الأربعاء، 22 فبراير 2012

جيمس كلابر.. لا أهلا بك.. ولا سهلاً ..صلاح بديوي .. محيط


وصل إلى القاهرة أمس الجنرال "جيمس كلابر" مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، وذلك علي طائرة عسكرية خاصة، قادماً من ليبيا، وبصحبة 16 فردا، وأوضحت المصادر أن المسئول الأمريكي، سيبحث خلال زيارته، ملف قضية التمويل الحقوقية لمنظمات المجتمع المدني، وهي القضية المتهم فيها 19 أمريكيا تم منعهم من مغادرة البلاد، من بينهم نجل وزير النقال سام لحود، وذلك تنفيذا لقرار من السيد النائب العام المصري.

وتأتي زيارة الرجل الأول بالمخابرات الأمريكية لوطننا، بعد ساعات من مغادرة وفد من "الكونجرس" الأمريكي لمصر، وبعد أيام قليلة من زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان العسكرية الأمريكية للقاهرة، والعامل المشترك الذي يربط بين زيارات كبار المسئولين الأمريكيين للقاهرة، هو قضية تمويل المنظمات، وسبل إيجاد حل سياسي لها.

ومشكلة الأمريكيين أنهم يعتقدون أن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" يبتزهم للحصول علي مكسب سياسي، وهذا الظن بمثابة انحراف في أسلوب تفكيرهم.

والملفت للانتباه، أنهم عندما أدركوا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يرفض مساوماتهم ويرفض عروضهم وضغوطهم، ظنوا أيضا أن السيد المشير القائد محمد حسين طنطاوي ورفاقه يتطلعون لمكاسب سياسية أكبر، وهو الظن الذي خاب بمجرد تحديد موعد لمحاكمة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي.

لذلك بدأ الأمريكان يلجئون لأسلوب ناعم في التعامل مع الإدارة المصرية علي غرار أن واشنطن تحترم كبرياء وسيادة وكرامة مصر الثورة، وأنها تقدر دور القضاء المصري، ولن تتدخل في شئونه، وأن واشنطن تتطلع لشراكة قوية مع الثورة المصرية، وأنها حريصة علي دعم مصر اقتصادياً، والتنسيق معها في مختلف المجالات.

ولذلك جربت واشنطن إرسال قادة عسكريين لمقابلة رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعندما لم تفلح باتت ترسل قادة مدنيين بالكونجرس وخلافه من المؤسسات، كما أنها الآن أيضا توفد هذا الوفد الاستخباراتي الكبير لبلدان الربيع العربي ولمصر، وبالتأكيد سيعرض هذا الوفد علي الاستخبارات المصرية ما في جرابه من تطلعات وأمال تتعلق بما يربط البلدين من شراكة.

وبلا شك ستصارح مخابرات مصر الوفد الاستخباراتي بتحفظاتها علي السياسات الأمريكية، وما يتوفر لديها من معلومات حول العبث الأمريكي بالأمن القومي المصري.

ولا نعتقد أن الوفد الاستخباراتي الأمريكي، سيكون أكثر حظاً ممن سبقوه زيارة للقاهرة وعزف نفس المقطوعة التي أُعدت له بدوائر المخابرات الأمريكية، وسيعود الوفد الاستخباراتي الأمريكي لواشنطن خالي اليدين.

ولن اندهش أن وجدت أوباما يخرج من حالة الكبرياء المفتعل التي يعيشها، ويبادر بالاتصال بالسيد المشير راجياً سيادته أن يرحم كوادره الاستخبارية التي تحاكم بمصر، ونثق أن السيد المشير لن يستجيب له.. تلك الكوادر التي يسمونها في واشنطن بعناصر منظمات المجتمع المدني الحقوقية.

والسيد المشير ليس لديه سوي جواب واحد أيا كان من يتصل به، هذا الجواب يتلخص في حماية مصر وأمنها القومي واحترام القانون بها.

وعلي كل يبدو أن الإعلان عن قرب عودة العلاقات المصرية الإيرانية, والإعلان عن توفر إرادة سياسية لتطوير العلاقات بين القاهرة وطهران، وتوجه مصر نحو إقامة شراكة اقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، قد تسبب في إزعاج شديد لدي دوائر المخابرات الأمريكية.

لذا تم إرسال هذا الوفد الأمريكي رفيع المستوي، في محاولة من واشنطن لاحتواء ربيع الثورات العربية، وخصوصاً في مصر ومحاولة إقناع القاهرة أن تبتعد عن إيران كما فعلت طوال عقود حكم مبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق