محمد صبحي
- كتب: صفوت دسوقي
- منذ 12 ساعة 9 دقيقة
تحت عنوان «عفواً ماما أمريكا» تبنت صفحة «نجوم وفنون» يوم السبت الماضي مبادرة التخلي عن المعونة الأمريكية ورصدت آراء المبدعين والاعلاميين في المبادرة التي دعا اليها الشيخ محمد حسان
والتي يهدف من ورائها الى استقلال ارادة وقرار مصر عن الولايات المتحدة التي ترى نفسها الحر الوحيد في جزيرة «العبيد» والحقيقة أن كل الآراء أجمعت على فكرة ومبدأ واحد وهو ان تذهب المعونة الامريكية الى الجحيم وتبقى ارادة مصر.
وسعياً وراء كشف غموض ومنهج امريكا قررنا الحوار مع الفنان الكبير محمد صبحي الذي قدم مسرحية رائعة تحمل عنوان «ماما أمريكا» سنة 1994 وانتقد خلالها سياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية وكيف تخطط لتحويل الرؤساء العرب الى عرائس خشب فوق مسرح الحياة السياسية.
عن المناخ الذي ولدت فيه فكرة المسرحية قال صبحي: صدمت مثل كل عربي بالغزو العراقي للكويت.. كان حادثاً مؤسفاً ومحزناً أن تعتدي دولة شقيقة على دولة اخرى.. ادركت أن هناك مؤامرة كبيرة هدفها تفتيت وتقسيم الوطن العربي.. وسافرت الى لندن بعد الغزو مباشرة وقضيت هناك شهراً ونصف الشهر لكتابة المسرحية وتم عرضها في عام 1994 واستمرت خمس سنوات على خشبة المسرح.. وخلال فترة العرض كانت يومياً تخرج مظاهرات من المسرح تهاجم السياسة الامريكية.. نجحت في كشف المخطط الامريكي من خلال عرض مسرحي بسيط في التناول وعميق المعني.
وعن محتوى المسرحية قال محمد صبحي: كنت مدركاً ان اجتياح العراق للكويت اشبه بمسمار في نعش القومية العربية ووجدت ان هناك اتجاهاً عالمياً لاتهام العرب والمسلمين بالارهاب، وأنهم سبب كل الكوارث والازمات التي تلاحق وتحاصر العالم.. ناقشت في مسرحية «ماما امريكا» العلاقة بين العقل العربي والعدل الغربي.. وحاولت اظهار شىء مهم جداً وهو ان العالم العربي ينقصه العقل لقراءة شواهد الاشياء.. وأن العالم الغربي ينقصه العدل الذي ينادي به طوال الليل والنهار.. ويتناول موضوع المسرحية قضية انقسام الأشقاء وينتقد تصرفات الرؤساء الذين قدموا المنطقة العربية على طبق من فضة لامريكا واسرائيل.. وعليك ان تنتبه الى بطل المسرحية الذي يزور تمثال الحرية ويتصادف أثناء وجوده وقوع انفجار ارهابي ودون مناقشة يتحمل البطل العربي مسئولية الحادث رغم أنه برىء منه تماما.
ويواصل محمد صبحي كلامه قائلا: في نهاية العرض استعرض اسماء عواصم كل الدول العربية وأوجه رسالة مباشرة محتواها هو.. انتبهوا يا عرب من خطر الحركة الصهيونية.. وهو نفس الموضوع الذي قدمته في مسلسل «فارس بلا جواد» عام 2001.
وعن تأثير عرض «ماما أمريكا» على العلاقات الدبلوماسية مع مصر قال: تصادف أن زار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون القاهرة وشاهد أفيش المسرحية ويظهر تمثال الحرية وفي يده «ببرونة» بينما البطل يرتدي «بامبرز» وغضب من شكل الأفيش.. وفي اليوم التالي جاءت السفيرة وشاهدت العرض المسرحي وعقب انتهاء العرض تحدثت معي قائلة: «انت دست كثير على أمريكا» ودون تفكير قلت لها: «أنا دست على أمريكا في عرض مسرحي لكن امريكا تدوس البشر في الحياة»، فخرجت غاضبة وكتبت مقالاً يحمل اسمها في «الواشنطن بوست» قالت فيه: شاهدت مسرحية «ماما امريكا» ووجدت خليطاً من الجمهور شديد التنوع «يسار - يمين - وسط - اسلامي» واكتشفت بعد انتهاء العرض ان الجميع يخرج من العرض ساخطاً وغاضباً من الادارة الامريكية لذا يجب على القادة تعديل سياسة ومنهج امريكا في المنطقة العربية واعادة النظر في كل قراراتها.
وعن رأيه في مبادرة الشيخ محمد حسان التي تطالب بالتخلي عن المعونة الأمريكية، قال: هي بكل تأكيد مبادرة طيبة وكنت أتمنى أن تكون مبادرة لتنمية وتنشيط الاقتصاد المصري.. فعلى حد معلوماتي ان المعونة الامريكية تراجعت وانخفضت في السنوات الاخيرة وأصبحت مقصورة على معدات عسكرية.. من الممكن أن نقبلها لو كانت عند هذه الحدود ولو كانت لا تمثل علينا ضغطاً أو قيداً يحبس حريتنا ويقتل ارادتنا.. لذا ارى أنها مبادرة طيبة لأن الهدف منها استقلال الارادة وحرية القرار.
وأضاف محمد صبحي: ان مصر لا تحتاج معونة بقدر ما تحتاج الى علاقة سوية قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين.
وأكد صبحي في نهاية حديثه لـ «الوفد» انه سافر منذ شهرين الى الولايات المتحدة الامريكية لجمع تبرعات من 14 ولاية من اجل «حملة المليار لإزالة العشوائيات» واكتشفت ان هناك قيوداً على جميع التبرعات ويجب أن تعلم بها الادارة الامريكية وتعرف في اي طريق سوف يتم انفاق الفلوس.. وهذا يعني ان لها أفكاراً تريد تحقيقها وهذا في تصوري يدين الجمعيات الاهلية التي تتلقى تبرعات من الولايات المتحدة الامريكية.. شىء مدهش امريكا تحترم القانون والحرية داخل اراضيها وتدوس عليها في خارج اراضيها.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - صبحي: أمريكا تدوس على الحرية في المنطقة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق