السبت، 11 فبراير 2012

تقليعة العصيان المدنى و تعميق جراح الوطن .. هشام الجوهرى .. الاهرام

مع كل احترامي لجهابذة المصطلحات وفحول الثورات و الاعتصامات والاضرابات وكل من له حق التظاهر السلمى المكسو بكساء الأدب و الاحترام تجاه الناس والوطن .ومع كل التقدير لأصحاب الجمع والمليونيات أيضا ،أجد نفسى فى حيرة شديدة وعجب أشد من هؤلاء الذين يدعون لعصيان مدنى فاتحين الأبواب من جديد لشلة المنتفعين من خراب الوطن والمتاجرين بالثورة المجيدة والباحثين عن الشو الإعلامى حتى و لو كان على حساب الثورة و شهدائها . 
وللعاصين مدنيا سؤال هام : ما الداعى لعصيانكم أيها العصاة ؟ ولماذا فى هذا التوقيت بالذات؟ ما الدافع وراء عصيان مدنى فى وقت يعانى فيه الوطن من جراح اقتصادية تكاد تودى بحياته؟تريدون تعميق جراح وطنكم أيها الأفذاذ ؟هل هذا من العقل والحكمة؟ يا عقلاء يا وطنيين يا من تحبون مصر ؟ هل هانت عليكم مصر تبيعونها بدراهم أو دولارات معدودة منساقين وراء أعداء مصر الذين يمولون جهلكم بقيمة وطنكم لتخريب مصر ؟ نحن مصريون أمثالكم ولا نريد عصيانا مدنيا ولا غير مدني خاصة ونحن عاصون لربنا بظلمنا لأنفسنا والوطن ! نحن نريد أن نعمل ونعمل ونعمل بعد عام من الجرى فى الميادين والجمع المتعددة والمليونيات . كفى كل هذا إن لم نعمل الآن فمتى نعمل لماذا نصر على إلغاء عقولنا ؟ لماذا ننساق هكذا بلا تفكير ولا روية ؟هل يعقل أن نحتفل بخلع نظام فاسد بفساد أكبر نعم العصيان المدنى خراب و فساد و تدمير لاقتصاد الوطن وقطع عيش الغلابة والمطحونين الذين لا يشعر بهم أصحاب التقاليع العصيانية المدنية. 
أراكم أيها الجهابذة الأفذاذ فى تقليعة جديدة من تقاليع تخريب الوطن و الدفع به فى نفق مظلم لا يعلم ما فيه من كوارث إلا الله تعالى .إن كنتم يا فحول الاحتجاجات تريدون بعصيانكم ورقة ضغط جديدة فالوطن ليس بحاجة إلى ضغوط أكثر مما هو فيه ،وإن كنتم تريدون ضغطا على المجلس العسكرى والحكومة فكلاهما يعمل جاهدا على اتمام مهمته بخير و سلام ومن يحكم مصر فى ظرف كهذا فينبغى أن نعاونه ونسانده بدلا من تقليعة العصيان المدنى التى تصيب الأوطان بشلل تام وتتسبب فى خسائر اقتصادية ضخمة لا تتحملها مصر الجريحة بأيدى أبنائها للأسف الشديد . و لله فى خلقه شئون. 
هدانا وهداكم رب العباد 
http://gate.ahram.org.eg/User/Topics/7798/%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%89-%D9%88-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%8A%D9%82-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق