الجمعة، 3 فبراير 2012

احكموا أو ارحلوا.. يرحمكم الله .. د.لميس جابر - الوفد


الحزن يخيم علي الجميع.. والألم يعتصر الأمة وخيبة الأمل نستنشقها مع الهواء.. السواد صبغ الأيام القادمة والتشاؤم يسيطر علي الأجواء والوجوم ارتسم علي كل الوجوه وما حدث كان متوقعاً لكل ذي بصيرة وعقل وكل من هو مهموم بالوطن فقط وبمصر فقط دون أن تعمي بصره مصلحة أو تخرسه عن قول الحق مكاسب..

كل من هو مواطن مصري فقط لا يسبق اسمه لقب ناشط ولا عضو في حركة ولا منسق ولا مؤتلف ولا ثائر ولا متظاهر ولا إعلامي ولا صحفي ولا حزبي ولا مرشح ولا منتخب ولا شرطي ولا جندي أو ضابط قوات مسلحة ولا رئيس جمهورية محتمل.
ما حدث كان متوقعاً لكل مصري لا يتكسب بالدولار ولا الريال ولا الدراهم ولا يصدق كذب الإعلام وحرائق الفتنة والتحريض علي رفض أحكام القضاء وأخذ الحق باليد والقصاص بالسلاح ما حدث كان متوقعا لكل من هو خارج مخططات التقسيم والتجزئة والانهيار ولكنه يراها بكل دقة ويسمع وقع أقدامها تقترب ولماذا الذهول والاندهاش وقد سبق هذا المشهد الدامي مشاهد عديدة تعمد مؤلفوها ومنفذوها صنع الصدام الممنهج خطوة بخطوة في البداية كان بين المسلمين والأقباط وحرقت كنيسة أطفيح ثم كنيسة إمبابة وبينهما كانت المظاهرات من أجل "أختي كاميليا" والأسباب في الصحف فتاة مسيحية أسلمت أو فتاة مسلمة تنصرت والاثنتان مسجونتان داخل الكنيسة وحولهما أطنان من الأسلحة والذخائر.. ثم بعد ذلك كان صدام الألتراس مع الشرطة لغير ما سبب سوي إلقاء أكياس البول فوق رءوس الشرطي والضابط حتي ينزووا مرة أخري.. أحرقوا العربات وأتلفوا المنشآت ولم نعرف من هم ومن دفع لهم ومن حرضهم ثم كان الهجوم علي وزارة الداخلية نفسها وتحطيم الواجهة ونزع النسر والرمز والرقص والسباب ثم بطولة التسلق لنزع العلم الإسرائيلي في مسرحية خائبة هلل لها الاعلام واعتبروا أن هذا الشاب هو قاهر اسرائيل ومحرر فلسطين حتي وصلنا الي الصدام المروع بين الأقباط والقوات المسلحة أمام ماسبيرو وتم حبك القصة ليصدق الجميع أن الجيش قتل وذبح ودهس الأقباط وهو يهتف "الله أكبر كما قالت "الناشطة" وصرحت كشاهدة عيان في كل الفضائيات العربية والأجنبية وفي قلب واشنطن نفسها وطلبت الحماية من الجيش المصري الذي يريد قتلها ثم دخلنا الي نفق محمد محمود حيث قامت الحرب بين الشرطة والجيش من جهة وأطفال وصبية من جهة أخري كانوا يلقون بالأحجار والمولوتوف ولم نعرف حتي يومنا هذا ماذا كانوا يريد هؤلاء الذين لو قلنا انهم بلطجية قالوا لا إنهم متظاهرون ولو قلنا لماذا يحرق المتظاهرون المحلات والمدارس؟ قالوا انهم بلطجية ومن سقط منهم كان شهيداً وإن كان عاجبكم وتكرر ما حدث أمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء وحرق المجمع العلمي ولم نعرف كيف ولا من ولا لماذا حتي يومنا هذا ولماذا الصدام بين الجيش وحرائر مصر ثم كان الحدث الأخير لإسقاط المجلس العسكري أمام ماسبيرو ورأينا وسمعنا السباب والألفاظ و الإشارات المفزعة التي كان "زمان" لفظ واحد منها قادراً علي سجن من قاله لأحد العامة وليس لضابط من ضباط الجيش.
وهكذا يتوالي مسلسل إسقاط الدولة.. وها نحن نري الشرطة لا تكاد تتعافي حتي تتلقي الطعنات فتنزوي وعندما تحاول أن تعمل نري أن يديها مكبلة عاجزة عن تنفيذ القانون لديها تعليمات بعدم التعامل وضبط النفس حتي قطعت أنفاسها.. تعمل بلا عيون ولا آذان ولا معلومات بعد أن تم إغلاق أمن الدولة وتسريح عامليه علي المقاهي ولا أعرف لمصلحة من هذا التصرف؟ وهل توجد دولة في العالم تعمل بلا جهاز أمن دولة؟ والسلطة القضائية غارقة حتي أذنيها في القضايا لا تستطيع العمل بدقة وسط صخب محامي التعويضات راغبي الشهرة والمنظرة.. خائفة من الرأي العام بعد أن هتف وزير العدل مع الهاتفين نفاقاً للشارع وحماية للكرسي.. ومجلس الشعب المنتخب بدأ أولي جلساته بنفاق فائق الجودة لرواد الميدان حتي يتركوهم وشأنهم ليستمتعوا بإنجازهم التاريخي وليجلسوا علي مقاعد سعد زغلول والنحاس ود. هيكل والنقراشي ومكرم ومحمد محمود وغيرهم من فطاحل السياسة المصرية وهم متخيلون أنها جائزة وليست مسئولية وتركة ثقيلة.. أخذوا يهادنون الثوار حتي لا يهتفوا ضدهم بأنهم قد باعوا الميدان بمقاعد البرلمان ورغم النفاق والمهادنة فقد هتفوا ضدهم وذهبوا إليهم أفواجاً ليقتحموا المجلس الموقر لولا فرق الحماية الاخوانية والمؤسسة العسكرية تحاول نيل الرضا والحب وتحتفل بالثورة وتقرر 25 يناير عيداً قومياً قبل أن تعلن لنا من الذي هاجم الداخلية ووزارة الدفاع ومن الذي حطم مجلس الشعب والوزراء وحرق المجمع ومن الذي قتل الأقباط ورجال الجيش أمام ماسبيرو ومن الذي يحرض ومن الذي يدفع ومن هو الطرف الثالث الذي أصبح مصدر سخرية واستهزاء وكم عدد ضحايا الجيش والشرطة حتي وصلنا إلي ما نحن فيه الآن.
لذلك فأنا أناشد المجلس العسكري.. إن كنتم تخافون من فرض القانون بالحزم والحسم والقوة فأنتم تحملون وزر الخراب ودماء الضحايا.. وإذا كنتم تطلبون ود ميدان التحرير فهو يطالبكم بالرحيل ويسبكم بأفظع الألفاظ والإهانات وإذا كنتم تعدون الأيام والساعات حتي تسليم السلطة في شهر يونيو علي هذا المنوال فأبشركم أنه في هذا اليوم لن تكون هناك دولة ولا سلطة.. وإذا كان هذا هو قدرنا فاحكموا أو ارحلوا يرحمكم الله ويرحمنا.




اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - احكموا أو ارحلوا.. يرحمكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق