون في المأزق الأمني الذي نعيش.
و لا نغفل هنا أهمية أن يتيقظ شعبنا المصري العظيم إلى تلك التقسيمات التي أصبح فيها مغرقا بسبب هذا الإعلام , , و أن عليه أن يعي بان ليس له مخرج من تلك الأزمات المتعددة إلا بتوحد الكلمة و نسيان المصالح الأيدلوجية الضيقة الخاصة بكل طيف سياسي, للوصول إلى تحقيق الأهداف الكبرى للثورة و ليست التفاصيل التي يدفعونه إليها دفعا.
و اذكر كلمة المبدع عبد الرحمن الشرقاوي في رائعته الحسين ثائراً, على لسان الحسين حين قال: "الكلمة فرقانٌ , , بين نبيٍ و بغي" , ,
و هي أبلغ رسالة يمكن أن نقدمها إلى الإعلام اليوم لعله يوما أن يرعَوي.
و الكلمةُ فرقانٌ , بين نَبيٍ و بَغي , , يا إعلام .. مهندس أشرف كرم .. بوابة الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق